الخميس 15 مايو 2025 02:35 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

د.علاء عبد العزيز يكتب: لقاء مع فنان الشعب محمد صبحي في رحاب مدينة سنبل للفنون

الكاتب الكبير علاء عبدالعزيز
الكاتب الكبير علاء عبدالعزيز

طوال الاربعين عاما الماضيه كنت التقي الفنان الاستاذ محمد صبحي لقاء افتراضي عن طريق مشاهدته في مسرحيات انتهي الدرس ياغبي، الجوكر ، لعبه الست، وجهه نظر ، سكه السلامه ،ومسلسلات علي بيه مظهر ، سنبل بعد المليون،اجزاء ونيس كلها ، وفارس بلا جواد ، كل هذه الاعمال كنت اتابعها علي الشاشه الصغيره ، ولا اخفي علي احد انني وغيري من الشعب المصري تأثر بما تحمله تلكم الاعمال من وجهات نظر وافاده لكل اعضاء المجتمع من نشر لقيم الجمال والثقافه الراقيه والذوق الذي لم يكن مقصورا في تأثيره علي المجتمع المصري فقط بل طال معظم البلاد العربيه ،مجيبا في جل اعماله علي سؤال أهم العالم أجمع ، هل الفن له دور في تهذيب الفرد وإرساء السلام وخلق مجتمع انساني بحق يأخذ بيد الضعيف ويضرب علي يد القوي المفتري ، اجاب الاستاذ صبحي علي هذا السؤال منذ باكوره اعماله " انتهي الدرس ياغبي " في سبعينيات القرن الماضي حتي مسرحيته الاخيره الرائعه فارس يكشف المستور، مؤدبا في نقضه للامور ، محاولا الا يمس احدا بسوء ، بل كان غرضه أن يستعمل فنه الرفيع في إعلاء قيمه الانسان ، وتذكيره دوما بإنسانيته التي قاربت علي الوئد والاضمحلال بعد سطوه الحياه المدنيه الحديثه التي استبدلت الحب بالجنس ، والروح بالجسد ، فغدت الناس كالدمي التي تحركها الالات ، ومهما كان جمال تلكم الدمي اوتطور الالات التي تحركها الا انها تخلو من حلو روح التكريم ومنذ زمن كنت اتطوق للقاء هذا الفنان الفذ الذي اثر في حياه المصريين أيما تأثير ، وقد جائتني الفرصة عن طريق صديقه الصدوق الدكتور كمال يونس الناقد المسرحي الكبير وطبيب الاطفال رائع الصيت ، دعاني لزيارته في مدينه سنبل للفنون لحضور أمسيه ثقافيه إحتفائيه من لدن الجاليات المصريه في اوربا ، وعلي الرغم من كثر المتحدثين في الندوه الثقافيه وكلامهم المنمق والرزين بيد الذي اثر فيّ أيما تأثير لغه الخطاب عند فنان الشعب الاستاذ محمد صبحي الذي لم ارد ان ينتهي له حديثا ولما انتهي ، حاولت ان انهل منه المزيد في جلسه خاصه، بعدها رحل بنا وافاض في ترحيبه لنا وقد اهديناه أنا والدكتور كمال يونس بعضا من اعمالنا فحازت منه القبول .
مع الاستاذ تشعر انك تجلس مع صديقك القديم الذي إلتقيته بعدما غاب عنك كثيرا، تشعر انك مع أحد أفراد اسرتك الذي عاد من سفر بعيد ، فهو يحمل في باطنه من جمال الروح وحسن الضيافه ، والتواضع الجم مالا يتحلى به عصبة من ذوي الابداع من الفنانين ، الاستاذ قيمة وقامة يلتف نحوها الجميع بقوة ، وخاصه أنه الوحيد الذي مازال يحمل وحده في الوقت الحاضر راية الزمن الجميل .