رئيس الوزراء يتفقد مشروعات شرق وغرب بورسعيد.. تأكيد على الالتزام بتنمية منطقة قناة السويس

في خطوة جديدة تؤكد اهتمام الدولة بالاستثمار في البنية التحتية والتنمية الاقتصادية، يقوم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بزيارة ميدانية إلى منطقتي شرق وغرب بورسعيد يوم السبت الموافق 10 مايو 2025، ضمن جولة تشمل تفقد وافتتاح عدد من المشروعات التنموية الكبرى التي تنفذها الهيئة الاقتصادية لمنطقة قناة السويس.

تأتي هذه الزيارة في إطار متابعة تنفيذ خطة الدولة لتعزيز النمو الاقتصادي عبر الاستثمار في المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية، وخصوصاً منطقة قناة السويس التي تمثل أحد المحاور الأساسية في استراتيجية التنمية الشاملة للدولة. ومن المتوقع أن يشارك في الجولة عدد من الوزراء المعنيين، بالإضافة إلى قيادات الهيئة الاقتصادية وممثلي الجهات التنفيذية المسؤولة عن المشروعات.

وبحسب ما أعلنته مصادر حكومية، فإن زيارة رئيس الوزراء ستشمل تفقّد مشروعات البنية التحتية الجاري تنفيذها في المنطقة الصناعية بشرق بورسعيد، والتي تهدف إلى توفير خدمات البنية الأساسية من طرق، كهرباء، شبكات صرف صحي ومياه، للمستثمرين الراغبين في إنشاء مصانع ومراكز لوجستية داخل المنطقة.

كما سيقوم مدبولي بافتتاح بعض المشروعات التي اكتملت أعمال تنفيذها، ومن بينها محطة معالجة مياه الصرف الصحي الجديدة، التي تم تصميمها لخدمة آلاف الوحدات الإنتاجية والسكنية، وتقليل الضغط البيئي على المدينة. كما سيتم تدشين شبكة الطرق الداخلية التي تربط بين المناطق الصناعية والميناء البري الجديد.

وفي منطقة غرب بورسعيد، سيتابع رئيس الوزراء سير العمل في مشروعات البنية التحتية الخاصة بتطوير ميناء بورسعيد الغربي، الذي يُعد أحد أهم مشاريع النقل البحري في البحر المتوسط. ويشمل التطوير توسعة الأرصفة البحرية وإدخال تقنيات حديثة لإدارة الحاويات، بهدف زيادة الطاقة الاستيعابية للميناء وجعله مركزًا لوجستيًا إقليميًا رئيسيًا.

وتسعى الحكومة إلى تحويل ميناء بورسعيد إلى نافذة مصرية مباشرة على التجارة العالمية، وهو ما يتماشى مع توجه الدولة نحو تعزيز الموقع الجغرافي لمصر كحلقة وصل بين قارات العالم الثلاث. ولفت مسؤولون إلى أن هذا التطوير يأتي في ظل المنافسة القوية بين الموانئ العالمية، وأن مصر تعمل على استعادة مكانتها السابقة في مجال النقل البحري الدولي.

من المتوقع أيضًا أن يلتقي مدبولي بعدد من المستثمرين العاملين في المنطقة، حيث ستناقش اللقاءات التحديات التي تواجه عملية التوسع الصناعي، مثل توافر التمويل، وتسهيل الإجراءات الجمركية، ودعم الكوادر البشرية المؤهلة. وأكدت المصادر أن هناك تركيزًا كبيرًا على دعم الصناعات المحلية وتحويل المنطقة إلى مركز تصنيعي عالمي جاذب للاستثمار.

ومن المنتظر أن يصدر خلال الزيارة عدد من القرارات الحكومية المتعلقة بتوفير الدعم الفني والتمويلي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، خاصة تلك التي تساهم في دعم سلاسل الإمداد المحلية، مما يعزز من قيمة المكون المحلي في الصناعة المصرية.

---

### الخلفية الاقتصادية والسياسية:

تأتي هذه الزيارة في ظل المرحلة الاقتصادية الدقيقة التي تمر بها البلاد، حيث تسعى الحكومة لموازنة بين الإصلاحات المالية والحفاظ على معدلات النمو. وفي الوقت الذي تعتمد فيه الدولة على برنامج مع صندوق النقد الدولي لتحسين مؤشرات الاقتصاد الكلي، فإن المشروعات الكبرى في منطقة قناة السويس تمثل مصدرًا مهمًا للإيرادات المستقبلية وفرص العمل.

كما تشير هذه الجهود إلى التزام الدولة بتنفيذ مشاريع البنية التحتية بعيدة المدى، رغم التحديات المالية والجيوسياسية التي تشهدها المنطقة والعالم. ويعتبر خبراء الاقتصاد أن تطوير منطقة قناة السويس هو أحد الروافد الرئيسية لتحقيق الاكتفاء الذاتي والانفتاح على الأسواق الخارجية.

---

### الخلاصة:

زيارة رئيس الوزراء إلى منطقتي شرق وغرب بورسعيد لا تُعد مجرد جولة ميدانية routine، بل هي رسالة واضحة على استمرار الدولة في الاستثمار طويل الأمد في البنية التحتية، وتأكيد على أن منطقة قناة السويس تظل ركيزة أساسية في خطة التنمية الوطنية. وبينما تستقبل مصر مرحلة جديدة من التحديات الاقتصادية، فإن هذه المشروعات قد تكون بمثابة بوابة للخروج من الأزمات والانطلاق نحو مستقبل أكثر استقرارًا ووفرة.