وسام العزوني تكتب : نص مونودراما انكسار عن نص ياليتنى للدكتور كمال يونس


تفتح الستارة
إضاءة في منتصف المسرح
امرأة في منتصف الاربعينيات من العمر
:صحيت من بدري فطرته ونزل للشغل
تجلس على الكنبة وتجلس بارتياح متنهدة نفسا عميقا وتفتح الراديو على اغنية الحب كله لام كلثوم
:وتردد كلمات الأغنية في نشوة
وفجأة تغلق الراديو
: ( بصوت عالي ينم عن السخط والانفجار) أنا تعبت تعبت ..ضحيت بمستقبل ووظيفتى في الخارجية علشان ارضى جوزي.. علشان هو يكبر في شغله ويوصل لأعلى المناصب..وولادنا يحصلوا على أعلى الشهادات .أما أنا في دوامة البيت ومسؤولية جوزى وعيالى.. ولا حد حاسس بيا.. حتى الكلمة الحلوة اللى مشتاقالها ومستنيه أسمعها منه( تهز رأسها ساخرة) هه.. فين وفين لما يقولها لأنه دايما مشغول ..وحتى لو قالها بيقولها من غير إحساس..
والكلمة الوحيدة اللى دائما بسمعها منه.. احمدي ربنا إنى معيشك في مستوى ما كنتيش تحلمي بيه..( تصرخ في سخط) يغور المستوى في سبيل لحظة حب حقيقية..لحظة مشاعر صادقة أحسها منه.
تنتفض المرأة تقف بعيدا عن الكنبة ( موسيقى حزينة وبقعة إضاءة مركزة عليها )
يا رتنى سمعت كلام اللى نصحونى بلاش تسيبى شغلك ..انتى مجتهدة وممكن تكون سفيرة في أى بلد اجنبى .. ( ( في نبرة ضعف وأسى)أنا حبيته الحب الحقيقى اللى خلانى مش شايفة إلا هو بس..لدرجة إنى شفت مستقبلى ومنصبى فيه..كنت دايما باجي على نفسى.. لغيت فكري ونفذتله أفكاره هو بس..حتى أولادى كنت عايزاهم أحسن ناس علشان هو يفتخر بيهم..
والنتيجة وصلت إلى إني بقيت .زي الإنسان الآلي.. زي عفريت المصباح حتى من غير مايدعكوا المصباح بيقوم بخدمته هو والأولاد ..أكنس و أنضف وأحضر الاكل واذاكر للولاد..
ودارت الايام والسنين والحال زى ماهو .. والفجوة بيني وبينه وبين ولادي بتوسع وتكبر أكتروأكتر..لغاية لما صحيت في يوم لاقيت نفسى تعبانة… ماهو أنا كنت دايما بأطنش تعبي .. ماعنديش رفاهية إني أأقول الآه لازم أتماسك علشان أقوم بمسؤولياتي أخير من كتر التعب اللي مش عارفاله سبب رحت للدكتور لوحدى.. اكتشفت إن عندى )بتنهد عميق) كنسر ..ورم خبيث وفي حالة متأخرة .
إضاءة خافتة
:أبويا دائما كان بيقولى لو ضاقت عليكى كلمي ربنا
بلاك
إضاءة
:يارب انا عارفة إني مش لوحدى.. جوايا يقين إنك معايا .. أنت ملجأي وملاذي..يارب ماليش غيرك بقدرتك تنجيني .. أنا مش خايفة لالا..أنا متأكدة نك مش حتملنى فوق طاقتى..رحمتك وسعت كل شيء .
) صوت دقات الساعة )
تهب منتفضة ياااه لما أقوم أحضرهم للغدا
بلاك