وجيه الصقار يكتب : الطبقية تذبح التعليم المصرى !

أصبحت هناك طبقية واضحة في التعليم، تحرم أبناء الفقراء وهم الأغلبية من جودة التعليم للفرد، وبالتالى تضيع جهد وطاقة إنتاجية أساسية للبلد بسبب الخلل الاجتماعى والاقتصادى. نجد فروقا فى تعامل الدولة بين التعليم الحكومي والخاص، فالمدارس الخاصة تقدم تعليمًا بجودة عالية من حيث كثافة الفصول ومستوى المناهج، والأنشطة المكملة لبناء الفرد، وتوفير البنية الضرورية لتعليم متميز فى يوم دراسى كامل مع راحة كاملة للطالب فى الانتقال أتوبيس ربما مكيف حتى مع تكلفة عالية..على النقيض تعتبر المدارس الحكومية مصدر معاناة يومية وعذاب للطالب ابن الأسرة المتوسطة والفقيرة فهى مدارس بلا موارد أو بنية تعليمية مع سوء الخدمات الدراسية وازدحام بالفصول ونقص فى الميزانية والمعلمين، وانعدام الأنشطة والمهارات المرتبطة بالنهوض بالتعليم. ويعانى الطالب يوميا فى الذهاب للمدرسة ربما وسط أخطار الطريق وربما دون دون إفطار لسوء حالة أسرته، وغالبا ماتنصرف الأسرة عن تعليم أبنائها هربا من معاناة يومية صعبة، فبلغت نسبة التسرب 20% حسب البيانات غير الموثوق فيها، خاصة بالمناطق الريفية أو النائية، وتكون الدروس الخصوصية هى الحل عل حساب معيشة أفراد الأسرة والتعنت فى تعيين معلمين جدد كما لو أنهم أعداء الوطن، وبدخول الجامعة الحكومية يصطدم الطالب بالمستوى المتدنى فى الخدمة التعليمية من قلة الموارد وارتفاع الكثافة الطلابية ليكون مصيره الشارع، وعلى النقيض نجد طلاب الجامعات الخاصة والدولية تقدم جودة أعلى وخدمة تعليمية أفضل كثيرا، لأنها تستقبل أبناء باشاوات المجتمع والطبقة "العليوى" ربما من أبناء المرتزقة والخطافين والمتاجرين بأقوات الشعب يدفعون مئات الآلاف من الجنيهات أو الدولارات، إلا قلة من الشرفاء المجتهدين، ويتلقى الطالب التعليم باللغات الأجنبية، ويحصل على أفضل منصب ودخل ..نجد فجوة كبيرة فى مبدأ تكافؤ الفرص والخاسر هو الوطن، لأن نهضة الفرد نهضة للوطن.. لابد من تحسين التعليم، ولو بإشراك القطاع الخاص بدعم حكومى..