ميلاد يونان يكتب : في اليوم العالمي للتمريض...تحية تقدير لملائكة الرحمة


في كل عام، وتحديدًا في الثاني عشر من مايو، يطل علينا اليوم العالمي للتمريض، الذي يتزامن مع ذكرى ميلاد رائدة التمريض الحديث "فلورنس نايتنجيل". في هذا اليوم، يقف العالم وقفة تقدير وامتنان لكتيبة "أبطال الظل" من أصحاب القلوب الوديعة، الذين يواصلون العطاء في صمت وإخلاص. إنها كتيبة الممرضات والممرضين، ملائكة الرحمة، الذين يجسدون أسمى معاني الإنسانية في أبهى صورها، من خلال الجهود الهائلة والتضحيات النبيلة التي يقدمونها للحفاظ على صحة المجتمع وكرامة المريض.
تجدهم في كل ردهة من ردهات المستشفيات، من غرف الطوارئ إلى عنابر المرضى، يقفون كجنود مجهولين، يقدمون الدعم والرعاية في أحلك لحظات الألم. إنهم بحق "ملائكة الرحمة"، لا يكتفون بتقديم العلاج، بل يواسون، يستمعون، يبتسمون رغم الإرهاق، ويواصلون العمل رغم التحديات.
انظر فقط إلى تلك الممرضة الهادئة البسيطة، التي تشعرك دائمًا بالأمان، وحين تغيب للحظات تشعر وكأن ضوءًا قد اختفى . هي اليد الحنونة، والنظرة الصادقة، والصوت الهادئ... إنها الممرضة المصرية، الإنسانة قبل أن تكون صاحبة مهنة.
من واقع تجربتي الشخصية، لمست عن قرب مدى تفاني واحترافية طاقم التمريض. رأيت أمامي فريقًا يعمل بروح جماعية، وبقلوب مفعمة بالرحمة والإنسانية. كانوا يتنقلون بين المرضى بابتسامة لا تفارق وجوههم، وبحرص لا يقل عن حرص الأهل على ذويهم.
قد تحدث أحيانًا بعض الهفوات الفردية – كما حصل معي حين لاحظت أن إحدى الممرضات لم تلتزم بإجراءات الوقاية – فرفعت الأمر إلى قائد الفريق، وكانت الاستجابة فورية ومهنية. لقد أسعدني تقبّلهم للملاحظة وسعيهم الدائم للتحسين. وكان ذلك استثناءً نادرًا في مشهد عام مشرق بالمهنية والانضباط.
وراء كل حالة شفاء، هناك قصة بطل يرتدي الزي الأبيض، يقف بشجاعة في وجه الألم، ويمنح الأمل بلا مقابل.
ومن خلال هذا المقال، أرفع أسمى آيات الشكر والاحترام لكل ممرضة وممرض، وأخص بالذكر الطاقم الذي تعاملت معه، على ما أظهروه من تفانٍ يفوق الوصف. وعن قناعة أقول:
"لقد برهنتم أن التمريض ليس مجرد مهنة، بل رسالة إنسانية سامية، تتطلب قلبًا كبيرًا، وعقلاً يقظًا، وصبرًا لا حدود له."
أنتم وسام على صدر هذا الوطن.
شكرًا لكم... من القلب.