الجمعة 19 أبريل 2024 04:16 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الدكتورة سلوى سليمان تكتب : أغلق أبواب اليأس

الدكتورة سلوى سليمان
الدكتورة سلوى سليمان

لا يصل الناس الى حديقة النجاح ، دون ان يمروا بمحطات التعب و الفشل و اليأس،و صاحب الارادة،
القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات"
جون تشارلز سالاك
جميعنا يمر بحالات من اليأس عندما نكبل بالكثير من المشاكل والاحباطات، حرفيا لا يوجد شخص لا يعرف اليأس أو يصاب به، ولكن
بدرجات متفاوته؛ فكل ما في الأمر أنَّ هناك من يستطيع أن يتجاوز معاناته، ويواجه اليأس بكل أسبابه ويتعامل معه كمرحلة مؤقته يمر بها ويخرج منها وهؤلاء نصفهم بأنهم أناس لا يعرفون اليأس ".
وهناك من ينخرط في حالة اليأس تقوده إلى حالة من الكآبة الحادة والعديد من المشاكل النفسية التي تضعف من أدائه وتهدد علاقاته الاجتماعية والعاطفية واستقرار حياته بأكملها.
إلا أن البعض الآخر يصاب به بشكل مرضي وقد يصبح مزمناً إذا لم يتم التدخل الطبي في الوقت المناسب، وأستطيع أن أصف هؤلاء بأنهم ضعاف الإيمان والإرادة فالعبد المؤمن لا يتمكن اليأس من نفسه أبدًا، فكيف يتطرق اليأس إلى النفس وهي تطالع قوله تعالى: (وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ)
فما يجب ادراكه أنَّ اليأس والأمل أمرين متقاربين؟!
حيث أنَّنا جميعاً نمر بتجارب اليأس وايضا نمر بتجارب الأمل، وكما يقول المسرحي السوري سعد الله ونوس: "إنَّنا محكومون بالأمل" فكل ما يحتاجه الإنسان المصاب باليأس مساندة ودعم من حوله من أفراد عائلته وأصدقائه وذلك من خلال إيجاد المبررات بدل من اللوم والمحاسبة والتحلي بالصبر عند التعامل معه لأنه يحتاج إلى فترة طويلة كي يتعافى مما هو فيه. من منطلق أن هؤلاء المصابين باليأس تتغير شخصياتهم بالكامل.بل حياتهم أيضا بعد التعافي منه حيث تكون مرحلة اليأس التي مروا بها دافعاً لهم وبداية لتحقيق نجاحات وأحلام وطموحات جديدة تراءت لهم بعد فترة المعاناة التي تعرضوا لها، لذلك فإن الإنسان السوي نفسيا يسهل عليه تخطي تلك الحالة. أما من يعاني من اضطرابات وضعف في الشخصية فهو بحاجة لدعم ومساندة لاجتياز تلك المرحلة والبدء من جديد.
فكل ما نريده أن نتخطى مرحلة اليأس بسلام، وألَّا نمكث طويلاً في هذا الجزء المعتم وهنا يعضد جلال الدين الرومي ذلك قائلا :
"مهما حدث في حياتك، ومهما بدت الأشياء مزعجة، فلا تدخل ربوع اليأس حتى لو ظلت جميع الأبواب موصدة، فإن الله سيفتح دربا جديدا لك."