الجمعة 19 أبريل 2024 03:05 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

خالد درة يكتب : بالعقل أقول ...( أفسحوا لنا الطريق ...! )

خالد درة
خالد درة

يقولون ،،، لكي تعيش الكذبة فلابد لها من قدْرِِ من الحقيقة ، وهذا ما نعيشه وتعيش فيه معظم دول العالم المتخلف ، عديم الحيلة والتصرف والذى يعتمد دائماً وأبداً على فِكره وأفكاره وتفكيره العقيم الرجعى المتخلف النمطي الذى لا يخرج عن إطار وحيّز الصندوق ، والذى لا نحصد من ورائه غير التخلف والتدهور والرجعية والبعد عن ركب قطار الحياة الحقيقية التى يعيشها هذا العالم الآخر المتحضر ، الذى يفسح المجال فى كل شئ فى دولاب هذه الحياة لشبابها وعلمائها وخبرائها وفنييها وأصحاب المعرفة هؤلاء ما يطلق عليهم ( تكنوقراط )، لا لمدعيها ولا لأصحاب الفهلوة واللعب بالثلاث ورقات كما الحال فى النصابين والدجالين ، فى مجتمع لا يسير بمثل هذه الخزعبلات ولا تدار دولة بمثل هذه المحسوبيات التى لا نجنى من وراءها غير الخراب والدمار لكل الأجيال ... فلا يكفى أن تملك القوة كى تدير ، ولا يكفى أن تمتلك القوة كى تسيطر وأنت تظن أن بالسيطرة تمتلك الإدارة ، لا وألف لا ،، فليس كافياً .. فلابد أن تمتلك مفاتيح ومقومات الإدارة السليمة الصحيحة بجانب هذه القوة ، أن تمتلك المعرفة أيضاً وأن تستعين بأصحاب الشأن ( كلُ فى مجاله وتخصصه ) ،،، هكذا تدار الدول التى تمتلك المقومات الحقيقية لمعنى كلمة حياة لمعنى كلمة دولة ، ولا تدار الدول بالمحسوبية والوساطية والشللية وأيضاً بنظام الترضية ومكافأة نهاية الخدمية لتدوم السيطرة والشللية...
ففي إحدى الدول قام مسئول كبير بزيارة رسمية لأحد أسواق اللحوم وكان السوق نظيفاً ومنظماً على غير عادته فى الأيام العادية التى تخلو من الزيارات الرسمية كما تعودنا دائماً ، وأثناء تجوله مع رجاله إلتقى بجزار وبدأ معه الحديث ، رئيس الوزراء : لحومك ليست جيدة كيف حال البيع ؟
الجزار : في العموم جيد ولكن اليوم لم أبيع ولا كيلو واحد !
رئيس الوزراء : لماذا؟!
الجزار : بسبب زيارتك ، فلم يُسمح بدخول الناس إلى السوق ..
رئيس الوزراء : إذاً أنا أشتري منك أعطني 4 كيلو ..
الجزار : لا أستطيع أن أبيع لك !
رئيس الوزراء : لماذا لا تستطيع أن تبيع لى ؟!
الجزار : بسبب زيارتك جمعوا جميع سكاكيننا وأخذوها لدواعي أمنية ..
رئيس الوزراء : تستطيع حتى بدون سكين ، أعطني هذه القطعة من اللحم كما هى ..
الجزار : لا أستطيع أيضاً أن أبيع لك !
رئيس الوزراء : لما ما الجديد وماالسبب ! .. لماذا لا تستطيع أن تبيع لي ؟..
الجزار : لأني لست الجزار أنا عسكري من قوات الشرطة المسلحة المرافقة لموكب الزيارة لتأمينها ..
رئيس الوزراء غاضباً : إذهب ونادي لي قائدك ..
الجزار : هو أيضاً يبيع السمك في الجهة المقابلة .
فهكذا تدار الدول يغتصبون المجالات من أصحابها ويفرضون أنفسهم وكأنهم هم مالكيها وهم أعلم بها من غيرهم ، ولا يعلمون ولا يدرون أن غيرهم ربما أقدر منهم على إدارتها ورعايتها وتنميتها وجعلها دولة بحق فى صفاف الدول التى يطلق عليها وتستحق كلمة ولقب دولة ...