عصام بيومى يكتب :”الروبوتات قادمون”.. الخيال العلمي أصبح حقيقة!


أكثر ما يحزنني فعلا برغم المأساة الكبرى التي تفتك بقلوبنا يوميا- حرب الإبادة في غزة، وغيرها من مآس تملأ حياتنا طولا وعرضا من المحيط إلى الخليج إلى كل مكان فيه عربي أو مسلم- هو أن كل ذلك، رغم بشاعته، هو مجرد عملية إلهاء كبرى، عن الواقع المخيف الذي يُحضّرُ للجميع، ولنا بصفة خاصة. فحرب الإبادة الحقيقية شاملة ولا تستهدفنا نحن فقط. وهي تقترب من مراحلها التنفيذية الأخيرة، بينما نحن جميعا، من أعلى الهرم إلى أسفله، منشغلون حتى أذقاننا في شأننا المحلي، تماما وفق الخطة التي رسمها أعداء الإنسانية، منذ عقود بل قرون، نقلونا خلالها من عالم الحقيقة، إلى الخيال، إلى اللاواقع، إلى عالم يصبح الخيال فيه هو الواقع.
وهنا بعض التفاصيل. كثيرون سمعوا عن ما سمي "الإنفلونزا الإسبانية"، وسرت الرواية طويلا على أنها كانت وباء لا دخل للبشر فيه. وكنت أشرت في مقالات عدة وفي كتابي الذي صدر حديثا "صناعة الكفر" إلى أن ذلك الوباء وغيره، لم تكن كوارث طبيعية ولكنها صُنعت على أيدي أعداء الإنسانية. بالأمس وقعت على دليل جديد يؤيد صحة ما خلصت إليه.
فيرا شاراف، يهودية أمريكية، رومانية الأصل، ناشطة في مجال حقوق الإنسان وفضْح جريمة ما يسمى "تحسين النسل"، شاهد إثبات معي اليوم. فيرا، هي إحدى الناجيات مما يسمى المحرقة اليهودية، صاحبة عدة كتب منها "فاوتشي الحقيقي" و"الاستيلاء العظيم". تحدثَتْ في مناسبات عدة، وخاصة في "الاستيلاء العظيم"، عن زيف ووهم النظام العالمي وخاصة النظام البنكي، وأنه مصمم للاستيلاء على كل شيء لدى البشر بلا استثناء. فيرا انقلبت على النظام العالمي بعد موت ابنها نتيجة دواء قاتل. شبهت الدواء بما كان يُعطى لليهود خلال "مأساتهم إبان الحرب العالمية الثانية". وتكشف الآن أن الأوبئة، في العصور الحديثة، لم تكن كوارث طبيعية وإنما "مؤامرات".
تقول: في العام 1915، دشن ج. د. روكفلر، وأندرو كارنيجي، وغراهام بيل، مخترع الهاتف، وآخرون، مؤامرة "تحسين النسل". تضيف: كانوا قد عززوا بالفعل احتكاراتهم في النفط، وصناعة الصلب، والسكك الحديدية، والمصارف، وفكروا في تطوير خططهم للسيطرة على البشر وتقليل أعدادهم. كان الهدف من "تحسين النسل"، ولا يزال، هو القضاء على مَن اعتبرتهم النخبة أدنى منهم كبشر. شنوا حملة ضغط ضخمة لاستصدار قوانين لتعقيم البشر "الأدنى". صدرت قوانين التعقيم بداية في 28 ولاية، واستهدفت 10٪ من الأمريكيين. أي 15 مليون أمريكي، آنذاك، بحجة تحسين الصحة العامة والجنس البشري. كانت تلك القوانين بمثابة نموذج لقوانين التطهير العرقي النازية. استمرت عائلة روكفلر تقود حملة "تحسين النسل وتقليل السكان"، فصنعوا "الإنفلونزا الإسبانية" كجزءًا من حملتهم تلك. وظلوا لأكثر من قرن يروجون رواية كاذبة عن أنها كانت وباء، لكن الحقيقة أنها وجائحة كورونا كانتا مصنوعتين، وأوجه التشابه بينهما كثيرة.
وتمضي شاراف قائلة: الحقيقة أن ما سمي "الإنفلونزا الإسبانية" لم يكن إسبانيا، ولا طبيعيا ولا فيروسيا!.. القصة أنه عندما دخلت أمريكا الحرب العالمية الأولى، أرسلت أمريكا مليوني جندي للقتال في أوروبا. رأى روكفلر ومن معه في معهده للأبحاث الطبية ذلك فرصةً لاختبار وتجربة لقاحٍ جديد لقتل عدد كبير من البشر. كان ذلك في يناير 1918. اختبر روكفلر مصلا مصنوعا من مخلفات الخيول، لعلاج الالتهاب الرئوي البكتيري، على السكان والجنود أيضا. استخدموا الجنود خنازير تجارب. قتل المصل أكثر من ألف جندي خلال فترة التجربة فقط، وحمل الناجون المرض معهم إلى زملائهم المنتشرين في أوروبا. ومن هنا انتشرت العدوى في كل العالم. وفي العام 2008 أجريت دراسة تشريحية على نحو 9 آلاف جثة، أثبتت أن جائحة 1918 لم تكن بسبب الإنفلونزا، وإنما نتجية الالتهاب الرئوي البكتيري، الذي سببه المصل. قتل المرض جنودًا من جميع الدول أكثر بكثيرٍ من كل الأسلحة. ووصل عدد الضحايا لنحو 100 مليون شخص.
شاهد عيان على تلك الجريمة هي د. إليانور ماكبين التي عاشت خلال جائحة 1918، وهي في عمر ال13، ولكنها وعائلتها لم يتلقوا المصل، فكانوا من بين الناجين القلائل. وقد ألفت ماكبين كتبا عدة بينها "الحقنة المسمومة"، 1957، و"التطعيم، القاتل الصامت"، و"فضح حقيقة انفلونزا الخنازير"، 1977. وقالت ماكبين: لو كان ذلك وباء فيروسيا لقتلنا أيضا فقد كنا نساعد المرضى ونختلط بهم.
كان هذا في السابق، لكن حرب أعداء الإنسانية علينا لا تتوقف بل تتطور. تخبرنا مواقع أمريكية بينها موقع "أخبار حقيقية"، أننا وبسبب "الذكاء الصناعي"، على بعد سنوات فقط من "حروب روبوتات" سيستخدمها أعداء الإنسانية لإطلاق حرب إبادة جماعية ضد الجنس البشري، لتحقيق فكرة "المليار الذهبي". وهم يواصلون ترويج كذبة أن الروبوتات تعلمت الشر من البشر من خلال قراءتها تاريخ الحروب والإجهاض والإبادة الجماعية. ولعلنا شهدنا بالفعل مقدمة ذلك في حرص أوكرانيا منذ شهور، وبمساعدة واشنطن، على إحلال الروبوتات محل القوات البرية. وكانت أوكرانيا أعلنت في مارس الماضي، وسط نزيف قواتها البشرية، أنها ستنشر 15 ألف روبوت أرضي مسلح خلال هذا العام. ما يجعلنا أمام "مسيرات جوية" يعرفها الجميع، و"مسيرات أرضية"، تمشي على الأرض، لنكون أمام تجسيد حقيقي لأفلام هوليود التي يبيدون فيها الناس بالجملة، بأسلحة كنا نعتبرها من الخيال العلمي، الذي أصبح حقيقة. لذلك علينا أن نستعد ف"الروبوتات قادمون"!.