الجمعة 19 أبريل 2024 02:10 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

حوارات

(  آثارنا بين التهريب والتخريب  )

د. أحمد صالح مدير آثار أبو سمنبل وأسوان سابقا : لعنة الفراعنة غير حقيقية

د. احمد صالح
د. احمد صالح

أختلفت الأقوال بين امتلاك مصر لثلث آثار العالم .. أقل أو أكثر..الكم لم يعد يعنيننا في ظل كميات التهريب المستمر منذ آلاف السنوات.. لكن المؤكد أن مصر لديها أهم الآثار على مستوى العالم .. فآثارنا التي تحكي عظمة تاريخنا وتقدمنا على كل المستويات السياسية والحربية والاقتصادية والاجتماعية .. حضارة جعلت العالم يقدم أحترامه حتى الأن لعظمة المصري القديم الذي أقام دولة وحضارة وقتما كان العالم كله ترابا وينامون في كهوف .
سرقت وهربت كميات كبيرة من آثارنا تسكن الأن المتاحف الدولية .. سرقات وزعت الاتهامات بالسطو ما بين دول الاحتلال وخيانات البعض ممن باعوا ماضيهم وحاضرهم بحفنة دولارات !! ولكن أن يصل الاستهتار والجهل اليوم بمن يطلقون على أنفسهم أثريين مصريين أو يعملون بوزارة آثار أن يخربوا الآثار بجهل وقلة ضمير .. فهذا أسوأ من التهريب .. وقد شاهدنا نماذج عديدة لتشويه آثارنا فما بين استعمالهم لأدوات يجرمها العلم أو سوء تخزين .. وكأن قدر الفراعنة العظماء أن يكون من بين أحفادهم من يجهل قيمة وقوة هذه الثروة .. أننا نطالب المصري بالانتباه جيدا فمن لا يملك ماضيه لن يملك حاضره وماضينا أسطورة . فمن ينهبها أو يدمرها بالجهل وعدم الانتماء لابد وأن يحاكم . ولكن ليست كل الصور باهتة ولا كل الضمائر خربة فهناك من المصريين من يعشقونها ماضيا وحاضرا ويقدمون علمهم وخبرتهم بل ويعرضون مستقبلهم لانتقام بعض ممن باعوا حتى الضمائر . اليوم نتحاور مع العالم الأثري الدكتور أحمد صالح ابن النوبة العظيمة الذي عرفناه بين أعمدة معابد أبو سنبل فكان يتحدث عن تاريخنا القديم بحب لم أقابله من قبل ..فمصر لديه حلقة واحدة يتصل ماضيها بمستقبلها .. مدير عام النشرالعلمي بأثار أسوان .. ومدير عام آثار أسوان السابق .. ومدير صندوق النوبة .. والأهم دائما العالم الأثري حورناه فكان الأتي:


(* هل ما يحدث لآثارنا مخططا كما خطط لمحو ثقافتنا وتزييف تاريخنا المعاصر ؟! 
(** من الواضح ان هذا يبدو فعندما ترين كيف تهرب اثارنا ولا نستطيع ان نعيدها الي بلادنا فهذا يعني سرقة لتاريخنا وعندما ترين المصريين انفسهم بدون وعي يقومون بالتنقيب غير الشرعي للبحث عن الاثار والمساعدة في تهريبها فهذا يعني سرقة لتاريخنا والمساعدة علي تهريبه وعندما ترين اللامبالاة عند مسئولي الاثار فهذا يمثل قمة خطط محو الثقافة لان المسئول مسئولا عن كل ما قلته سابقا واذا لم تكن لديه خطط واضحة لايقاف تهريب اثارنا ورفع الوعي لدي الناس بقيمة اثارنا وتاريخنا فهذا يعني علي الدنيا السلام ! 

(* كونك أثري له بصمة وإداري ناجح يزعج الكثير ممن لا يرغبون في تنشيط السياحة أو لهم أهداف غير معلنة ولكنها ضد توجهات رئيس الدولة الذي يعمل لنهضتها؟! 

(** أعتقد ان الرئيس السيسي لديه أفكارا كبيرة ومثمرة وخاصة في مجالي الآثار والسياحة ولكن من ينفذون افكاره ليسوا علي نفس مستوي فكر الرئيس وهو من الواضح انه مهتم جدا باثار مصر وهذا واضح في اهتمامه الشخصي بالمتحف المصري الكبير الدائمة وزيارته لجزيرة فيلة في اسوان , ولكن الذين ينفذون افكاره علي المستوي الاثري.. ليسوا على هذا المستوى.. فمثلا ليست الاثار هي فقط رفع سعر تذاكر الزيارة ولا اعادة افتتاحات اماكن قديمة فلن يكون الرئيس سعيدا بان بصماته واضحة والمشروع الوحيد الذي اعتقد انه سينسب للرئيس هو المتحف المصري الكبير واعتقد ان الرئيس يحتاج الي افكار جديدة خارج الصندوق .

(* طالعتنا الصحف بخبر منقولا عن محافظ أسوان الذي أعلن عن يقيان المحافظة بتطوير في معابد فيلة لتحويلها لمنطقة جذب سياحي لعديد الانماط من السياحات الترفهية والتسوقية هذا الخبر سلاح ذو حدين هل يتم ذلك دون المساس ببكارة المكان وروعته وهو على شاكلته أم سيتم تشويه المنطقة بعبثية ما نراه يحيق بآثارنا فقد بلغنا من مصادر صحفية بعبثية الحفلات والافراح التي تقام بين جنبات معابد أسوان وخاصة فيلة بما فيها من إستخدام الاضواء والموسيقى التي ربما تمثل خطرا على آثارنا ومتاحفنا .. فهل فقدنا الاحساس بتاريخنا وآثارنا وهل رغبتنا في أن تكون مصدرا للمال جعلتا لا نحرص عليها كما يليق بها؟! 

(** انا فوجئت بالاخبار المتداولة بان محافظ اسوان يفكر في تطوير منطقة اثار فيلة وان هناك افكار لبناء فندق ومتحف الخ ..واستغربت لان أي تطوير لمنطقة اثرية يقع علي عاتق وزارة الاثار ولكنه تحدث بانه ينسق مع وزارة السياحة وهذا امر غريب اما النقطتين الهامتين ان منطقة فيلة ذات طبيعة خاصة فهي دائما الصورة المريحة لاي سائح بعد جولاته في اثار مصر ففيها النيل وفيها التراث النوبي والطبيعةالنوبية الهادئة والغرابة ان النقاط التي يتحدث عنها مثل اقامة فندق فكل الجزر المحيطة بفيلة تعتمد علي البيوت النوبية المستخدمة لايواء السياح وكل بيت يعد متحفا للفلكلور النوبي اما النقطة الثانية والهامة ان منطقة فيلة جزء من اثار النوبة الموجودة في جنوب مصر وهي مسجلة في قائمة التراث العالمي عام 1979 ويجب حين التفكير في أي تغيير ان يكون ذلك بالاتفاق مع منظمة اليونسكو والا سيتم اخراجها من قائمة التراث العالمي وهذا ليس في مصلحة مصر ويجب علي السيد المحافظ ان يتناقش مع خبراء الاثار والسياخة في محافظته. اما قصة اهتمامنا بالماديات علي حساب التراث فهذا امر سيء جدا ولا يصح ان يكون هذا الفهم في اهم مكان تاريخي في العالم وهو مصر لا يصح ان نحول اماكن التراث الثقافي كصالات رقص وافراح لاننا لا نفكر في مثل ذلك للمساجد والكنائس ويجب ان نحترم الوظيفة الاصلية للاثر.

 (* يثار الان أقاويل حول التلف الذي أصاب تابوت توت عنخ أمون .. فماذا حدث ومن المسئول ولماذا تصمت وزارة الآثار عما ألم بهذا التابوت الذي يخص الملك الاشهر في تاريخنا على مستوى العالم؟! 

(** تابوت توت عنخ امون هو واحد من القطع المهمة في مصر والتابوت في الاصل موضوع داخل التابوت الحجري منذ الاف السنين وكان بداخله مومياء الملك توت عنخ امون ولم يخرج التابوت الخشبي المذهب الا علي ايدي الدكتور زاهي حواس اثناء فحصه لمومياء الملك توت عنخ امون وقد تعرض التابوت اثناء خروجه للتلف من سقوط قشوره الذهبية في غطائه وفي اسفل قاعدة صندوق التابوت , والوزارة نقلته دون ابداء الاسباب ولم توضح للرأي العام اسباب نقله هل لعرضه في المتحف المصري الكبير ام لترميمه , واذا كانت الوزارة قد نقلته للترميم فكان عليها ان تفتح التحقيقات عن المتسبب في اتلاف اثر مهم وهو تابوت الملك توت عنخ امون ولكن الوزارة اصدرت بيان عندما بدأ الراي العام يتحدث عن التابوت وفي البيان اشارت بان اسباب النقل الترميم وايضا العرض بالمتحف الكبير ولكنها لم تحاسب المتسبب في اتلاف التابوت .

(* (سيذبح الموت بجناحيه كل من يحاول أن يبدد أمن وسلام مرقد الفراعنة ) بهذه المقولة قوبل هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون .. فعل لعنة الفراعنة حقيقة ؟

(** لعنة الغراعنة ليست حقيقة ولا وجود لها وقد جاءت الفكرة من نصوص موجودة في المقابر المصرية اسمها نصوص اللعنة وحاول اجدادنا ان يضعوها تخويفا لاي شخص يحاول ايذاء جسد صاحب المقبرة ا وان يقوم باتلاف المقبرة , ثم تطورت الفكرة مع اكتشاف مقبرة توت عنخ امون عام 1922 وتم تفسير بعض الاحداث الغامضة التي احاطت باكتشاف المقبرة علي انها بسبب اللعنة ولكن هذا ايضا غير صحيح , ثم جاء التطور الاخير والذي ثبت فكرة اللعنة في عقول الناس وهو الاعمال الادبية والسينمائية التي دارت هو قيام روح المتوفي بالانتقام من مكتشفيها او من الناس الذي ساعدوا علي استدعائها ...وعلي فكرة نحن نعمل في المقابر ونكتشف ونرمم الاجساد القديمة ولم تصيبنا اية لعنة ! 

(* وماذا عما قيل عن هوارد كارتر مكتشف المقبرة بعد وفاته بثلاثة أشهر .. حيث أكتشفوا جرحا على وجهه .. يتشابه مع نفس الجرح على مومياء توت عنخ أمون .. فما رأيك في ذلك ؟

(**هذا الكلام غير صحيح لم يكن وجه كارتر مجروحا وطبيعي الانسان عندما يموت لا يحدث بوجهه جرحا ..وحتي توت عنخ امون لم يثبت انه جرح بشكل قاطع انما وجدت بقعة دم متجلطة اسفل الخد حدث حولها جدلا فيما لو هي جرح ام لا ولم يثبت الفحص الاخير لتوت عنخ امون وجود اي جرح بالوجه6

(* أبو سنبل تحدث فيها معجزة من أكبر المعجزات والعجائب على مستوى العالم والاروع هو ما يصاحبها من فرح واحتفالات يقدمها أهل النوبة بشكل يحيل المناسبة لاسطورة حقيقية يجب أن تعاش فهل وظفنا هذا الحدث بما يليق لصالح مصر ؟ وهل الحدث مدته ليوم واحد أم ثلاثة أيام كما يقال؟! 

(** أبوسمبل مكان اعشقه علي المستوي الشخصي وكنت اقضي ليلالي كاملة امام معبدي ابوسمبل اتأمل في وجوه الملك رمسيس الثاني وزوجته المحبوبة نفرتاري ومعيد رمسيس يرتبط بظاهرة فلكية مهمة مرتين كل عام وفيهما تتعامد الشمس علي وجهه , واهالي ابوسمبل اقنعوا الدولة بان يكون هذان اليومان عيدا قوميا للمدينة ولذلك ابوسمبل هي المدينة الوحيدة في مصر والتي لها عيدان قوميان , والناس بتعتقد ان كل مرة تتعامد فيه الشمس هو يوم واحد وانما مدة التعامد في المرة الواحدة هي خمسة مرات منهما يومان يمثلان الذروة في المرتين وهما 22 اكتوبر و 22 فبراير اما عن استغلال الظاهرة في التسويق السياحي فهو حتي الان لا يقنعني فيجب ان نعطي ظاهرة التسويق لشركة دولية تستطيع ان تسوق الظاهرة عالميا لان ما نفعله حتي الان هو شغل هواة وليس محترفين 7/ماهو الحلم الذي تحلم به وترغب في تحقيقه لأبناء النوبة داخل وخارج أسوان؟ احلامي للنوبة والنوبيين كثيرة اري ان تعطيهم الدولة اولويات الاهتمام فنسبة البطالة بين النوبيين كبيرة فنحتاج الي العمل لان مهنتنا الرئيسية قبل التهجير كان الزراعة واكثر ما ييرعب النوبي هو الحفاظ علي تراثه وعاداته وتقاليده ويجب علي الدولة ان تساعده في ذلك انما حلم النوبي الاكبر هو العودة الي بلاده القديمة ويجب علي الدولة ان تجلس مع النوبيين وتتفهم وجهة نظرهم بشكل هادي بعيدا عن الصراخ ولغة التخوين فالنوبي من سماته عدم الخيانة او الغدر والنوبي محب بشكل خيالي لوطنه مصر