الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 01:35 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

طارق محمد حسين يكتب : تسونامي دبلوماسي يضرب تل أبيب..

ألكاتب الكبير طارق محمد حسين
ألكاتب الكبير طارق محمد حسين

ما يحدث الان في العالم من انتفاضة الشعوب الحرة من العامة والساسة والمشاهير ضد مجازر الكيان المحتل في غزة ، اعتراف كل من بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا والبرتغال وموناكو رسميًا بدولة فلسطينية، سبقهم عدة دول أوربية علي رأسهم اسبانيا في خطوة كانت شبه مستحيلة من سنتين ، هذه الموجة من الاعتراف بالدولة الفلسطينية تشبه تسونامي يضرب إسرائيل، أو زلزال ضخم يهز الكيان المحتل، على الجانب الأخر الموقف الإسرائيلي كالعادة التخبط والعناد بلا تراجع او محاولة أمتصاص الموقف الأوروبي أو تغير من سياستها العنصرية ، علي العكس تمامًا أعلنت انه: "لن تكون هناك دولة فلسطينية"، بل وتخطط للرد على الموقف التاريخي لأوروبا بإعلان سيادتها الكاملة على الضفة الغربية وضمها لإسرائيل! ، وفي غزة تنفذ بالفعل عملية دفع الفلسطينيين نحو منطقة المواصي على حدود مصر ، مع ضوء أخضر أمريكي من الأمريكي المتحيز للصهيونى ، تمهيدًا لتنفيذ مخطط التهجير والصدام المباشر مع مصر...،
إن اعتراف بريطانيا بالذات بالدولة الفلسطينية، له رمزية تقيلة جدًا...فاعترافها بفلسطين وافتتاح سفارة لها بالعاصمةلندن ، فهذا ليس مجرد خبر عابر... هذه إشارة واضحة إن أوروبا تفكك نفسها تدريجيًا من الهيمنة الأمريكية، وتحاول أن تبني لنفسها دور مستقل في الشرق الأوسط، بعيد عن السياسة الأمريكية.
كما أن اعتراف فرنسا في مؤتمر الأمم المتحدة جزء كبير منه يرجع لجهود الوساطة الدبلوماسية المصرية، عمل ورقة ضغط كبيرة وتحدي ضخم لإسرائيل وأمريكا، وغالبًا سيتبعه معظم باقي دول الاتحاد الأوروبي للإعتراف هي ايضا خلال الأيام القادمة، وهذا يعيد لفرنسا جزء كبير من بريقها ونفوذها السياسي امام الرأي العام العالمي، وأكد على زيادة نفوذها كقائدة حالية للتكتل الأوروبي كله..
اما أمريكا تحت إدارة ترامب غيرت مواقفها التاريخية مع أوروبا، وأصبحت حاليًا مشغولة بأولويات تانية تمامًا… محاولة التضييق على الصين بملف التجارة وتحجيم نفوذها المتزايد، والأهم ضمان أمن مستعمرتها الصهيونية الشرق أوسطية بأي ثمن ، حتى لو كان هذا الثمن هو التخلي عن أوروبا وأوكرانيا وتركهم في مواجهة روسيا وحدهم، إن تغير موقف أوروبا من الاعتراف بالدولة الفلسطينية لم يأت فجأة أو من فراغ ،فقد اصبحت الحكومات محصورة بين ضغط الشارع الذى يري المجازر في غزة على التلفزيونات يوميًا، وبين حكومة أمريكية ترفض حتى وقف إطلاق النار، وأيضا لا تساندهم سياسيًا وعسكريًا كما سبق، وتركتهم في مواجهة الروس وحدهم. لذلك اخذوا هذه الخطوة كرد على السياسات الأمريكية ونوع من محاولة فك الارتباط بالتوجه الأمريكي في الشرق الأوسط...، وبرغم انه حدث تاريخي وكبير جدًا في رمزيته ومعناه، وبيفتح فرص جديدة للفلسطينيين تحت القانون الدولي، إلا انه على أرض الواقع أدى لنتيجة عكسية خطيرة جدًا...فاسرائيل لم تأخذ خطوة تهدئة امام الضغط الدولي، بل أعلنت انها ستسعى لضم الضفة الغربية وفرض سيطرتها عليها واحتلالها بالكامل، كنوع من "العقاب لأوروبا" على اعترافهم بالدولة الفلسطينية، وحتي تقطع الطريق على تأسيس دولة فلسطينية علي أرض الواقع،من خلال تدمير السلطة الفلسطينية الشرعية بضم أراضي الضفة...كما دمرت سلطة حماس بغزة ، للأسف التصعيد بالفعل بيزيد مع كل دقيقة، والحكومة الاسرائيلية اخدت خطوات فعلية منها مشروع E1 اللي بيضم حوالي 88% من أراضي الضفة الغربية للنفوذ الاسرائيلي اتصدق عليه بالفعل، وكمان من ساعات ظهرت تقارير في صحف إسرائيلية تقول إن إسرائيل حصلت علي الضوء الأخضر لتنفيذ
المخطط والمشروع الأساسي في عيونهم هو تمديد حدود اسرائيل الكبرى،
إسرائيل الان تستغل موجة الاعترافات الأوروبية كمبرر داخلي للضم الكامل للضفة الغربية،بضوء أخضر كامل من أمريكا... وما زالت ماشية في خطواتها على طريق تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ناحية الحدود المصرية، واللي بيشكل حاليًا أكبر تحدي أمني لمصر في تاريخها ا
يا ترى ماذا سوف يحدث بعد ..هذا ما سنراه خلال الأيام القادمة.

طارق محمد حسين تسونامي دبلوماسي يضرب تل أبيب الجارديان المصرية