خالد درة يكتب : بالعقل أقول…( هل تتأثر العلاقات المصرية - الأميركية برفض السيسى دعوة ترامب لتهجير الفلسطينيين؟.. )


أثار وضع الرفض الشعبي والرسمي المصري لمقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن ، علامات استفهام حول مدى تأثر العلاقات بين القاهرة وواشنطن ، وهي علاقات توصف بالاستراتيجية ، إلا أنها رغم ذلك ، مرت بتوترات قوية خلال العقود الماضية ..
وكان ترامب أشار في تصريحات إعلامية ، السبت ، إلى أنه تحدث مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ، بشأن استقبال الأردن لسكان من القطاع الفلسطيني ، وأنه سوف يتصل بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للغرض نفسه ..
وأحدثت هذه التصريحات ضجة واسعة في مصر ، تجلت بوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ، قبل أن تصدر وزارة الخارجية المصرية ، مساء اليوم ذاته ، بياناً رسمياً يشير إلى تمسك القاهرة بموقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين .. كما كانت عمُان قد أصدرت ، قبلها بساعات ، بياناً رافضاً للتهجير ، تعقيباً على المقترح الأميركي ..
"رفض وثقة"
رأينا رفضاً شعبياً شديداً جداً لفكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة لمصر ، ورفضاً فلسطينياً لتهجيرهم خارج أرضهم ، حتى لو تحولت بيوتهم إلى رماد ..
كما أن التهجير القسري للفلسطينيين خارج أراضيهم غير مقبول على كافة المستويات في القانون الدولي ..
مع هذا كله ، فإن الشعب المصري على يقين من أن قيادته السياسية ، وكذلك الديبلوماسية المصرية ، سوف تتعامل مع الأمر بحكمة ، وتشرح للجانب الأميركي رؤية القاهرة بشأن تأثير التهجير سلباً على استمرار النزاع في منطقة الشرق الأوسط ، وهو ما تسعى مصر والولايات المتحدة إلى حله ، وصولاً إلى السلام والاستقرار في المنطقة ..
"ليس جدياً"
و رأينا أن تصريحات ترامب "لم تكن في هذه المرحلة جادة ، بل كانت مجرد نقطة نقاش لجذب الانتباه الإعلامي ، وحشد الدعم بين أتباعه ..
فهذا الاقتراح غير عملي لأسباب تتعلق بالأمن واللوجستيات والجوانب الإنسانية .. علاوة على ذلك ، أي نقاش حول مثل هذه الاحتمالات سابق لأوانه بشكل كبير ..
و أعتقد نه "بمجرد انتهاء وقف إطلاق النار ، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين ، من المرجح أن يستأنف القتال .. وطالما أن حماس لا تزال في السلطة بالقطاع ، فإن فكرة تطهير غزة تبقى في إطار التمنيات .. كما لا توجد استراتيجية واضحة لإزاحة حماس ، أو إنهاء نفوذها السياسي ، أو وضع إطار واضح للانتقال إلى شكل جديد من الحكم ..
و حتى على المدى الطويل ، يفتقر هذا النقاش إلى الدعم .. لقد رفضت مصر والأردن بالفعل هذه الفكرة .. وبدون تعاونهما ، سيكون مثل هذا التوطين مستحيلاً ، وحتى المساعدات المالية الدولية الكبيرة ربما لن تحل المشكلة ..
وهنا أشير إلى أن "المخاوف الأمنية بشأن نقل ملايين من المؤيدين المحتملين لحماس إلى دولتين تواجهان أزمات مالية ولديهما تاريخ في مكافحة التطرف والإرهاب تُعتبر عقبة رئيسية .. ومن الممكن أن تقبل بعض العائلات في غزة بفكرة الانتقال إلى دول أخرى حول العالم" ..
و أنه من دون وجود آلية واسعة لنزع التطرف والتسليح ، سيكون من الصعب إيجاد دول متطوعة لاستضافتهم .. ومعظم سكان غزة على الأرجح لن يكونوا راغبين في مغادرة منازلهم"، معتبرة أن "فكرة إجبار الناس على ترك بيوتهم ستكون غير مقبولة سواء لإسرائيل والولايات المتحدة أو للمجتمع الدولي".