الجمعة 10 أكتوبر 2025 12:37 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

د هانى المصرى يكتب : القاهرة تنتصر بلا رصاصة… هكذا كسرت مصر إرادة اليمين الأمريكي والإسرائيلي

د. هانى المصرى
د. هانى المصرى

تشهد الساحة السياسية الإقليمية ترقبًا كبيرًا لاحتمال حضور الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب إلى مؤتمر شرم الشيخ للسلام، وهو حدث، إن تحقق، قد يُعد نقطة تحول سياسية لصالح القاهرة، ويُبرز نجاح صناع القرار المصريين في فرض رؤيتهم وسط خلافات عربية ودولية معقدة.

خلاف عربي صامت حول غزة

تؤكد مصادر مطلعة أن خلافًا حادًا نشب في الكواليس بين مصر والإمارات والسعودية بشأن مستقبل قطاع غزة، بعد تصاعد العمليات العسكرية في القطاع. ففي حين كانت بعض الأطراف الخليجية تميل إلى القضاء الكامل على حركة حماس بجناحيها العسكري والسياسي، رفضت القاهرة هذا الطرح بشكل قاطع، معتبرة أن حماس ليست مجرد تنظيم سياسي أو عسكري، بل فكرة متجذّرة في النسيج الاجتماعي الغزّاوي، لا يمكن اجتثاثها بالقوة.

ويُلاحظ مراقبون أن غياب ذكر السعودية والإمارات في بيانات أو نقاشات المباحثات التحضيرية لمؤتمر شرم الشيخ ليس صدفة، بل يعكس تباين المواقف حول كيفية التعامل مع الملف الفلسطيني.

موقف مصري ثابت من التهجير القسري

من أبرز النقاط التي رفعت من رصيد الموقف المصري دوليًا، هو رفض القاهرة القاطع لخطة التهجير القسري لسكان غزة إلى سيناء، رغم الضغوط الشديدة من إدارة ترامب السابقة وصقور اليمين في إسرائيل.
هذا الرفض عزز صورة مصر كـ"صاحبة القرار المستقل"، القادرة على الموازنة بين مصالحها القومية والتزاماتها الإنسانية والعربية.

تعهدات مصرية مقابل ضمانات أمريكية – إسرائيلية

تشير المعطيات إلى أن واشنطن وتل أبيب حصلتا على تعهدات مصرية محددة تتعلق بـ كبح التنظيمات الإسلامية داخل غزة، مقابل ضمانات بعدم تنفيذ التهجير القسري، ما يعكس براعة القاهرة في تحويل الأزمة إلى مساحة تفاوضية تحقق مصالحها الاستراتيجية.

بين فخ محتمل وفرصة تاريخية

وعليه فإن المشهد يحمل احتمالين رئيسيين :

أن تكون هذه التعهدات فخًا يهدف إلى إقحام القوات المصرية في مواجهة مباشرة مع الفصائل الفلسطينية، وهو ما قد يُفقد مصر جزءًا من رصيدها الشعبي في الشارع العربي.

أو أن القاهرة تسعى لفرض سيطرتها الإدارية والأمنية على قطاع غزة، مع خطة إعادة إعمار شاملة بأيدٍ مصرية، تكفل استقرار القطاع وتمنع تكرار سيناريوهات الصراع السابقة، مثل أحداث 7 أكتوبر.

خلاصة المشهد يا سادة

إذا تحقق حضور ترامب إلى شرم الشيخ، فسيُقرأ ذلك كـ اعتراف أمريكي غير مباشر بنجاح الدور المصري في إدارة ملف غزة بواقعية سياسية، وبأن القاهرة استطاعت فرض توازن جديد في معادلة الشرق الأوسط، رغم تباين المصالح وتعدد اللاعبين.

د هانى المصرى القاهرة تنتصر بلا رصاصة… هكذا كسرت مصر إرادة اليمين الأمريكي والإسرائيلي الجارديان المصرية