الإثنين 12 مايو 2025 01:57 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

خارج الحدود

مقتل 14 مدنيًا في قصف لمليشيا الدعم السريع على معسكر أبوشوك بالفاشر

الحرب السودانية -ارشيفية
الحرب السودانية -ارشيفية

شهدت مدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور في السودان، موجة جديدة من العنف والدمار جراء استهداف مليشيا الدعم السريع لمعسكر "أبوشوك" للنازحين بقصف مدفعي عنيف. وأسفر هذا القصف الوحشي عن مقتل 14 مدنيًا وإصابة آخرين، في مشهد يعكس تفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية في المنطقة.

ووفقًا لما أعلنته غرفة طوارئ معسكر "أبوشوك"، فإن المليشيا استخدمت المدفعية الثقيلة في تنفيذ هجماتها، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين. ومن بين القتلى، كانت هناك أسرة كاملة مكونة من 10 أفراد، تنتمي للمواطن عبدالله سالم، الذين قضوا جميعًا في القصف. كما أصيب عدد آخر من المدنيين بجروح خطيرة، وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.

هذا الهجوم يأتي في إطار تصاعد التوترات الأمنية في منطقة دارفور، حيث تستمر مليشيا الدعم السريع في تنفيذ عمليات عسكرية تستهدف المدنيين والعزل، ما يزيد من معاناة النازحين الذين يعيشون أصلاً ظروفًا إنسانية صعبة للغاية. ويعد معسكر "أبوشوك" واحدًا من أكبر المعسكرات التي تؤوي النازحين الذين فروا من مناطقهم بسبب النزاعات المسلحة والصراعات المستمرة منذ سنوات.

غرفة الطوارئ أكدت أن القصف لم يكن موجهًا فقط ضد المعسكر، بل طال أيضًا أحياء مدينة الفاشر، مما أدى إلى زيادة حالة الذعر والخوف بين السكان المحليين. وأشارت المصادر إلى أن القصف العشوائي استهدف المنازل والمرافق الحيوية، ما يشير إلى نية واضحة لنشر الخراب والفوضى بين المدنيين.

الأوضاع الإنسانية في دارفور تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، حيث تعاني المنطقة من نقص شديد في الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية، بالإضافة إلى انتشار العنف بشكل غير مسبوق. وتواجه المنظمات الإنسانية صعوبات كبيرة في الوصول إلى المتضررين بسبب القيود الأمنية والتهديدات المستمرة.

على الجانب الآخر، أدانت العديد من الجهات المحلية والدولية هذه الأعمال الوحشية، مطالبة بوضع حد للعنف وحماية المدنيين. وأكدت تلك الجهات أن استمرار مثل هذه الهجمات يمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية والإنسانية، وأنه يجب محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.

وفي ظل غياب أي حلول سياسية للأزمة السودانية، يبدو أن الصراع في دارفور سيستمر في التصاعد، مما يهدد بتفاقم الأوضاع الإنسانية وزيادة أعداد الضحايا. ومن هنا، يبرز دور المجتمع الدولي في الضغط من أجل وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين، بالإضافة إلى العمل على تحقيق السلام والاستقرار في السودان.

ختامًا، يظل الشعب السوداني يعاني من تداعيات النزاعات المسلحة التي لا تفرق بين مدني وعسكري، وبين طفل وشيخ. وفي ظل هذه الظروف الصعبة، يبقى الأمل معقودًا على الجهود الدولية والمحلية لإنهاء هذه المأساة المستمرة وضمان حياة كريمة للشعب السوداني.

الحرب السودانية الجيش السوداني الخرطوم السودان الصراع