د. مصطفى يونس احمد يكتب : يوم من ايام مصر (عُرس الثقافة والسياحة والآثار والتاريخ والمستقبل)
اعتادت مصر والمصريين منذ فجر التاريخ على تحقيق السبق الابداعى ؛ وذلك بما أبدعه المصريين من ريادة فى الابتكار اذهلت العالم كله باتصال حلقاتها الحضارية ، وبمعرفتها بالكتابة وتدوينها لتاريخها واحداثها مما جعلها بكافة المعايير اما للحضارات الانسانية ، ثم مع ما احتضنه من حضارات مختلفة ( الفرعونية والإغريقية والرومانية والقبطية والاسلامية) ، وبذلك كان لها الدور التاريخى والحضارى والدينى .
اليوم تواصل مصر والمصريين من خلال افتتاح "المتحف المصرى الكبير" تقديم حضارتها بالصورة اللائقة بها "نحن احفاد الاجداد" الذين يحافظون على تراث اجدادهم ولسان حالهم يقول " لسنا بأقل منكم " انتم انجزتم وبنيتم ونحن اخرجنا تلك الكنوز وعرضناها وعرفنا العالم بها .
إن افتتاح المتحف الكبير اليوم ليس مجرد حفل والسلام ، بل عرضاً يقدم مصر للعالم كله ، وليس لضيوفها الحاضرين فقط أو لشعبها المنتظر امام شاشات التلفاز لمشاهدة الحدث الضخم لحظة بلحظة .
إنه عرضاً تشويقياً تسويقياً بامتياز يستهدف عقول وقلوب وانظار العالم " تابعوا ام الحضارات وابنائها " وهم يطلون عليكم من جديد و" تعالوا إلى مصر" لتروا الانسانية فى اسمى معانيها " و " لتشاهدوا الابداع " و "الابتكار" و"كل معانى الذوق " والذوق حرفياً "مطلعش / مخرجش من مصر" .
إن افتتاح المتحف الكبير لا يتحدث عن الماضى والتاريخ والحضارة وحسب ، كما أنه لا يتحدث عن الحاضر عبر" لقطات " وعدسات الكاميرات وحضور سيادة الرئيس والسادة الوزراء وضيوف مصر من الرؤساء والأمراء والملوك والوفود وحسب ، بل هو مشهد يتحدث عن المستقبل با متياز .
إنه بتحدث عن الزيادة المستهدفة فى عدد السائحين والتى تقدر بالملايين لا بالمئات أو الألاف ، إنه يتحدث عن مشاهدة العالم للأمن والأمان الموجودين فى مصر ، وبالتالى يتحدث وبلا شك عن رواج كبير فى حركة التجارة ، ورواج أكبر فى سوق العمل وخلق الفرص بما يوفره ذلك المناخ من استثمار فى الكثير من المشروعات السياحية والتنموية ..... وغيرها ، وبالتالى يساهم بشكل كبير وفعال فى حل ازمة البطالة .
إن الملايين من البشر سيرون مصر اليوم عبر وسائل الأعلام المصرية والعالمية ووكالات الأنباء الكبرى التى ستنقل الحدث ، وكذلك عبر المنصات الاجتماعية كشركة " تيك توك" التى يقدر مشاهدوها بأكثر من مليار ونصف والذين سينتقل إليهم وإلى بيوتهم هذا الافتتاح العظيم عبر تلك المنصة وعبر منصات التواصل الاجتماعى الأخرى .
إن مصر بهذا الافتتاح تقول للعالم كله وبصوت مسموع " نحن لسنا ماضى فقط" نحن حاضر ومستقبل بإذن الله ، وذلك عبر مشهد لا يقل فى ضخامته وفخامته عن مشاهد اعتادتها مصر والمصريين فى العصر الحديث مثل تدشين مشروعات الرى الكبرى كمشروع " القناطر الخيرية" فى القرن التاسع عشر ومشروع "السد العالى" فى القرن العشرين ، ومثل افتتاح " قناة السويس " عام 1869 م ، وكذلك "قناة السويس الجدبدة" عام 2015 ، ومثل مشروعات الصناعة والصناعة الثقيلة ابتداء من الصناعات التى اسسها محمد على باشا ، ومروراً بالصناعات التى اسسها بنك مصر فى العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين ، ووصولاً إلى مصانع الحديد والصلب التى دشنت بعد ثورة يوليو 1952م ، فضلاً عن لحظات الفخر والاعتزاز السياسى التى بدأت بثورة القاهرة الأولى 1798م التى انتفضت فى وجه الاحتلال الفرنسى وحتى نصر اكتوبر 1973 م .
إنه حقاً يوماً من ايام مصر ، وهو يوم عُرس حقيقى ؛ فإذا كانت المشروعات التى تقدم ذكرها بمثابة "عُرساً" لقطاعات بعينها فى وقتها ثم عم خيرها مصر كلها بعد ذلك ؛ فإن هذا الحدث يعد"عُرساً" لمصر كلها ، بل وللعالم بأثره ؛ إذ يشارك فيه فى آن واحد الكثير من الابطال فى قطاعات "الثقافة والسياحة والآثار والتاريخ والحضارة " وسيظل هذا "العُرس" مقاماً حتى يشهده المستقبل ويشهد عليه .
تحية لكل من ساهم فى هذا المشهد ، تحية احترام وتقدير لكل المصريين قيادة وحكومة وشعباً وتحية تقدير واعزاز لكل من شرفنا بالحضور لمشاركة قيادتنا وشعبنا العزيز تلك اللحظات العظيمة المليئة بالفخر والاعتزاز ، وتحية لأجدادانا العظماء الذين أرثوا قواعد هذه الحضارة العظيمة ، وتحية أخيرة لاحفادهم " نحن " الذين سيسلمون الراية لأبنائهم واحفادهم عالية خفاقة .












إصابة 5 أشخاص في انقلاب ميكروباص على الصحراوي الغربي بالفيوم
قرار جديد من المحكمة في أولى جلسات محاكمة البلوجر أم مكة بتهمة...
نزاع على الأرض يتحول إلى اعتداء بالعصي.. الداخلية تضبط الأطراف بالشرقية
مصرع 4 أشخاص صعقا بالكهرباء في مزرعة بقنا
توقيع اتفاقية مصرية إيطالية لإنتاج الغاز الحيوي ودعم الطاقة النظيفة
اسعار الذهب اليوم خارج مصر
أسعار الدولار أمام الجنيه اليوم الاثنين في مصر
أسعار الذهب في مصر اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025