الجمعة 26 أبريل 2024 02:39 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الصحفى وصفى هنرى يكتب من فيينا : كلمنى شكرا

الكاتب الصحفى وصفى هنرى
الكاتب الصحفى وصفى هنرى

منذ بدأت الكتابة على صفحات (الفيس بوك) ثم جريدة (الجمهورية) وموخرا (الجارديان) المصرية وأنا لا أكتب الا نادرا مايثير الجدل ولا اتطرق لما يتعلق بنقد الاديان او السياسة أو التاريخ الا بتعليقات تخص الاصدقاء لكنى لا انشر مقالات بصورة مباشرة حتى اتجنب الصراعات الشخصية حيث انه من فلسفة حياتى ان العلاقات الانسانية بالنسبة لى شخصيا ابقى لى من الصراع او الخلاف بسبب آراء سياسية او دينية، ولذلك فأنا أحتفظ بصداقة عظيمة لمختلف معتنقى التيارات السياسية من اقصى اليمين الى اقصى اليسار باستثناء التيارات الدينية المتطرفة
كذلك لا اتعرض لأى أحد بصفة شخصية سواء سياسية او فنية او دينية لان هذا يتعارض مع تكوينى الشخصى والنفسى ، فمنذ كنت فى الحادية عشر من عمرى وانا التزم بمثل يقول أن الف صديق ليس بالعدد الكثير لكن عدو واحد كثير جدا واعتقد ان ال ٤٥٠٠ صديق الذين اعتز بتشريفهم فى قائمة أصدقائى والتقيت معظمهم شخصيا يعرفوننى كما انا
نشرت منذ عدة أيام بوست قصير كتبت فيه ( المخرج خالد يوسف "اللاجىء" لفرنسا يقول انه بصدد انتاج فيلم يفضح فيه عنصرية الفرنسيين ) …وبالطبع كانت التعليقات متباينة منهم من ايد وجهة نظرى وهناك من اعترض بمنتهى اللياقة وطلبوا منى مشاهدة فيديو اللقاء كاملا الذى استغرق ١٦ دقيقة من برنامج حديث القاهرة الذى أذيع يوم السبت الماضى ١٢ يونيو ٢٠٢١
لابد من الاعتراف اننى استخدمت كلمة لا تليق فى وصف المخرج خالد يوسف بأنه "لاجئ" الى فرنسا، والمعروف ان شخصية كخالد يوسف لا يحتاج لاى لجوء فهو بتاريخه وقدرته المادية يستطيع العيش فى اى مكان فى العالم ومعروف الظروف التى اضطرته للبقاء فى فرنسا بعد نشر ما اعتبرته أنا شخصيا إنه تعدى على حريته الشخصية وانها ربما تكون مؤامرة عليه شخصيا لإنهائه سياسيا
انا على المستوى الشخصي ارى ان خالد يوسف احد العلامات البارزة فى تاريخ السينيما المصرية واستمتعت للغاية بأفلامه الرائعة خيانة مشروعة ،هى فوضى الذى تنبا فيه بأحداث ٢٥ يناير ، فيلم انت عمرى الذى ابكتنى بعض مشاهده كما لم ابك من قبل ، كذلك فيلم دكان شحاته وحين ميسرة والريس عمر حرب والفيلم التحفة كلمنى شكرا الذى اكتشف فيه المشخصاتى الجبار عمرو عبد الجليل
بعد متابعتى الدقيقة للحوار التليفيزيونى لابد من توضيح انه بعد ان قال انه بصدد انتاج فيلم عن العنصرية فى فرنسا والذى جائت هذه العبارة بالأساس على لسان خيرى رمضان وهو اكد عليها ، لكنه استطرد وقال : انا بعمل فيلم عن الصراع بين الشرق والغرب بطرح فيه اسئلة كاشفة عن طبيعة ومستقبل هذا الصراع بما فيه صراع الهوية بين انتماء القادميين من الشرق للغرب لمنظومة قيم مجتمعاتهم الاصلية او منظومة القيم المجتمعات التي يعيشون فيها ويتحدث في الفيلم عن عنصرية وتعالي قطاع من الناس في الطرفين علي الاخر وقال في مقطع من الحوار ( تتجدد الاسئلة كلما مر حادث ارهابي من الطرف الشرقي ضد الطرف الغربي او كلما اشتدت ظاهرة الهجرة غير الشرعيه ، وقال نصا جملة كاشفة ( وحدها الاسئلة ترى الأجوبة عمياء )
وبناء عليه لابد من الاعتراف اننى تسرعت بالحكم على مشروع الفنان خالد يوسف الفنى كما اننى مدين له بالاعتذار بوصفه لاجئ لفرنسا وهو الذى يمتلك إقامة خاصة وشرعية فى أكثر من بلد اوروبى وعربى والتى تمنح للذين يضيفون بعداً ثقافياً او فنيا او علميا ، واتخيل انه اختار الحياة فى باريس لإحساسه هناك أكثر بالحرية كما اخترت انا الحياة فى ڤيينا منذ ٤٢ عاما
نحيا هنا بأجسادنا لكن تظل قلوبنا هناك و هموم الوطن اكثر مايشغل عقولنا .
انه وطن يعيش فينا