الكاتب الكبير حسن سعد حسن يكتب : الأبيض والأسود
الجارديان المصريةكم أسعد بمشاهدة أفلام الأبيض، والأسود القديمة !
وأشعر بحالة من الهدوء، والسعادة
مثل أفلام الضاحك الباكى نجيب الريحاني، وإسماعيل ياسين(رغم أنه لا يضحك إلا نادراً)، وفريد الأطرش، ومحمد فوزى ،وغيرها من أفلام مثل هؤلاء الذين رحلوا، وتركوا أعمالاً خالدة ،وإرثا سينمائيا عظيما.
حيث الشوارع التى تكاد تخلو من المارة ،وندرة السيارات لقلة عدد سكان مصر فى تلك الفترة .
حيث ارتداء الموظف البدلة، ورابطة العنق تراه مهندما متأنقا
حيث لكل أرباب مهنة، أو حرفة الزى المتعارف عليه الذى يرتديه صاحبه دون خجل ،أو شعور بالنقص
تعرف من هو ،وما عمله من زيه الذى يرتديه نظيفا .
أفلام تشعرك بالجمال فى كل شىء
طالما ،ولكثرة مشاهدة تلك الأفلام داومت على قراءة أسماء البضاعة المرصوصة على الأرفف فى محلات البقالة ،وأسماء تلك المحلات ،وطريقة عرض البضائع فى شكل جميل.
حتى المفردات المستخدمة فيما بينهم كتحية الصباح، وتحية المساء، والألفاظ المستخدمة فى السباب راقية لا تخدش الحياء!
جميلة هى أفلام الأبيض ،والأسود
حيث الأغنية فى محلها، وليست دخيلةسواء أكانت جاءت معبرة عن الموقف أو المشهد ،أو لا
تأتيك تسعد الأذان ،وتسر النفس جميلة المعنى، رشيقة اللحن ،عذبة الصوت.
أرى مثل تلك الأفلام مصدراً من مصادر التأصيل، والتوثيق للمجتمع المصرى فى فترة من الفترات
وجب علينا الحفاظ عليها فهي تراث لا يقدر بثمن ،ولا يقارن بغيره
نعم احب أفلام الأبيض، والأسود
فهل هناك من لا يحبها ؟!