الدنمارك تخصص 830 مليون يورو لدعم الصناعات الدفاعية الأوكرانية باستخدام الأصول الروسية المجمدة

في خطوة لافتة تعكس التزامها بدعم أوكرانيا في مواجهة التحديات الأمنية، أعلنت الدنمارك عن تخصيص مبلغ ضخم يصل إلى 830 مليون يورو (ما يعادل 935 مليون دولار) لدعم الصناعات الدفاعية الأوكرانية خلال العام الجاري 2025. يأتي هذا القرار نيابة عن الاتحاد الأوروبي، حيث سيتم استخدام الأرباح الناتجة عن الأصول الروسية المجمدة لشراء أسلحة ومعدات عسكرية من إنتاج أوكراني.

نقلت مجلة "ديفينس نيوز"، المختصة بالشؤون العسكرية، عن وزارة الدفاع الدنماركية قولها إن الاتفاق تم توقيعه يوم الجمعة مع المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي. وبموجب هذا الاتفاق، ستلعب الدنمارك دور الجهة الراعية والمنفذة لتوزيع حصة كبيرة من الأرباح غير المتوقعة التي تم جمعها هذا العام. ويُعتبر هذا النهج الذي تتبعه كوبنهاجن، المعروف باسم "النموذج الدنماركي"، نموذجًا فريدًا في استثمار المساعدات العسكرية الغربية داخل التصنيع الدفاعي الأوكراني.

وتعليقًا على هذا الاتفاق، قال وزير الدفاع الدنماركي، ترويلز لوند بولسين، إن بلاده أصبحت رائدة في الجهود الدولية المبذولة لتقوية الإنتاج الدفاعي الأوكراني. وأضاف أن قرار الاتحاد الأوروبي بتمرير المزيد من الأموال عبر الدنمارك خلال هذا العام هو اعتراف واضح بدورها البارز في دعم الصناعات الدفاعية الأوكرانية. وأشار الوزير إلى أن هذا النهج لم يوفر فقط مزايا لوجستية واضحة، بل ساهم أيضًا في بناء صناعة دفاع مستدامة في أوكرانيا للمستقبل.

ووفقًا لبيان صادر عن وزارة الدفاع الدنماركية، سيتم استخدام الأرباح غير المتوقعة لهذا العام لتقديم منح تشمل إمدادات دفاعية متنوعة، مثل الذخائر، ونظم الدفاع الجوي، والمعدات العسكرية التي يتم تصنيعها محليًا في أوكرانيا. ومن بين المشتريات السابقة التي تم تنفيذها باستخدام "النموذج الدنماركي" في العام الماضي، مدافع هاوتزر من طراز "بودانا"، وطائرات مسيّرة بعيدة المدى، ومضادات دبابات، ومنظومات صواريخ مضادة للسفن.

وأكد لوند بولسين أن هذا النهج سيتيح الآن الفرصة لتوسيع نطاق الدعم بشكل أكبر، مما يعزز قدرة أوكرانيا على مواجهة التحديات العسكرية. كما أشار إلى أن الدنمارك كانت قد خصصت في العام الماضي نحو 400 مليون يورو من الأرباح غير المتوقعة الناتجة عن الأصول الروسية المجمدة، نيابة عن الاتحاد الأوروبي.

تأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، حيث تسعى الدول الغربية إلى تقديم دعم استراتيجي لأوكرانيا لتعزيز قدراتها الدفاعية. وتبرز الدنمارك كواحدة من الدول الرائدة في هذا المجال، حيث تستخدم أموال الأصول الروسية المجمدة بطريقة مبتكرة لتحقيق أهداف مشتركة مع الاتحاد الأوروبي.

وفي الوقت نفسه، يُظهر "النموذج الدنماركي" كيف يمكن للتعاون الدولي أن يؤدي إلى نتائج ملموسة في دعم الدول التي تواجه تحديات أمنية كبيرة. ومن المتوقع أن يساهم هذا الدعم في تعزيز الصناعة الدفاعية الأوكرانية، مما يساعد البلاد على تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال التصنيع العسكري وتقليل الاعتماد على الواردات الأجنبية.

ختامًا، يعكس هذا القرار التزام الدنمارك والاتحاد الأوروبي بدعم أوكرانيا في مواجهة التهديدات المستمرة، مع التركيز على بناء قدرات محلية مستدامة. ومع توسع نطاق هذا التعاون، يُتوقع أن تشهد الصناعة الدفاعية الأوكرانية تطورًا كبيرًا في المستقبل القريب، مما يعزز موقفها في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.