الخميس 13 فبراير 2025 02:00 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

حسين السمنودى يكتب : المصريون الذين ولدوا في العواصف لا يخافون هبوب الريح

الكاتب الكبير حسين السمنودى
الكاتب الكبير حسين السمنودى

لطالما كانت مصر عبر التاريخ أرضًا للصمود وشعبها رمزًا للإرادة التي لا تنحني أمام العواصف. نشأ المصريون في كنف المحن والصراعات، فتعلموا أن قوتهم الحقيقية تكمن في صلابتهم وتكاتفهم أمام أي خطر يهدد وطنهم. تلك الروح العظيمة التي جسدتها مصر وشعبها هي ما يميزها عن غيرها من الأمم، ويجعلها دائمًا في مقدمة الصفوف المدافعة عن قضايا العدل والكرامة.

ومنذ آلاف السنين، واجه المصريون تحديات لا حصر لها. من غزوات الهكسوس إلى الاحتلالات الأجنبية، ومن حملات الاستعمار إلى محاولات النيل من وحدتهم، ظلوا صامدين أمام كل التحديات. في كل مرة يظن أعداؤهم أنهم نجحوا في إضعافهم، يثبت المصريون أنهم كالصخر الذي تنحت فيه العواصف قوتها لا ضعفها.

وفي العصر الحديث، واجه الشعب المصري عدوانًا غاشمًا من قوى الاحتلال، ومع ذلك كانت إرادتهم حاسمة في طرد المستعمر وتحقيق الاستقلال. حرب أكتوبر عام 1973 كانت تتويجًا لروح الصمود والتحدي، حيث أعاد المصريون بناء جيشهم وقهروا أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، ليصبحوا مثالًا يحتذى به في الشجاعة والإصرار.

واليوم، تقف مصر أمام قرارات غاشمة وسياسات متعجرفة تنبع من قيادات مختلة تحاول فرض هيمنتها على المنطقة. قيادات الاحتلال الصهيوني وحلفاؤهم من الأمريكان لا يدخرون جهدًا في محاولة زرع الفتنة والاضطراب، إلا أن المصريين يدركون حجم المؤامرة.

هذه القرارات التي تحاول أن تفرض واقعًا ظالمًا في الأراضي المحتلة، وتدمر استقرار الدول العربية، تُقابل بإصرار مصري على رفضها ودحضها. الشعب المصري، بقيادته السياسية الواعية، يُظهر مرة أخرى قدرته على الثبات والوقوف في وجه الرياح العاتية، مؤكدًا أن الوطن أغلى من كل شيء، وأن التضحية من أجله هي واجب مقدس.

إن أعظم ما يميز مصر هو وحدتها الوطنية التي كانت دائمًا الدرع الحامي لها. لا تفرق الأزمات بين مسلم ومسيحي، فقضية الوطن هي قضية الجميع. الشعب المصري يدرك أن تكاتفه هو السلاح الأقوى في وجه أعدائه، وهذه الوحدة هي التي تجعل محاولات زعزعة الاستقرار مجرد أوهام.

على مدار التاريخ، كانت القيادة السياسية في مصر تجسد الإرادة الشعبية، سواء في مواجهة الاحتلال أو التصدي لمخططات التفكيك والتطبيع. اليوم، يتكاتف الشعب المصري مع قيادته في مواجهة التحديات الكبرى، مستلهمين روح أكتوبر وروح الأجداد الذين بنوا الحضارة.

والمصريون لا يخافون التضحية في سبيل وطنهم. من الجندي الذي يرابط على الحدود، إلى الفلاح الذي يزرع أرضه، إلى العامل الذي يبني المصانع، كلهم يدركون أنهم جزء من منظومة عظيمة تهدف إلى حماية هذا الوطن.

القرارات الغاشمة الصادرة عن أعداء الأمة لن تُثني المصريين عن الدفاع عن حقهم. إنهم يعلمون أن العواصف ليست إلا اختبارات تزيدهم قوة، وأن الوطن الذي عاش آلاف السنين لن يُهزم مهما كانت الرياح عاتية.

وفي ظل هذه التحديات، ترسل مصر رسالة واضحة للعالم: نحن لا نركع. قد تهب الرياح عاتية، وقد تحاول قوى الشر فرض هيمنتها، لكن المصريين، الذين ولدوا في العواصف، لا يعرفون معنى الخوف.

هذه الرسالة ليست مجرد كلمات، بل هي حقيقة راسخة أثبتها التاريخ مرارًا وتكرارًا. المصريون سيظلون درع الأمة العربية، وحصنها المنيع في مواجهة كل المؤامرات.

وختاما لذلك : فإن مستقبل يكتب بالإرادة والصمود

الذين ولدوا في العواصف لا يخافون هبوب الريح، والمصريون هم خير مثال على ذلك. بقوتهم ووحدتهم، وبقيادة واعية تدرك التحديات، يكتبون مستقبلًا مشرقًا لهم ولأمتهم. مصر ستبقى دائمًا رمزًا للصمود، وستظل رياح المؤامرات تتحطم على صخرة إرادتها الصلبة.