الثلاثاء 1 يوليو 2025 09:07 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

احمد رحمو يكتب : بورسعيد و مواهب مسرحية متفجرة

الكاتب الكبير أحمد رحمو
الكاتب الكبير أحمد رحمو

على أرض بورسعيد تحديداً فى فرع قصر ثقافة بورسعيد تم إقامة فعاليات ورشة المهرجان القومى للمسرح المصرى لأول مره وتنقسم إلى عدة ورش منها ورشة الكتابه المسرحيه بقيادة د/كمال يونس وهى الورشه التى اشتركت بها عن طريق رابط الكترونى .
إن مثل هذه الورش تكون فى أغلب الأحيان للبسطاء والمبتدئين أو حتى أصحاب القدرات الفنيه المتوسطه وتميزت هذه الورشه بمحتواها البسيط الذى يناسب الفئه التى يستهدفها المهرجان ، وهذا هو أول أسباب نجاحها وقد أكد د/كمال يونس على ذلك بالفعل حيث كان يجتمع بالمتدربين يومياً ويبدأ شرحه بطريقه سهله وبسيطه دون تعقيدات أو مصطلحات صعبة الفهم مثل التى تتردد على ألسنة البعض اعتقاداً منهم أن ذلك سيعطيهم كارنيه عضويه بقهوة البستان بوسط البلد ، ومن بساطة وكرم د/كمال فمن اليوم الأول للورشه وزع كتابه "مدخل إلى فن المسرح" بدون أى مقابل وهو عباره عن خلاصة خبرته وتجربته الفنيه مؤكداً أن هذا الكتاب يجب أن يورث للأجيال القادمه ليكون هو المختصر المفيد الذى سيشجع الشباب على أن يتذوقوا الفن إذ جعل الشباب يقرأ ويستوعب قيمة القراءه والفن .
تميزت الورشه أيضاً بمميزات متعدده أبرزها هو أن الشرح لم يخرج كثيراً عن الكتاب وهو المنهج الدراسى والأكاديمى الذى يتبعه د/كمال يونس بطريقته الخاصه فهو لا يلقن مصطلحات معقده كما ذكرنا وإنما يعتمد فى شرحه على التفاعليه مع المتدربين وقد أكد على ذلك فى مقدمة كتابه وفى اليوم الأول للورشه وبناءا عليه تم تقسيم المحاضره الواحده إلى قسمين :
قسم نظرى
وهو عباره عن شرح الكتاب وقد تم ذلك عن طريق الدردشه والنقاش فيما بيننا ومقارنة المنهج بما نراه ونسمعه فى تجاربنا الخاصه .
القسم العملى
وهو الأهم حيث كان يطلب منا بعض المهام مثل كتابة مقاله نقديه أو مناقشة مقاله نقديه مكتوبه مسبقاً عن عرض مسرحى تم عرضه أو نص مسرحى مكتوب وكان أيضاً هناك مهام أخرى مثل إعداد نص مسرحى مستوحى من قصص قصيره من كتابات د/كمال وهذه المهمه بالذات فجرت مفاجأه عظيمه لم تكن متوقعه وهى أن تحصيل الشباب المعلومه واستيعابها وتطبيقها عمليا تم بشكل سريع وملحوظ وكانت النتيجه النهائيه رائعه جداً فمع نهاية الورشه تم كتابة أكثر من ٣٠ نص مسرحى من أكثر من ١٦ كاتب منهم كتاب أول مره يخوضوا التجربه .
نحن لم نتعلم الكتابه المسرحيه وتقنياتها فقط بل تم تنمية قدراتنا النقديه سواء نقد النفس أو نقد أعمال لكتاب آخرين حيث كان كل متدرب ينتهى من قراءة نصه يبدأ كل فرد بالمجموعة بالنقد الفنى للأعمال التى تم قراءتها والتى تعتمد على إذا كانت تيمة النص مقاربه للنص الأصلى أو خرج عنها ثم نقد الحبكه وترابط الأحداث تبعاً الهيكل الكتابى المعروف ( بدايه ووسط ونهايه) ثم مرحلة نقد إيقاع النص إذا كان سريعاً أو بطيئا أو إذا كان يحتاج شد الإيقاع بشكل أفضل ويتم تقييم النص بعد ذلك وهذا هو الأساس الذى حرك الكاتب المسرحى الصغير بداخل نفوسنا فمثلاً إحدى المتدربات ذات ال١٧ عاماً وتدعى (هند) كانت لأول مره تقرأ نص فى بدايات أيام الورشه وكانت ملكة التأليف عندها إلى حد ما قويه ثم تفاجأنا بتطور هائل فى أسلوبها .
إن الورش والعروض الناجحه ليس أمراً جديداً ببورسعيد حيث أن بورسعيد بها الكثير من الفنانين العظماء ولكنهم بسطاء أو ذوى ثقافه محدوده ليس تقصيرا منهم ولكنهم لم يجدوا من يمد لهم يد العون والمساعدة والدليل على ذلك أن الوسط الفنى المصرى لا يخلو منه ظاهرة وجود الفنان البورسعيدى وأتمنى أن يتم تكرار الورشه مره أخرى وكم يثقل على قلوبنا جميعاً انتهاء فعاليات ورشة المهرجان التى نشرت البهجه والحماس بداخل فنانين بورسعيد وما يثقل على قلوبنا أكثر هو توديع د/كمال يونس الرجل البسيط الذى جعل الشباب يتذوق الفن المسرحى وكان جزءًا من تنمية الذائقه النقديه عند الشباب وخصوصاً أنه من النادر أن تجد من يعطى العلم النافع بدون مقابل مادى .

احمد رحمو بورسعيد و مواهب مسرحية متفجرة الجارديان المصرية