الثلاثاء 1 يوليو 2025 08:45 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور محمد السيد السكى يكتب: ترامب ودول الخليج !!

دكتور محمد السيد السكى
دكتور محمد السيد السكى

توجه قادة دول الخليج يعكس تراجع مفهوم العائلة و الكيان العروبي و القبلي القائم على وجود صلة دم وتاريخ يربط أفراده و تجد تلك الملاحظة تفشت في طبيعة التركيبة العصبية المنتشرة في ربوع دولنا العربية..
لن تجد الان في مجتمعنا المصري اللحمة العائلية التي كانت سابقا وتلاحظ ان ذلك التراجع مشهود منذ سنوات معدودة..
السياسة الخليجية لجيل المؤسسين لتلك الدول او من خلفهم من ملوك الجيل الأول كانوا يراعون الحفاظ على الشعرة الأخيرة من تلك العلاقة حتى وإن كانت علاقتهم مع الغرب قائمة..
حرب الخليج الأولى كانت من عوامل تفكك ذلك الترابط وتلاها افول شركاء الخليج في تلك النزعة بعد احداث خريف تلك الأصولية في ٢٠١١ ناهيك عن التماهي مع الفكر الغربي من جانب الأمراء الجدد..
عدم النفع الحالي من فكرة شراكة الفقيه والملك أدى لافول شمس الوهابية في السعودية و عدم الثقة في الحاضنة العربية الكبرى او في قدراتها وتأثيرها - التي كانت ولو بدرجة ما سابقا - مرتكزا أساسيا يعول عليه قادة الخليج السابقين اثمر عن محاولة الاستغناء التدريجي او الدراماتيكي عن الجار وابن العم واستبداله بمحاولة تأسيس فكر استراتيجي خليجي جديد ..
هذا التوجه الخليجي قائم على الشبيه السويسري كما تنتهجه قطر ولكن من منظور سياسي لا اقتصادي و علاقات قطر مع المتشددين و الدول بكافة ايديولوجاتها يدل على ذلك كما أن حديث ت ر ا مب عن محاولات قطر تجنيب إيران ويلات حرب يعكس ذلك..
السعودية تحاول بناء كيان عسكري واقتصادي منفصل لا يعتمد على معونة الأخت الكبرى الذي زال دورها وتحاول باستخدام فهم العقلية السلطوية الأمريكية حاليا الاستفادة لا الخسارة..
الدور الإماراتي و محاولة التشبه با يران من خلال مفهوم الاذرع وتزكية فكرة ضرورة وجود الوكلاء الاقليميين و التمدد الاقتصادي يمثل توجه اخر..
إيران و َتركيا و دول الخليج لكل منهم مشروعه السياسي الجلي و هم يقطفون ثماره..
ما عزز توجه دول الخليج و انسلالهم من رابطة القومية العربية الدينية هو تحييد التهديد الا سرائيلي من خلال التيقن بأن الكيان لن يهددهم مطلقا لأن العقيدة التوراتية اليهودية المشتركة مع الفكر البروتستانتي الانجيلونكن تقول ذلك بجلاء..
المشهد الدنيوي الاخير في تلك الرواية المستقبلية يراه كل طرف من منظوره ولكن في الشكل العام يعضدد فكرة البقاء و المستقبل المشترك..
الإنجيلونكن يرون وجود شعب يهودي على الأرض المقدسة ضرورة لعودة المسيح المخلص الذي سيدعوهم بعدها للمسيحية ولو رفضوا سيكونون الأعداء حينها..
اليهود يرون ان وجود العرب - أبناء اسماعيل و يمثلهم دول الخليج - مهم جدا لمقدم المسيا او المسيح في وجهة نظرهم..
الصهيونية لا تعادي دول الخليج عقديا ولكن مشكلتها هي مصر فقط ليس لأنها بلد الفرعون ولكن فرعون الخروج الثاني منها كما يؤمنون..
ستظل العيون الصهيونية القذرة متربصة بمصر ويزيد خطر الكيان لأسباب دينية في ظل الخريطة العالمية الجديدة و قيادة أمريكا الرعناء القائمة على البلطجة السياسية..
الفكرة الدينية لليهود عن دول الخليج - الذين يمثلون في وجة نظرهم أبناء اسماعيل - جعلت من صيغة المعاهدات الابراهيمية مناخا متقبلا و سيتم تبريره و تمريره دون مخاوف مستقبلية من المآلات او التربصات او الموأمرات ..
السياسية المصرية وانحيازها للقضية الف ل س طي نية باعتبارها مسألة أمن قومي لا يلقى نفس المشاركة من الدول العربية الان..
ارى ان حذو دول الخليج الان هو توجه براجماتي قائم على مصلحة حكام تلك الدول اولا و شعوبهم ثانيا..
عدم الامتداد الاستراتيجي اما من خلال مساعدات اقتصادية او ولاءات عسكرية إقليمية و انتهاج مفهوم الاذرع الأخطبوطية يجعلك اعزل من أدوات التاثير..
ولا عزاء للضعفاء !!