طارق محمد حسين يكتب : ابحث عن شغفك


أصبحنا نسمع كثيرا عبارة (ابحث عن شغفك) هذه الأيام، وبعض الشباب يقفون حائرين أمام هذا المفهوم، كيف يمكن أن تعرف ما أنت شغوف به؟، الشغف هو ذلك الشيء الذي يستطيع أن ينتزعك من نفسك المثقلة بأعباء الحياة ليدخل السرور والراحة على قلبك ، انها ليست أنانية ان تبحث عن الراحة النفسية لنفسك والتخلص من ضغوط الحياة واستغلال أوقات الفراغ ، إن أبسط الاشياء وأرخصها والتي قد لا تكلفك الكثير من المال قد تكون هي المحطة التي تستريح فيها من عناء وشقاء وضغوط حياتك اليومية ، فمثلا ان اكتظاظ الأشياء بالمنزل من اثاث وأدوات والتي قد يراها البعض نعمة ، قد يؤدي هذا الأمر إلي الشعور والإحساس بالضيق المكاني ، فكيف تتخلص من هذا الشعور والحل هو اعتياد الخروج إلي الخلاء ، شاطئ بحر أو نهر ، حديقة ، ممشى ، للاستمتاع بالهواء النقي وراحة البصر ، وقد تكون سعادتك في اقتناء حيوان او طائر أليف وخاصة لمن يعانون الوحدة من كبار السن ، وقد يكون الاهتمام بزراعة الزهور ونباتات الزينة في المنزل يضفي جو من الراحة النفسية البصرية ، إن العودة للقراءة والذي يعد إبحار في عالم المعرفة أحد الوسائل لشغل اوقات الفراغ مع زيادة الثقافات المختلفة ، كما أن لقاءات وتجمع الأصدقاء والمقربين في المناسبات الاجتماعية تشبع الفرد نفسيا وتقلل من الشعور بالوحدة والاكتئاب ،انتبه وسجل لأبرز لحظات يومك وتلك الأوقات التي تُشعرك بالسعادة أو الإثارة خلال يومك تُعتبر مؤشرًا هامً لشغفك ، راقب ما تقضي وقتك فيه وتنفق مالك عليه ، ابدأ بالتواصل مع الأشخاص الذين يشاركونك مجالات اهتمامك، واقرأ المدونات وانضم إلى الجروبات والمنتديات واكتشف فيها ما يشبه فعلاً ما تحب ، فكر فيما تحب الحديث عنه أو ترغب في تعليمه للآخرين، ولكن ما سبب فقد الشغف في الحياة عند بعض الناس ، إن فقدان الشغف والاهتمام بالأنشطة اليومية المعتادة يُعد من الأعراض الرئيسية لمرض الاكتئاب، ويعود السبب في ذلك غالبًا إلى انخفاض مستويات الناقل العصبي (السيروتونين) هرمون السعادة ، ولكن قد يحدث ذلك في حالات أخرى أيضًا مثل: القلق واضطراب ثنائي القطب واضطراب الفصام، وأيضًا حالات التوتر والإرهاق والضغط ومشاكل العلاقات الاجتماعية وعلاقات العمل ،أو القيام بأنشطة مملة وغير متجددة ،لذا من الضروري أن تتحدث مع شخص تثق به فورًا، سواء كان أحد أفراد العائلة، صديقًا مقربًا، أو أخصائي نفسيً، لا تحتفظ بمشاعرك لنفسك ، فالتحدث عنها خطوة أولى نحو الشفاء،
الشعور باليأس وفقدان الشغف يمكن أن يكون علامات للاكتئاب ، وهو حالة قابلة للعلاج، والطبيب النفسي أو المعالج يمكنه تقديم الدعم والعلاج اللازم، أحيانًا تؤثر صحتنا الجسدية على حالتنا النفسية، حاول الحصول على قسط كافٍ من النوم، تناول طعاماً صحياً، وممارسة الرياضة بانتظام، حاول القيام بأنشطة تشعرك بالإنجاز والرضا، حتى لو كانت صغيرة، مثل هواية تحبها، أنشطة التطوع فالعمل التطوعي ومساعدة الآخرين يمكن أن يعزز الشعور بالرضا، والقرب من الله ، أو تعلم مهارة جديدة وكثير من الناس يمرون بأوقات صعبة ويشعرون بتحسن مع الوقت والدعم، تذكر النعم التي أنعم الله بها عليك، وشكره عليها يمكن أن يساعد في تقوية حبك له،
تذكر دائماً أن العلاقة مع الله هي رحلة مستمرة تنمو وتتطور مع الزمن والصبر والمثابرة، وتذكر دائمًا أن حياتك ثمينة، وأن هناك دائمًا إمكانية للتغيير والشفاء، وأنك لست وحدك في هذا..