الكاتب والإعلامي رزق جهادى يكتب : هضبة الجولان شرارة الحرب الإقليمية (اسرائيل وحزب الله)


منذ ساعات قليلة والعالم يترقب رد الفعل الإسرائيلي على سقوط صاروخ على إحدى مستوطنات هضبة الجولان ، حيث سقوط صاروخ مجهول المصدر على ملعب كرة قدم داخل مستوطنة للدروز في قرية مجدل شمس التى يقطنها اليهود من أصل لبناني وهو الدروز ، سقط ضحيته حتى الآن إحدى عشر قتيلا ما بين أطفال وكبار ولكن ما يثير الجدل هو نفى حزب الله في الوقت نفسه صلته بهذا الصاروخ ، رغم تأكيد إسرائيل وإستباقها نتيجة التحقيق أن من أطلق هذا الصاروخ هم حزب الله ، وفى هذا الصدد إختلف المحللين السياسيين والعسكريين ما بين مؤيد بأن حزب الله هو من أطلق الصاروخ وما بين معارض بأن حزب الله ليس له علاقة بهذا الصاروخ من قريب أو بعيد ، ولكن ما يثير دهشتى شخصياً هو غياب رد فعل الدولة صاحبة الأرض المحتلة صاحبه هضبة الجولان وهى (سوريا) لماذا هذا الصمت المطبق ؟ أليس الجولان أرضا سورية تحت الإحتلال ؟ ومن له مصلحة في إشعال فتيل الحرب بين حزب الله في لبنان وإسرائيل ؟
وللإجابة على هذه التساؤلات :-
أولا :- أما عن غياب سوريا عن المشهد الدراماتيكي بما يحدث في هضبة الجولان ، فمردود عليه وللأسف سوريا أصبحت مرتع للأجهزة المخابراتية الأجنبية فى ظل انشغالها بمشاكلها السياسية والاقتصادية والأمنية التي غيبتها عن المشهد منذ أن ضربت إسرائيل سفارة إيران بأراضيها ، ولكن كل هذا لا يعني أنه ليس هناك أصابع تشير إلى احتمالية أن يكون لها دور في ذلك المشهد الحالي سواء من قريب أو من بعيد .
ثانياً :- أما عن حزب الله فهو الأن وإن كان المتهم الأول في إطلاق هذا الصاروخ إلا أنه أنكر صلته بهذه الواقعة ، كونه يكتفى بدور الإستعراض والشو وذلك بالإكتفاء بتصوير المواقع العسكرية الإسرائيلية بطائرته المسيرة الهدهد .
ثالثاً :- أما إسرائيل ممثلة في شخص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فهو صاحب مصلحة أيضا في إشعال فتيل التوترات الإقليمية كى يستمر في منصب رئيس الوزراء .
رابعا :- ولكن رغم ذلك كله إلا أنه من المؤكد إذا قامت تلك الحرب بين حزب الله في لبنان وإسرائيل فإنها سوف تتحول إلى حرب إقليمية ما بين إيران ممثلة في (حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن وحماس فى غزة) وإسرائيل لن تحارب وحيده بالتبعية تساندها الولايات المتحدة الأمريكية فى البحر المتوسط والبحر الأحمر والخليج العربي لمحاصرة ايران وأذرعها
وقد تمتد لمساندة روسيا لإيران حيث رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مساندة أى قوة تعادى الولايات المتحدة الأمريكية .
خامساً :- أما عن الأثار الإقتصادية فإنها سوف تكون مزلزلة لمعظم الإقتصادات الناشئة ما بين اشتغال أسعار النفط والغاز عالمياً ، ناهيك عن ارتفاع أسعار الغذاء والدواء عالمياً ، ومعظم الدول المصدرة للقمح سوف تمتنع عن تصديره لتحقيق الأمن الغذائي لديها .
- وفى النهاية نرجوا من الله ألا تكتمل وتتحقق أسباب تلك الحرب الإقليمية ، اللهم أحفظ مصر وشعبها بعينك التي لا تغفل ولا تنام .