السبت 8 نوفمبر 2025 01:19 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب والمحلل السياسي محمد الشافعى يكتب : مِصْرُ.. أُمُّ الدُنْيَا وَمِصْبَاحُ الْحَضَارَةِ الإِنْسَانِيَة

الكاتب الكبير  محمد الشافعى
الكاتب الكبير محمد الشافعى

** ليست مصر مجرد دولة على الخريطة، وليست صفحة عابرة في سفر التاريخ. إنها البداية.. النبع الأول الذي انبثقت منه أنوار المعرفة والفن والعلم والتدين. قبل أن تُخط أي حضارة أخرى أولى حروف وجودها، كانت مصر قد أقامت صروحاً شامخة تحدّي الزمن، وتحدثت عن عظمة إنسانها بلغة الأهرامات التي ما زالت تحير العقول، والمخطوطات التي ما تزال تروي أسرار أجداد هم آباء البشرية جمعاء.

** يقولون إن التاريخ يُكتب، ولكن تاريخ مصر هو الذي كتب التاريخ نفسه. فكيف يُقاس من جاء بعد الألف بمن وضع الأساس والحجر الأول؟ كيف يُقارن طفلٌ يتعلم المشي بعملاقٍ وطد أركان الأرض لآلاف السنين؟

• في زمن الغيرة.. والضجيج الفارغ

تمر مصر هذه الأيام، كما مرت عبر تاريخها الطويل، بموجات من الغيرة والحسد، سواء من بعض الإخوة في المحيط العربي، أو من دول أخرى.

غيرةٌ تولد من شعور بالدونية، وحسدٌ ينبع من عجز عن مجاراة المكانة التي تشغلها مصر في القلب والعقل والروح.

** ولكن ليعلم الجميع، أن كل محاولة لتقليل قيمة مصر أو التشكيك في دورها التاريخي، هي محاولة يائسة أشبه بمحاولة طمس الشمس بالغربال.

( فالحضارة لا تُشترى بأموال النفط .. والمجد لا يُستورد بصفقات تجارية.. التاريخ سجل شاهد، لا يرتشي، ولا ينحاز، ولا يمحو حقائق عمرها آلاف السنين ليكتب بدلاً منها أوهاماً حديثة ) .

• لمن يحاول النيل من مكانة مصر.. اتقوا الله

لِكُلِّ مَنْ يرفع صوته اليوم محاولاً التقليل من شأن مصر والمصريين، نقول لهم: اتقوا الله الذى سماها مصر .. لقد شهدت أرضكم أنفسكم قبل مائة عام أو أقل، بينما كانت مصر تبني المجد تلو المجد.. وكل دولة تغار من مصر اليوم، لا تكمل في ذاكرة الزمن ما تكملته مصر، فكثيرات منهن لم يمر عليهن حتى مائة عام، وكيف لمن لم يُختبر بعد بصمود القرون أن يتطاول على أمة عمرها يمتد في أعماق الدهر؟

• مِصْرُ.. كَالنِّيلِ، خَالِدَةٌ

مصر جاءت أولاً، ثم جاء التاريخ من بعدها .. وهي ستظل كما كانت دائماً: شامخة، عزيزة، صامدة. ستستمر في العطاء والإشعاع، تحمل رسالتها الإنسانية، وتنير الدرب للأجيال القادمة، حتى يرث الله الأرض وما عليها.

أما أولئك الأقزام، ممن يحاولون أو يفكرون في النيل من مصر صانعة الحضارة، فسيبقون غباراً تحت أقدام التاريخ، بينما تبقى مصر نيلاً يجري، وشمساً تشرق، وعظمة لا تُجارى.

فَدَاعِيَةً لِلْجَهْلِ وَالْحَسَدِ.. دُونَكُمْ.. فَمِصْرُ فَوْقَ كُلِّ الْأَنْفَاسِ وَالْأَقْوَالِ.

مِصْرُ.. أُمُّ الدُنْيَا وَمِصْبَاحُ الْحَضَارَةِ الإِنْسَانِيَة محمد الشافعى الجارديان المصرية