الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم يكتب: الحقيقة التائهة لأسباب تردي أوضاع فريق غزل المحلة !!؟.


لا اتذكر بدقة تاريخ حبي للرياضة ولكرة القدم خاصة باعتبارها بؤرة الجاذبية الرياضية والحظوة الجماهيرية ، وإن كنت أزعم أن التاريخ يبدأ منذ فطامي في الثانية من عمري يوم أن أتوا لي بكرة صغيرة ألهوا بها بعيداً عن أمي المشغولة ببيت العائلة.
وايضا لا أتذكر تاريخ انضمامي لنادي غزل المحلة ( محبا و مشجعا ) أول مرة ، لكن علي الأرجح أن الجيل الذهبي للنادي الفائز ببطولة الدوري العام هو السبب في كل هذا الحب الجارف الذي لازمني بهذا النادي حتي صار وجهتي الانتمائية ، يليه نادي الترسانة في الأزمنة الفائتة بنجومه العظام الشاذلي ورياض وبدوي وشاكر والتونسي ودوابه والكيلاتي .
في شهر فبراير عام ١٩٨٤ تحول تعلقي بغزل المحلة من محب ومشجع ، إلي داعم إعلامي عند التحاقي بصحف دار التحرير للطبع والنشر .( الجمهورية والمساء والكورة والملاعب ) قبل أن استقر ضمن كتيبة الكورة والملاعب لفترة تخطت الاربعين عاماً من عمري .
ومنذ أن وطئت قدماي لملعب الغزل وانا اعتبره بيتي الثاني ما برحت عن حبه ودعمه لحظة ، أحياناً كان يفرحني ، وكثيرا ما كان يرسم التجاعيد على جبهتي !!
تعاملت مع الكثير من الأجهزة الإدارية والفنية ، يأتي علي رأسها الكابتن العظيم الأسطورة محمد السياحي ثم محمود الشناوي فنيا ، والمحاسب المعتز بالله عبد المقصود والأستاذ أحمد الششتاوي إداريا .
ولا غرو أن المناخ العام. وقتئذ أثمر فريقا عملاقا كان بعبعا لأندية القمة ، يكفي أن اسمه كان وثيق الإرتباط بالتميز والجدية والقوة والمهارة والاعتماد علي أبناء النادي ، وكان له جماهيرية لا تضاهيها جماهيرية سوي جماهير السمسمية ، وأسياد البلد في الإسكندرية وعشاق الكاستن في بورسعيد، واولاد الغريب في السويس ، فمن ينسي نجوم هذا الفريق : محمود البلعوطي خالد كرم ( عصام محيسن) طارق النجار صابر عيد يسري جعفر محمد فايز ( المحمدي صالح ) شوقي غريب ناصر التليس الزفتاوي ، شريف الخشاب خالد عيد طارق المحجوب ، أحمد حسن محمود المشاقي عاصم المرشدي . وغيرهم الكثيرين.
وتوالت الأجيال والنجوم. .. بيد أنه بمرور السنوات تترى ، انخفض مستوي النادي ومستوي اللاعبين. لعوامل كثيرة يأتي رأسها اشتراك غير المؤهلين في إدارة الفريق نظراً لوقع النادي تحت إمرة مجلس إدارة شركة مصر للغزل والنسيج ، وغالبا ما يكون أكثر أعضاء مجلس إدارة النادي بعيدين عن الكورة وفنون (نسجها ) !! ومرات تحمل العبء الأجهزة الفنية وثالثة الاسافي كانت متمثلة في اللوائح والقوانين المنظمة للاحتراف المدمر للحياة الاجتماعية والرياضية المصرية !!
دفع النادي ثمن هذا كله . وشيء في. شيء تحول النادي من بعبع إلي وديع أحيانا ضعيف غالباً .
دفعته وداعته وضعفه للنزول مع الضعاف مرات ومرات ، حتي صار - يا حول الله ـ دون أي أنياب ، وتحول ملعبه الذي كان مقبرة للعظماء إلي حضانة وملعب تمرين لكل الأندية لتجري عليه تقسيات وتتلاعب برديف الأندية الذين يأتي بهم للعب لغزل المحلة ، بعد أن كان للنادي ثكنة فنية تخرج اعداد غفيرة من النجوم ، لدرجة أن النادي كان يعتبر شراء لاعب من خارج النادي عار يستوجب الخذلان منه !!
ولما أحست وزارة قطاع الأعمال بخطورة تحكم غير المؤهلين في مصير النادي إداريا . كان لها قصب السبق في تكوين أول شركة لكرة القدم في مصر ، وجائت بالمجري ( مصطفى عبده ) نجم النادي الأهلي رئيسا لها ، ولكن تعالت الأصوات المحلاوية المنادية بأن جحا أولي بثوره ، فجائوا بمجلس إدارة نسج تجربة من علي وسائل التواصل وفرضوها علي أنها من بنات أفكارهم ، لكن حينما جاءت كل اعمال تلك الفترة التي أسست لهذا الضعف مخالفة للكلام المزعوم والذي صدع الرؤوس عن الأفكار والمقترحات وغير ذلك من الادعائات . وحسنا ما تدخلت الوزارة واطاحت بهذا المجلس الذي تسبب في هذا الضعف العام !!
واستبشر الجميع بقدوم مجلس عائلي يرتبط إسما بواحد من نجوم الفريق سالف التميز والبريق ، وهو الكابتن عبد الرحيم خليل .ظنت الجماهير المتعطشة للزمن الفائت أن المكينة الجديدة سوف تنتج خيوطا علي مستوي عالي من الجودة لتنافس بها في السوق العام المليء بخيوط متعددة الأشكال والأطوال !!
ويبدو أن المجلس كان من الذكاء بمكان ، حين فتق ذهنه أن يأتي بلجنة فنية من أبناء النادي لينفي عنه عدم الخبرة فجائوا بنجمي من النجوم هما احمد حسن وطارق محجوب الدوليان ، وعززوهما بنجم ثالث هداف النادي التاريخي محمود المشاقي ، فستبشرت الجماهير الخير من قدوم أهل الخبرة ، ولكن الرياح أتت بما لا يشتهي السفن ، عاصفة زملكاوية لم تظهر منذ فترة في سماء ميت عقبة هبت علي استاد المحلة قلعت احمد عيد عبد الملك من مكانه والقت به خارج حدود المحلة للأبد .
بحث اامجلس عن جهاز فني يحقق لهم الرضي الجماهيري ( ذلك الصداع المزمن ) فختاروا إبن النادي ونجمه الأشهر شوقي غريب باعتباره ليس غريباً عنهم ، واستبشرت الجماهير خيرا ، وزاد من نشوتهم فوز فريقهم علي فريق زد في بطولة تدعي كأس الرابطة علي ما أذكر ، مما شجع علي إطلاق عدة تصريحات نارية ، بأن الفريق مقدم علي تجربة فريدة وخطة موضوعة بعناية لانتشال الفريق من وهدة التردي والتعثر في السير في عالم الأضواء ، بدأت الفترة بنقطة اسكندرانية من أسياد البلد ، وثلاث أخريات من أرض سموحة القاحلة هذا العام رفعت الفريق من أربع نقاط إلي ثمانية ، وبعدها تعطلت المكينات عند الأهرام (بالثلاثة )ثم أخذ البنك الاهلي حصة كبيرة من الرصيد الجماهيري للفريق عندما فاز علي الفريق في عقر داره ، ووضع رجال الحرس الفريق في أزمة بعد أن كشف عن وجود عناصر لا تستحق مشاهدة الفريق في التلفاز حتي جاء دور رجال سيراميكا في تغير ( بلاط) النادي .
الجميع كان متوقعاً لخلع ذلك البلاط ، لكن لم يرد بخلد أحد أن الخلع سينحصر في اللجنة الفنية و قطاع الناشئين!!
هنا تسائل الجميع بستغراب ما دور اللجنة الفنية في التردي المزري الذي وصل إليه الفريق !!؟
والسؤال الذي يفرض نفسه:: هل إقالة اللجنة الفنية ولجنة التعاقدات جاء نتيجة تغريرها بمجلس الإدارة وتصدير عدد من اللاعبين للأجهزة الفنية التي لم تجد( مغازل تغزل بها ) غير تلك المغازل ، أم هو البحث عن كبش فداء يوقف زئير الجماهير الغاضبة ، من النتائج السيئة!!؟
لذا اتصلت بالكابتن طارق محجوب عضو اللجنة الفنية المقالة لسؤاله عما يمكن توجيهه من اللوم علي اختياراتهم الضعيفة من اللاعبين ؟ فأجاب : أولا أحب أن أؤكد أن اللجنة الفنية بريئة من أي تقصير متوهم . فلدينا المراسلات التي اجريناها مع المهندس وليد خليل رئيس شركة الكورة . أبدينا فيها باديء ذي بدء برغبتنا في تغيير احمد عيد عبد الملك وجهازه لأنه كان غير مناسب لطبيعة الفترة ، ولكنه أصر عليه ، وطالبنا التعاقد مع عدد من اللاعبين ولم يتم ذلك ، وهم علي سبيل المثال. البلعوطي حارس مرمي ، فادي فريد (مهاجم) رشيد احمد نيجيري( مهاجم) محمد سالم (مهاجم) هشام بلحه( جناح)
وإن كانت الإدارة استجابت للتعاقد مع عامر عامر ،ابرهيم حسن ، احمد ياسين ، جريشه ،وباقي اللاعبين لانعرف عنهم أي شئ، وتم التعاقد معهم دون معرفة اللجنة الفنية ، وأيضاً ما تم الموافقة عليه تولي مجلس الإدارة الإتفاق معه دون دخولنا في ذلك !!
الحقيقة بالفعل تائهة ، هل بالفعل التعاقدات أتت بلاعبين معطوبين ، وان عناصر الاختيار فشلت عن عمد أو عن غير عمد في تقديم الدعم للأجهزة الفنية لتكون قادرة علي تحقيق تطلعات الجماهير ، ام أن الأجهزة الفنية هي الأخري تبحث عن كبش فداء يتحمل أسباب التراجع والتدني في المستوي .
إذا كنا منصفين لاينبغي أن نرجح فرضية عن أخري في تحميل اي من الأجهزة المقالة أو الجهاز الفني مسؤلية اقتراب الفريق لقاع الجدول .لا سيما وأن هناك العديد من اللاعبين المتواضعين المستوي . وأيضاً ليس هناك أي تقدم فني يذكر إلا كلمات تقال بصورة أثناء الانتصارات ـ القليلة . وبنفس الكلمات توزع خيبة الفشل والهزيمة علي كافة الرؤوس .دون الوصول إلي قرار صائب وقوي ينتشل الفريق من وهدة هذا التردي .