السبت 20 أبريل 2024 01:41 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

خارج الحدود

حفتر الأب ينسحب لحساب حفتر الابن في ليبيا

حفتر
حفتر

لقد كان العام السابق عاماً قاسياً على الليبيين، بعد ضياع حلمهم بالانتخابات، وعودة البلاد إلى الانقسام السياسي وتدهور الوضع الاقتصادي، والإشتباكات المتكررة للميليشيات المسلحة، التي تعرقل مسار المصالحة في البلاد. ناهيك عن الدور السلبي للأطراف السياسية الليبية وعلى رأسها مجلسا النواب والرئاسي اللذان لم يستطيعا الى الآن الوصول الى قاعدة دستورية والتوافق على شروط الترشح.
إلا أن المحادثات الأخيرة التي انعقدت في مصر، والتي جمعت المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني في الشرق الليبي ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي، أعطت بارقة أمل للعودة الى المسار السياسي الذي لا يزال يجابه الصعوبات. بالإضافة إلى ذلك، وبحسب مسؤولين، تم التطرق خلال الاجتماع إلى مختلف جوانب العملية الانتخابية التي ترعاها الأمم المتحدة، والتي لم تنظم عام 2021 كما كان مخططًا.
فقد قال الكاتب إيغور سوبوتين، في تقرير نشرته صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية، إن المشير خليفة حفتر مستعد للتنازل عن ترشحه لصالح أبنائه، العامل الذي يعجل بتحول شرقي ليبيا إلى طرف موال للغرب. وذكر الكاتب أن المفاوضات التي انعقدت مؤخراً في مصر كشفت عن عدم اهتمام خليفة حفتر بالترشح في الانتخابات الرئاسية، المتوقع تنظيمها هذا العام تحت إشراف وسطاء دوليين.
وأوضح الكاتب أن البعض يرجع المرونة التي يظهرها حفتر فيما يتعلق بشروط إطلاق العملية الانتخابية إلى تدهور حالته الصحية، فضلاً عن الضغوط التي يمارسها عليه المجتمع الدولي. ويضيف أن تغير ميزان القوى في ليبيا بات جليًّا بعد زيارة مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز، الذي أجرى محادثات مع حكومة الوحدة الوطنية التي تسيطر على المناطق الغربية من البلاد ومع حفتر، الذي يسيطر على المناطق الشرقية.
يُشار الى أن حفتر سعى لإقامة دكتاتورية عسكرية في البلد النفطي الذي يعيش حالة من الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011 بعد ثورة شعبية. وقد رفعت دعاوى قضائية في ليبيا وخارجها ضد حفتر تتهمه بارتكاب جرائم حرب، وضمنها مزاعم بمسؤوليته عن إبادة عائلات، ومقابر جماعية، وأفران بشرية وتعذيب أسرى وقتلهم، وتلغيم أحياء شعبية، ومجازر في حق المدنيين وقصف المستشفيات وإستهداف الأطقم الطبية وقطع الطرق والإختطاف.
هذا وقد كشفت وسائل الإعلام ومنظمات تحقق في الفساد المالي، عن وثائق تثبت وقائع فساد مالي للمشير في ليبيا. ووفقاً للوثائق فإن المشير حفتر استحوذ على أراضي وممتلكات الدولة وهي التي ملك للشعب الليبي، كما استحوذ أيضا على الأصول الثابتة والمنقولة للمشاريع الزراعية، وغيرها من المواقع الاستثمارية بطريقة غير مشروعة.
وفي إطار تجهيز حفتر لأحد أبنائه لخلافته، تجدر الإشارة إلى أنه في عام 2021، كُلف صدام حفتر بإجراء اتصالات مع إحدى الشركات في إسرائيل، والتي ساعدت حفتر الأب على التحضير للانتخابات العامة التي أُجلت ذلك العام. وبعدها عقد صدام حفتر، قائد كتيبة "طارق بن زياد"، صفقة مع الدبيبة في الامارات برعاية تركية ووساطة إماراتية، كما تعهد بتنظيم إتصالات بين النظام التركي ومعسكر الشرق الليبي بما يتضمنه من قيادة الجيش ومجلس النواب.