السبت 1 نوفمبر 2025 11:17 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

د. مصطفى يونس احمد يكتب : يوم من ايام مصر (عُرس الثقافة والسياحة والآثار والتاريخ والمستقبل)

 د. مصطفى يونس احمد
د. مصطفى يونس احمد

اعتادت مصر والمصريين منذ فجر التاريخ على تحقيق السبق الابداعى ؛ وذلك بما أبدعه المصريين من ريادة فى الابتكار اذهلت العالم كله باتصال حلقاتها الحضارية ، وبمعرفتها بالكتابة وتدوينها لتاريخها واحداثها مما جعلها بكافة المعايير اما للحضارات الانسانية ، ثم مع ما احتضنه من حضارات مختلفة ( الفرعونية والإغريقية والرومانية والقبطية والاسلامية) ، وبذلك كان لها الدور التاريخى والحضارى والدينى .
اليوم تواصل مصر والمصريين من خلال افتتاح "المتحف المصرى الكبير" تقديم حضارتها بالصورة اللائقة بها "نحن احفاد الاجداد" الذين يحافظون على تراث اجدادهم ولسان حالهم يقول " لسنا بأقل منكم " انتم انجزتم وبنيتم ونحن اخرجنا تلك الكنوز وعرضناها وعرفنا العالم بها .
إن افتتاح المتحف الكبير اليوم ليس مجرد حفل والسلام ، بل عرضاً يقدم مصر للعالم كله ، وليس لضيوفها الحاضرين فقط أو لشعبها المنتظر امام شاشات التلفاز لمشاهدة الحدث الضخم لحظة بلحظة .
إنه عرضاً تشويقياً تسويقياً بامتياز يستهدف عقول وقلوب وانظار العالم " تابعوا ام الحضارات وابنائها " وهم يطلون عليكم من جديد و" تعالوا إلى مصر" لتروا الانسانية فى اسمى معانيها " و " لتشاهدوا الابداع " و "الابتكار" و"كل معانى الذوق " والذوق حرفياً "مطلعش / مخرجش من مصر" .
إن افتتاح المتحف الكبير لا يتحدث عن الماضى والتاريخ والحضارة وحسب ، كما أنه لا يتحدث عن الحاضر عبر" لقطات " وعدسات الكاميرات وحضور سيادة الرئيس والسادة الوزراء وضيوف مصر من الرؤساء والأمراء والملوك والوفود وحسب ، بل هو مشهد يتحدث عن المستقبل با متياز .
إنه بتحدث عن الزيادة المستهدفة فى عدد السائحين والتى تقدر بالملايين لا بالمئات أو الألاف ، إنه يتحدث عن مشاهدة العالم للأمن والأمان الموجودين فى مصر ، وبالتالى يتحدث وبلا شك عن رواج كبير فى حركة التجارة ، ورواج أكبر فى سوق العمل وخلق الفرص بما يوفره ذلك المناخ من استثمار فى الكثير من المشروعات السياحية والتنموية ..... وغيرها ، وبالتالى يساهم بشكل كبير وفعال فى حل ازمة البطالة .
إن الملايين من البشر سيرون مصر اليوم عبر وسائل الأعلام المصرية والعالمية ووكالات الأنباء الكبرى التى ستنقل الحدث ، وكذلك عبر المنصات الاجتماعية كشركة " تيك توك" التى يقدر مشاهدوها بأكثر من مليار ونصف والذين سينتقل إليهم وإلى بيوتهم هذا الافتتاح العظيم عبر تلك المنصة وعبر منصات التواصل الاجتماعى الأخرى .
إن مصر بهذا الافتتاح تقول للعالم كله وبصوت مسموع " نحن لسنا ماضى فقط" نحن حاضر ومستقبل بإذن الله ، وذلك عبر مشهد لا يقل فى ضخامته وفخامته عن مشاهد اعتادتها مصر والمصريين فى العصر الحديث مثل تدشين مشروعات الرى الكبرى كمشروع " القناطر الخيرية" فى القرن التاسع عشر ومشروع "السد العالى" فى القرن العشرين ، ومثل افتتاح " قناة السويس " عام 1869 م ، وكذلك "قناة السويس الجدبدة" عام 2015 ، ومثل مشروعات الصناعة والصناعة الثقيلة ابتداء من الصناعات التى اسسها محمد على باشا ، ومروراً بالصناعات التى اسسها بنك مصر فى العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين ، ووصولاً إلى مصانع الحديد والصلب التى دشنت بعد ثورة يوليو 1952م ، فضلاً عن لحظات الفخر والاعتزاز السياسى التى بدأت بثورة القاهرة الأولى 1798م التى انتفضت فى وجه الاحتلال الفرنسى وحتى نصر اكتوبر 1973 م .
إنه حقاً يوماً من ايام مصر ، وهو يوم عُرس حقيقى ؛ فإذا كانت المشروعات التى تقدم ذكرها بمثابة "عُرساً" لقطاعات بعينها فى وقتها ثم عم خيرها مصر كلها بعد ذلك ؛ فإن هذا الحدث يعد"عُرساً" لمصر كلها ، بل وللعالم بأثره ؛ إذ يشارك فيه فى آن واحد الكثير من الابطال فى قطاعات "الثقافة والسياحة والآثار والتاريخ والحضارة " وسيظل هذا "العُرس" مقاماً حتى يشهده المستقبل ويشهد عليه .
تحية لكل من ساهم فى هذا المشهد ، تحية احترام وتقدير لكل المصريين قيادة وحكومة وشعباً وتحية تقدير واعزاز لكل من شرفنا بالحضور لمشاركة قيادتنا وشعبنا العزيز تلك اللحظات العظيمة المليئة بالفخر والاعتزاز ، وتحية لأجدادانا العظماء الذين أرثوا قواعد هذه الحضارة العظيمة ، وتحية أخيرة لاحفادهم " نحن " الذين سيسلمون الراية لأبنائهم واحفادهم عالية خفاقة .

د. مصطفى يونس احمد يوم من ايام مصر (عُرس الثقافة والسياحة والآثار والتاريخ والمستقبل) الجارديان المصرية