الخميس 28 مارس 2024 05:12 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

محمد الشافعى يكتب : أثيوبيا تلعب بالنار ونحن لنا القرار

المحلل السياسى محمد الشافعى
المحلل السياسى محمد الشافعى


** حكومة أثيوبيا تلعب بالنار فى ملف (سد النهضة) وتصر على الملء الثانى وهو ما سيمثل خطرا كبيرا يضع كل من مصر والسودان على أهبة الإستعداد لكل السيناريوهات سواء التفاوضية الجدية الحاسمة أو غير ذلك .

** منذ بدء أزمة السد ومصر تقدر مصالح دول حوض النيل وتسعى إلى استمرار العلاقات الطيبة بل وتعمل على تطويرها وعلى التعاون فى كافة المجالات مع دول حوض النيل ، وعملت على إدارة الأزمة بالتفاوض طوال نحو 10 سنوات وقابلت تعنتا ومراوغات عديدة من الجانب الأثيوبى

** واعلنت أكثر من مرة وهى تتابع وتترقب ، أنها ترفض سياسة الأمر الواقع وبخاصة فى قضية المياه ، وعادت أزمة “السد الأثيوبى ” تفرِض نفسها بقوة في المراوغة والاصرار الإثيوبي على الملء الثانى للسد ، وهو أمر ترفضه مصر لما يمثله من تهديد لمصالح الشعبين المصري والسوداني ولتأثير مثل هذه الإجراءات الأحادية على الأمن والاستقرار في المنطقة.

** وتواصل وتصر حكومة أثيوبيا سياستها الاستفزازية وتتصاعد تلك السياسات باتخاذ مواقف أكثر غرابة حول ملء خزان سد النهضة بدون الرجوع لمصر والسودان ولا للإتفاقيات المبرمة ، وسعيها إلى الملء السد فى يوليو القادم وهو ما يضع الجميع فى مواقف ترقب بدرجة خطيرة .

** الرئيس السيسي أكد ويؤكد دائما وفي كل مناسبة أنه يفضل الحل السلمي الذى يحفظ حقوق دول حوض النيل على حصتهم فى المياه ، ولكن في الوقتِ نفسه يرفض إملاء سياسات فرض الأمر الواقع ، فهذه القضية بالنسبة إلى مِصر قضية وجود وحقوق مشروعة كفلتها معاهدات دولية ، ولن يتم تشغيل سد النهضة بتلك السياسة التى تتبعها اثيوبيا ولا بد من الحِفاظ على حصة مِصر المائية كاملة .

** فأن تخفيض حصة مِصر من المياه يعني “إعلان حرب”
لا يمكن أن يمر دون التصدي له بكل الوسائل، و إذا لم يتم احترام المطالب المِصرية والسودانية ، فسيكون هناك موقفا مصريا سودانيا حاسما وحازما ، لأن مِصر التي زاد عدد سكانها عن 100 مليون نسمة تحتاج إلى حصصٍ مياه أكبر، وليس تقليصها، بسبب عدد السكان الذى وصل إلى 104 مليون نسمه ، و95 % من أرض مصر صحراء ، ومياه النيل بالنسبة لمصر وشعبها ، مسألة حياة أو موت.

الأوضاع والأمور فى حوض النيل تتطور بصورة خطيرة ولن يتبقى أية حلول غير " توافق أثيوبيا وتذعن لطلبات مصر والسودان الشرعية بشأن حصتهما من المياه "

** وإما .. أن تلجأ مصر فى حالة اصرار الجانب الأثيوبى على موقفها الاتجاه إلأى الملء الثانى لخزان السد إلى خيار أخير كنا لانريد أن نصل إليه ، بعد أن قدمنا كافة الحلول الدبلوماسية والسياسية والسلمية للحفاظ على أواصر الود والتاريخ بين البلدين ، وتطلع مصر الدائم إلى تفهم الجانب الأثيوبى حاجة مصروالسودان إلى المياه واحترام وعودها واحترام المواثيق الدولية ، فلا يلومنا أحد إذا لجأنا إلى الخيار الأخير لحماية حقوقنا ، لأن ماتقوم به أثيوبيا هو اشعال الموقف فى حوض النيل ومصر قادرة على مواجهة وإدارة كل السيناروهات التفاوضية والسلمية وغيرها .

الدولة المصرية بكل مؤسساتها ملتزمة بحماية الحقوق المائية المصرية فى مياه النيل ،ومستمرة فى اتخاذ ما يلزم من إجراءات على كل الأصعدة وفى إطار محددات القانون الدولى لحماية هذه الحقوق .