السبت 7 يونيو 2025 11:13 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

محمد الشافعى يكتب : صراع بين ماسك و ترامب..الحرب الكلامية التي أشعلت العالم

الكاتب والمحلل السياسي محمد الشافعى
الكاتب والمحلل السياسي محمد الشافعى

في الآونة الأخيرة، تحول الخلاف العلني بين الملياردير التكنولوجي "إيلون ماسك"والرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إلى حديث الساعة عالميًا، حتى بدا وكأن مشاكل الكون كُبِرت في مواجهة كلامية بين اثنين من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في العصر الحديث. التصريحات النارية، التهديدات المتبادلة، والانتقادات اللاذعة جعلت من هذا الصراع مشهدًا يجذب الملايين، بل ويتجاوز حدود السياسة والتكنولوجيا ليصبح ظاهرة ثقافية بحد ذاتها.
**جذور الخلاف: من الحلفاء إلى الخصوم
في البداية، بدت العلاقة بين ماسك وترامب ودية، حيث كان ماسك جزءًا من مجلس المستشارين الاقتصاديين للرئيس ترامب خلال فترة حكمه. لكن الخلافات بدأت تطفو على السطح تدريجيا، خاصة مع اختلاف الرؤى حول قضايا مثل التغير المناخي، سياسة الهجرة، وإدارة جائحة كوفيد-19.
لكن الأزمة الحقيقية اندلعت عندما بدأ ترامب في مهاجمة شركات مثل تويتر (الآن X) ، التي يملكها ماسك، متهمًا إياها بانحيازها ضده خلال الانتخابات وهو مالم يحدث ولكن الوشايات ضربت العقول الخربة بين ترامب وماسك .
وبعد أن اشترى ماسك تويتر، أزال حظر حساب ترامب، لكن ذلك لم يمنع الرئيس ترامب من مواصلة هجومه، معتبرا أن المنصة ما زالت "غير عادلة".
**بدأت الحرب الكلامية: تهديدات واتهامات متبادلة
تصاعدت المواجهة إلى مستوى جديد عندما هدد ترامب بمقاضاة ماسك بسبب "تضييع الأموال" في مشاريع مثل هايبرلوب وشركة سبيس إكس، بينما رد ماسك بتغريدة ساخرة قال فيها: "ربما يجب أن تنفق وقتك في البيت الأبيض بدلًا من مهاجمة رواد الأعمال".
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فقد أطلق ترامب وابلاً من الانتقادات تجاه ماسك، واصفًا إياه بـ "المتلاعب بالتكنولوجيا"، بينما رد ماسك بتغريدات غامضة تلمح إلى أن ترامب "يعيش في الماضي".
بل وصل الأمر إلى تهديدات غير مباشرة، حيث ذكر ترامب أن "هناك من سيتعامل مع ماسك قريبًا"، بينما تساءل ماسك عن "مدى شرعية بعض تصرفات ترامب في الماضي".
** الاهتمام العالمي: لماذا يهتم العالم بهذا الصراع
1- صراع العمالقة: ترامب يمثل السياسة الشعبوية المحافظة، بينما ماسك يجسد التكنولوجيا والرأسمالية الحديثة.
2- التأثير على الاقتصاد والسياسة: تصريحات أي منهما قد تؤثر في أسواق المال أو حتى فى عدم اكمال ترامب مدته الرئاسية .
3- الإعلام والدراما المسرحية : كل تصريح يصدر منهما يصبح تريند عالمي، مما يزيد من تفاعل الجماهير.
4- معركة الأفكار: بين اليمين التقليدي ورؤى المستقبل التكنوقراطي.
** العالم يتسائل ، من سينتصر
في هذه المعركة، لا يوجد منتصر واضح:
ترامب .. يملك قاعدة شعبية قوية ويسيطر على جزء كبير من الإعلام اليميني.
ماسك.. يملك المال والتأثير التكنولوجي وقدرة على تحريك الرأي العام عبر منصاته.
** لكن الأكيد أن العالم لن ينسى هذه المواجهة التي جعلت من الخلاف الشخصي قضية عالمية، وكأن مصير الكون يتوقف على من سيسقط الآخر أولًا!
صراع لا ينتهي
بين ماسك وترامب، لا يوجد خط نهاية واضح، فكلاهما يعتمد على الإثارة والتأثير في الرأي العام، وربما يستمر هذا الصراع لسنوات، لكن يبقى السؤال: *هل هذه مجرد معركة كلامية، أم أنها مقدمة لمواجهة أكبر ستغير المشهدين السياسي والتكنولوجي؟
.. والعالم كله ينتظر الإجابة أو الفائز ..

ترامب ماسك الإعلام الدراما المسرحية محمد الشافعى مقالات محمد الشافعى الجارديان المصرية