الأحد 29 يونيو 2025 03:18 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتبة والاعلامية سماح السيد تكتب : الجرثومة المجتمعية

الكاتبة و الإعلامية سماح السيد
الكاتبة و الإعلامية سماح السيد

الجرثومة التي لا تُرى بالعين، تختبئ بيننا بوجهٍ بشري واشخاص زائفة… تتسلل إلى الأرواح كما يتسلل المرض إلى الجسد، لا تصيب بالمرض لكنها تفتك بالقيم، وتضعف النسيج الاجتماعي دون أن يشعر بها أحد إلا بعد أن يتمكن الضعف وينخر الأساس.

إنها جرثومة الكراهية، والفتنة، والنفاق،والكذب،والتضايل والخراب المقصود.
هي تلك الفئة من البشر التي تعيش بيننا، لكنها لا تنتمي إلينا إلا بالمظهر، أما الجوهر فمُسمم…
هم من يفسدون الصفوف بالكلام المعسول، ويزرعون الشك في النفوس، ويلبسون لباس الحق بالباطل وينفثون سمومهم في العقول تحت مسمى "حرية الرأي" و"نقد بناء"، بينما حقيقتهم لا تبني بل تهدم.

الجرثومة المجتمعية قد تكون موظف لا يعمل لمصلحه الوطن بل يعمل لمصالح شخصية ،قد تكون صديق يلبس لباس الخسه والنفاق.
وقد تكون جارًا يُشيع الفتن، أو إعلاميًا يضلل، أو مثقفًا يسوّق الانحلال على أنه تحضر.،اوجاهل يشيع انه متعلم وحاصل علي اعلي الدرجات العلميه

هؤلاء مخربون في ثياب الإصلاح، يتحدثون عن القيم وهم أول من ينتهكها، وعن الصالح العام وهم أول من يتاجر به، يملكون القدرة على التلون، ويجيدون أداء أدوار البطولة الزائفة.

المجتمع لا يسقط دفعةً واحدة، بل يبدأ بالتآكل من الداخل، من أمثال هؤلاء، من صغائر تتضخم، ومن أخطاء تُبرر، ومن سكوتٍ عن فساد بحجة "ما لنا دخل".
ومثلما يحتاج الجسد إلى مضاد حيوي لمحاربة العدوى، يحتاج المجتمع إلى وعي، وقانون، وشرفاء يحمونه من هذه الجراثيم.
إن الجرثومة المجتمعية لا تُقابل بالتجاهل، بل بالمواجهة، بالوعي، وبالمحاسبة الصارمة.
لأنها إن تُركت، فلن تكتفي بعضو واحد، بل ستنتشر حتى تُصيب الجميع…
الجرثومة المجتمعيه ايضا قد تكون في مشتري الشهادات العلميه فهم اخطر علي المجتمع من الجهله فهم يخدعون الناس ويعتلون المراكز بهذه الشهادات
فهم لا يختلفون كثيرًا عن الجرثومة التي تغزو الجسد فتنهكه وتفسده… فهم لم يطلبوا العلم لجوهره، ولا احترموا الشهادات لقدرها، بل رأوا فيها سُلّمًا زائفًا إلى سلطةٍ لا يستحقونها ومكانةٍ لم يبذلوا لأجلها جهدًا.

يرتدون رداء العلم، لكن عقولهم خاوية
هم من يجعلون المنصب وسيلةً للتفاخر، لا مسؤوليةً تُؤدى؛ فيتحدثون باسم التخصص، وهم أجهل الناس به، ويُديرون شؤون الناس، وهم أعجز من أن يديروا شأنهم الخاص.

هؤلاء هم صُنّاع الفشل الحقيقي، يقتلون الكفاءات الصادقة، ويغلقون الأبواب في وجه المجتهدين، لأنهم يرون في كل عقل نقي تهديدًا، وفي كل صاحب كفاءة خصمًا.
يتسلقون بالمال والعلاقات، بينما تُدفن الكفاءات تحت ركام الواسطات، ويُهمَّش أصحاب العقول لأنهم لم يشتروا، بل اجتهدوا.

النتيجة؟ مؤسسات منهكة، فساد في المؤسسات

لكن المجتمع الواعي لا يسكت عن الزيف،
فلا مقام لمن اشترى علمًا دون فهم، ولا كرامة لمن تبوأ منصبًا دون حق…
"دعوا المنصب لأهله، واتركوا المساحات لمن يستحقها… فالزيف لا يصمد، مهما لمع بريقه."

الجرثومة المجتمعية الكاتبة والاعلامية سماح السيد الجارديان المصرية