الخميس 25 أبريل 2024 08:32 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الدكتورة سلوى سليمان تكتب : نظرتك للحياة تحدد واقعك ومستقبلك

الدكتورة سلوى سليمان
الدكتورة سلوى سليمان

نحن نختلف في نظرتنا للعالم بما يحويه من أحداث ومواقف
لأننا نراه من خلال ذواتنا أي من خلال ردود أفعالنا تجاه تلك المواقف والأحداث والتي تعد انعكاس لرؤيتنا الذاتية لما يحيط بنا، وعند الرجوع بالذاكرة واسترجاع كل حدث سواء جيد أو سيء وتحليل المواقف المختلفة والتجارب يحل اللغز الذي يبني نظرتنا نحن ومن هنا" استجابتك للأحداث هو ما، أو يجعلك سعيدا، أو تعيسا.. محظوظا أو منحوسا "
فكل المواقف والأحداث تتعلق بنظرتك أنت، فأنت مَن تحدّد ما يحدث بداخلك وذلك بإدراكك ومفهومك للحياة ولنفسك، فحين تتذكر كلّ المواقف والأحداث التي مررت بها تكتشف في النهاية أنك أنت مَن تحدّد رؤيتك... طبقاً لنظرتك الذاتية. لذا عليك أن تغير نظرتك للأُمور حتى يتغيّر إدراكك، وبالتالي واقعك، فلا يوجد شيء جيِّد أو سيء، لكن نظرتك لما يحدث معك هي التي تحدّد موقفك، واستجابتك، والطريقة التي تراها من وجهة نظرك، أيضا كيفية التعامل مع المواقف والأحداث؛ فسلوكك، وتصرفاتك ينبع من خلال تعاملك مع الأحداث بمنظور ذاتي ، وبالتالي يشكّل واقعك من خلال ذلك

فالنظرة الذاتية إذاً تتعلق برؤية المواقف والتجارب بوضوح ، فكل منا لديه اختلاف في إدراكه ‘ ومن حيث وجهات النظر التي تختلف من إنسان لآخر ‘ وكل منا لديه ميل فطري للنظر للامور سواء النصف الممتلئ من الكوب أو النصف الفارغ
فهناك من يرى المواقف والأحداث التي تمر به من خلال عيون الخوف وهناك من يراها بعدسات الفرصة

فتلك النظرة هي ما تحدد موقفك من الأحداث ‘ فأنت من تحدد ؟ وأنت من تختار ؟ فلديك اذاً حرية الاختيار
لأن هذه النظرة هي مفتاح شخصيتك، وسلوكك، فكلّ تصرّفاتك وإحساساتك وسلوكياتك وحتى قراراتك دائماً، ما تكون طبقاً لنظرتك الذاتية.. فما يحدث حولنا ليس المهمّ ولكن المهمّ نظرتنا، وهو ما يبني للإنسان رؤيته.. فمهما ألقت علينا الحياة من أحداث فنحن مسؤولون عن طريقتنا في الاستجابه لها
وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم تفائلوا بالخير تجدوه واستنادا لقانون نيوتن لكل فعل رد فعل مساوي
له في المقدار ومضاد له في الاتجاه. فحقا لكل إدراك أو تحليل للمواقف رد فعل على حياتنا وايضا على الآخرين وبالأحرى أن نتريث ونتمهل فلا نصدر حكم سريع علي ما يحدث بل ندع لأنفسنا فرصة حتى نهدأ
ثم نصدر أحكام…..