السبت 12 يوليو 2025 04:21 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

السيناريست/ عماد النشار يكتب : حكاية مملكة خليفة

السيناريست عماد النشار
السيناريست عماد النشار

صراع أزلي نشأ للهيمنة على مملكة خليفة أول ممالك الأرض "وإذ قال ربك إني جاعل في الأرض خليفة " ، بين التقي الورع الشيخ "رحيم" وبين المتكبر الجشع الأمير "رجيم" ، كل طرف عمل بكل ماأوتي من قوة لفرض هيمنته على المملكة ، الشيخ رحيم بإيمانه وحكمته ومكارم أخلاقه ، والأمير رچيم بألاعيبه وخداعه وغوايته وسحره ، وظل هذا الصراع المحتد حتى تمكن الأمير "رجيم" بالحيله والسحر والخداع من الحصول على مسبحة الشيخ "رحيم" في غفلة منه ، هذه المسبحة التي تحمل قيمة وقوة روحانية ، فكل حبة من حباتها تحمل مكرمة من مكارم الأخلاق التي أوصانا بها الله ورسوله لنعمر الأرض لنكون جديرين بخلافة الله في أرضه ، والتي عكف الشيخ "رحيم" على غرسها في نفوس أبنائه وحثهم على العمل بها لتكون لهم حصن حصين ضد خداع وغواية الأمير "رچيم" وأبنائه الذين يحرضون على الفساد والدمار في مملكة خليفة ، ودافعه الأكبر هو الحقد على الشيخ "رحيم" الذي يراه أنه أقل منه حسب ونسب وذكاء ، بينما هو سليل الأمرء الذي يمتلك الحيل والألاعيب ، ويرى أنه هو الأجدر بحكم مملكة خليفة دون منازع.
وينجح الأمير "رجيم" من سرقة المسبحة ويفرط عقدها ويقوم بإخفاء حباتها التي تحمل كل واحدة منها مكرمة من مكارم الأخلاق التي أستطاع الشيخ "رحيم" من خلالها بسط سيطرته على مملكة خليفة وتحجيم وإذلال الأمير "رجيم" طيلة عقود طويلة ، بل تمكن من طرده هو وأبنائه وحبس وأعدم الكثير منهم ، وحرص الأمير "رجيم" على إخفاء حبات المسبحة بحيث تكون كل حبة بعيدة عن الأخرى ، وأحاط كل واحدة بالتعاويز والطلاسم بحيث يكون من الإستحاله الحصول عليها ، والسبيل الوحيد للحصول على كل حبة تحمل مكرمة من مكارم الأخلاق هو أن يعمل أهالي المملكة بهذه المكرمة وتشيع بينهم ليحصولوا على حبة المسبحة ، وهذا مايراه الأمير "رجيم " قمة الإستحاله بعدما عاث فساداً في المملكة هو وأبنائه وأحفاده وجنوده ، وأستطاع أن يمحي مكارم الأخلاق من نفوس سكان المملكة بعدما نجح في إخفاء حبات المسبحة ، وغرس في نفوسهم كل الرذائل بغاويته وخداعه وسحره ، ولكن كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، الخير في وفي أمتي إلى يوم الدين ، ويأتي الخير والفرج لأهل مملكة خليفة ، عن طريق رؤية يراها أحفاد الشيخ "رحيم" في وقت واحد كرؤية عزيز مصر التى أستعان بها بنبي الله يوسف ، هؤلاء الصبية الأربعة المشهود لهم بالتقوى والصلاح كأصحاب الكهف ، وهم " عامر " ويمثل الجنس العربي و "شامل" ويمثل الجنس الأفريقي و "باسل" ويمثل الجنس الروماني و "مازن" ويمثل الجنس الأسيوي ، وهم كرمزية لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وبلال الحبشي وصهيب الرومي وسليمان الفارسي ، هؤلاء الأربعة النسل الطيب من ذرية الشيخ "رحيم" يسؤهم ماوصلت إليه أخلاق ومعاملات أهل مملكة خليفة ولكن ضعف حيلتهم جعلهم يبحثوا في أثر جدهم الشيخ "رحيم" حتى يأتيهم في المنام ويحثهم على نشر الفضيلة والقضاء على الرزيلة ويستنهض هممهم ويكشف لهم السر الذي راح الأمير "رجيم" في أخفائه عن أهالي المملكة الا وهو حبات المسبحه التي أخفى حباتها في كل مكان وأخذ يبصرهم بطريق العودة للخلق القويم ، عن طريق التصدي لكل هذه الرذائل ونصح الناس وإرشادهم والذي من شأنه إعادة كل حبة من حبات المسبحة لتكون مصدر قوة لهم وإضعاف للأمير "رجيم" ونسله وأتباعه ، وحتى يصلوا للجوهرة التي أخفاها في مكان سري داخل بيته ،هذه الجوهرة التي تحمل قوة روحانية رهيبة سوف تمكنهم من الهيمنة مرة أخرى على مقاليد مملكة خليفة ويقضوا بها على الأمير "رجيم" وكل نسله وأتباعه، ولن يحصلوا عليها إلا بإكتمال عقد المسبحة .
ويتمثّل لهم الجد "رحيم" من وقت لآخر ليدلهم على مكان حبة المسبحة التي تحمل مكرمة الأخلاق التي نجحوا في غرسها في نفوس الأهالي ، فتارة يرشدهم على حبة مسبحة أخفاها الأمير "رجيم " في مغارة وأخرى أعلى سفح جبل وثالثة في حوصلة غراب ورابعة في بطن سمكة وخامسة أسفل جدار ، وسادسة في شواشي نخلة ، وسابعة في مقبرة ، وهكذا في كل حبة من حبات المسبحة ، وكل محاولة من محاولات الحصول على حبة من حبات المسبحة يدخلوا في صراع ومغامرات حتى ينجحوا في الحصول عليها وإيداعها داخل مكان سري في بيت الشيخ "رحيم" العتيق والمهمل والمنزوي ، والذي لايقربه أحد منذ تغلّب الأمير "رجيم" على جدهم "رحيم" ، بينما الأمير "رجيم" ونسله يقيمون في قصر منيف أشبه بقلعة الشياطين ،
وينجح الصبية في المهمة الموكلة إليهم بعد صراعات مريرة ومغامرات ، ويجمعوا كل حبات المسبحة وتظهر لهم الجوهرة على شكل قلب نابض ، هو القلب السليم الذي ذكره القرأن وبلغنا به سيد الأنام والذي لايتحقق إلا بمكارم الأخلاق .

قصة وسيناريو وحوار ، عماد يوسف النشار

عماد النشار السناريست عماد النشار حكاية مملكة خليفة الجارديان المصرية