الجمعة 19 أبريل 2024 02:57 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الأديبة اللبنانية راوية المصرى تكتب : لحجاب يليق بك ..

الأديبة اللبنانية راوية المصرى
الأديبة اللبنانية راوية المصرى

على مر العصور ارتبط مصطلح الحرية بكرامة الإنسان فكل عرق بشري تعرض للعبودية بشكل او بآخر وناضل من أجل الخلاص من الاستعباد، مفهوم الحرية أن يكون الأشخاص مسؤولون عن تصرفاتهم ويتحملون عواقب خياراتهم فسعادتهم ونجاحهم وفرحتهم لا تعود لأحد غيرهم!!!

يحق لكل إنسان أن يعبر بطريقته عن رأيه معتقده قيمه، ولا يحق لأحد انتهاك خصوصياته وقيمه الأخلاقية أو التحريض المباشر وغير المباشر على الكراهية والتمييز العنصري .
الحجاب لم يكن حصرا بالمرأة المسلمة بل كان فرضا على نساء جميع الديانات السماوية، في الديانة اليهودية اللباس الشرعي للمرأة بإستخدام النقاب ولا يظهر منها إلا الأنف والعينين، وفي الديانة المسحية أيضا اللباس الشرعي للراهبة التي تعمل ضمن الكنيسة حيث ترتدي ملابس لا يظهر به اي جزء من جسدها او شعرها، الحجاب ليس من ضمن الطقوس الإسلامية ولا من اختراعهم، فهو كان قبل الجاهلية وكانوا النساء يرتدين برقع أي قناع الوجه وهناك ديانات أخرى في العهد القديم كانت نسائها ملزمة بارتداء الحجاب والنقاب!! وربما يكون من العادات والتقاليد في بعض المعتقدات والأديان بغض النظر اذ كانت سماوية او غيرها...
كانوا نساء الفرس يتحجبن قبل ظهور الإسلام والمجتمع الهندي غير مسموح للمرأة التنقل خارج بيتها الا بقناع، وفي المملكة الرومانية كان من غير المسموح ان تخرج القابلة من دارها الا مخمورة وترتدي لباس طويل يلامس الكعبين، قدماء اليونان أيضا كانت تلزم المرأة بوضح حجاب وكانوا اليونانيون والرومانيون من المتشددين بأكثر من ألف عام قبل الإسلام .
كل دين او معتقد استند على آيات كريمة من كتب سماوية مقدسة وكل منهم لديه تفسير خاص ورؤى بديانته او معتقده...

هذا اذ كنا نريد الحديث عن الأديان والمعتقدات ، اما اذ كنا نؤمن بالإنسان وحريته الشخصية فمن المعيب ان نتعرض لخصوصيات المرأة اذ كانت ترتدي الحجاب او النقاب ... الحرية ليست وجهة نظر ولا استنسابية ولا شعارات نسوية لماذا المرأة المحجبة محرومة ولماذا يتطلب منها ان تقدم تبريرات لارتداء حجابها، لم تختصر العنصرية ضد المرأة المحجبة فقط بين افراد المجتمع فهي مسلوب حقها بالوظائف الحكومية في بعض الدول التي تحمل إسم العربية الإسلامية، لما لا يكون في بلداننا التسامح الديني على غرار بعض الدول الغربية!!
مثلا في السويد التي صنفت ارقى بلاد العالم يحق للمرأة المحجبة ان تعمل في مؤسسات حكومية وخاصة، ويوجد الكثير من المحجبات في دائرة الشرطة!
لا ينظر للمرأة ماذا ترتدي ولا يتم تقييمها من مؤخرتها، ينظر الى عقلها وذكائها وابداعها، وخوف السويديين الوحيد من ان المرأة تتوقف عن التعليم او العمل وتحيد نفسها بإرادتها عن سوق العمل بعدما ناضلت للحصول على حقوقها، والعنصريين المعاديين لم يحصلوا على اكثر من 16 بالمية بالتصويت في الانتخابات وهذه لا تعتبر نسبة كبيرة لأن هناك قانون يمنع التمييز على أساس العرق اللون الدين القانون يحمي الجميع اين نحن من عدالتهم .
البعض ينظر للمرأة المحجبة نظرة دونية على انها اقل شأنا وفكرا وتحررا او ينظر اليها على انها مسلوبة الإرادة او حجابها سبب من أسباب التخلف واصبح من العادات القديمة ولا يليق بعصر الانفتاح .

المرأة هي المرأة الحجاب لا يحجب تفكيرها ولا ينقص من تطور عقلها اذا كنتم لا تعترفوا بالأديان هذه حريتكم الشخصية فللمرأة ايضا حريتها الشخصية وقناعتها بارتداء الحجاب او خلعه، لماذا تصنفون التعري حرية شخصية والحجاب تخلف؟؟
(ملاحظة) انا غير محجبة ولكن المرأة المحجبة هي اختي وأمي ورفيقتي وجارتي وابنتي وهي الراهبة تريز القابلة التي ولدت على يدها.
المحجبة هي صديقتي التي تجمعني بها شاشة صغيرة في العالم الافتراضي احببتها احببت عقلها وتطورها الفكري وقلبها الذي لا يحمل الا الحب والتسامح!
لبعض المتنمرين الإعتداء على الحريات الشخصية هي التخلف والجهل! ان قرأت القران ام حملت الصلبان او عبدت الاوثان فلا شأن لي بك، فهذا شأن الرحمن. ما يهمني أن تكون معي مجرد انسان...