السبت 27 يوليو 2024 09:11 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الكبير عبدالعزيز صبره الرفاعى يكتب : حال مصر في الست

الكاتب الكبير عبدالعزيز صبره الرفاعى
الكاتب الكبير عبدالعزيز صبره الرفاعى

شاهد مصر في الست، فتلك هي الأم وهذه هي الأم، فما من لقب تشرف بنسبه لـ السيدة زينب، الست، أم العواجز، أم هاشم، الكريمة، جبل الصبر، عقيلة بني هاشم، صاحبة الشورى، رئيسة الدواوين..إلا وستجده ينطبق على مصر.

ماما زينب، أمي زينب ، كما يناديها محبوها، دراويشها ، مجاذيبها ، زوارها وروادها وأحبابها ..يا سيدة زينب يا زهرة الآل راعيني يا أمي من مقامك العالي، أم الحنان أنت، أخت الحسين أنت يا سيدة وقلبي مكوي بنار الحب..بادعي واقول يارب يجعلني خدامك..

ورغم الحب كل الحب، إلا أن الروح بلغت الحلقوم، وبلغت القلوب الحناجر، وزلزل المحبون زلزالا ..ويقولون يا أمي يا مصر يا سيدة زينب ..متى الفرج؟

وتعالي يا أمي وشيلي الهموم عني ..قلبي انكوى مني من حبه في غرامك ..

ورغم العذاب في الحب ..يا ماما يا حلوة اسمك لنا غنوة ..

فمنذ سنوات بدأت عمليات الإصلاح ..والتطوير والتجديد، أبناء مصر في السيدة زينب لا ينقطعون عن زيارتها، وكل منهم يتمنى أن تشرفه بتكليف ما، حباً وليس شركاً، تعظيماً وليس كفراً، عشقاً وليس شكاً في وحدانية الله الواحد.

يُقبلون ترابها هياماً وعشقاً بآل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم على مبدأ " قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى".

ولكن.. منذ سنوات وشهور بدأت عمليات التجديد في مسجد الحبيبة السيدة زينب، وتشبث المسجد الحرم الزينبي الهاشمي بإقامة الصلاة لله الواحد الفرد الصمد، ولم يتخلف الزوار.

وبدأت أعمال التطوير تحاصر المصليين في صحن المسجد الكبير الذي كان يتسع لآلاف المحبين، في كل صلاة جمعة يقوم العاملون بتضييق المساحة المتروكة لأداء الصلاة وتوسيع المساحة المتروكة لأعمال التطوير والتجديد

وأُغلق المقام فأصابنا الحزن الأليم، فيقول الشيخ : لا تحزن ياولدي، فنور آل البيت لا يحجبه جدار، بعيون الشوق ترى، بلهيب الحب تدرك وتشاهد..فقلوب العاشقين لها عيون ترى مالا يراه الناظرين، وأجنحة تطير بغير ريش إلى ملكوت رب العالمين ..

مرت سنة، وشهور وأسابيع، والشوق يزيد، وأنباء عن تعثر عمليات التطوير، شائعات حول العملية برمتها، تشكيك، ضيق يزيد في المساحة، ضغط يتضاعف، ولكن مازال الحب يزيد.

فكلما ضاقت الأمتار اتسعت القلوب، ومرت سنة أخرى ولم يبق للصلاة سوى أمتار معدودات حتى صلى الناس وقوفاً، وزاد الضجر والإمام يختصر في الخطبة مراعاة للظروف..

وجاءت الطامة الكبرى على قلب كل محب، فمنذ جمعتين أو ثلاث أغلق المسجد تماماً، ذلك منتهى نهاية قمة حزن أحباب الست، أن يمنعهم مانع من دخول مسجدها والاقتراب قدر المستطاع من مقامها الشريف، ولا ينفعهم الآن سوى ما شربوه من جبل الصبر، و ثمة أمل ينبعث من المشهد المغطى بالأشغال الشاقة، فالمسجد محاصر بالحفارات واللوادر وسيارات النقل الثقيل بعضها يدخل بالمون وبعضها يخرج بالركام وفي كل متر عامل وصنايعي ومهندس.

تم إغلاق باب الروح مؤخرا والمريد المحب يقف في الشارع لا تعدو عيناه عن بعض علامات النور التي بدأت تتكشف بين غيامات غبار ناتج عن عمليات هدم الديم وبناء الجديد، لا يستطيع الوصول الجسدي، يثبته الوصل القلبي ، فقد لجأت -أخيراً- الجهات التابعة لجيش مصر إلى تكثيف الأعمال ومضاعفة الجهود وسط أنباء عظيمة تحمل أشائر الفرح وبشائر السرور أن افتتاح مسجد ومقام الست المشيرة في رمضان المقبل.

يا ماما يا حلوة اسمك لنا غنوة

وتعالي يا أمي شيلي الهموم عني