الجمعة 4 يوليو 2025 09:02 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

فنون وثقافة

د. منة الله شتيوي تكتب : مسرحية (صمت إجباري) عن قصة (قتل إداري) للدكتور كمال يونس

د. منة الله شتيوي
د. منة الله شتيوي

المشهد الأول
مسرحُ مظلم في المنتصف يظهرُ ضوءُ أبيضُ متمركزً على كتاب يتفحصه رجل أربعيني، يرتدي نظارةً ذات عدسات سميكة، يجلسُ على كرسي مكتب، وتحيطه الكتب من كل اتجاه، جدران الغرفة محاطة بأرفف ممتلئة بالكتب
تدخل فتاة في العقد الثاني من عمرها مرتدية فستانً قصيرً وتقترب من المكتب
الفتاة . ليه دايما يا بابا سايبنا؟ وقاعد هنا لواحدك ؟
الأب . الكتاب يا بنتي خير جليس زي ما بنحتاج للأكل عشان نتقوى عقلنا كمان محتاج للقارية عشان يكبر ويتنور

الفتاة. طب أنا هفضل أقرأ لحد ما ابقى أكبر عقل في الدنيا
الأب (يضحك ويحتضنها بحنو ثم ينتقي كتابا من أرفف المكتبة ويهديه لها)
تجلس الفتاة بجانبه منهمكة في القراءة
(صوت الطرق على الباب ثم تدخل الأم)
الأم. انت قاعدة بتقرئي وسايبه مذاكرتك انت ناسيه انك في ثانوية عامة
الأب. سبيها القراية هتفتح مخها وهتخليها تفهم بسرعة
احنا امالنا كله فيها
البنت (محتضنة الكتاب وتدورُ به في المكان)
ويا كتاب بكون ذاتي
بعيش جواه
ألف حياة
واطوف في مداره
وانسى الااااه

المشهد الثاني
مدرج جامعى مكتظ بالطلبة والطالبات تجلس الفتاة في الصف الثالث من المدرج
تدخل سيدة أربعينية أنيقة بصحبة رجل خمسيني
الرجل. صباح الخير يا شباب
أنا الدكتور حازم عميد الكلية
أهم حاجة هنا الانضباط ثم الانضباط ثم الانضباط
مش عايز شكوى تجيلي من حد فيكم معاكم السنادي دكتورة هناء اسماعيل وهي طبعا غنية عن التعريف ومن حسن حظكم إنها هتدرسلكم السنادي
تمنياتي بالنجاح والتوفيق (ثم ينصرف من المسرح، همسات بين الطلبه)
صديقة الفتاة (تهمس لها)
هو يعني هيقول إيه غير كده مين يشهد للعروسة! غير جوزها!
الفتاة. بجد العميد جوزها!
صديقتها. ايوه بنت خالتي معيدة هنا وقالتلي امبارح
(يسود الصمت المكان)
الدكتورة. (تلتفت للطلاب تبدأ الكلام بحزم)
سندرس هذا العام مادة البحث.
الفتاة مركزة انتباهها تجاه الشرح، وفي نهاية المحاضرة ترفع يدها)
الفتاة . انا قرأت البحث ده قبل كده كان منشور في مجلة العربية العدد، 18، للباحثة المغربية آمال الوافي
الدكتورة (يبدو عليها ملامح الارتباك والغضب، ترمقها بنظرة تهديد ثم تتجاهلها وتمضي)
يرتفع صوت همسات الطلاب
بعد لحظات
يدخل رجل المدرج
الرجل (بصوت عالي). مين فيكم بيان الحسيني
تقف الفتاة مرتبكة
الرجل. العميد عايزك
(صوت)
كان قلبي لون البدر
وملامحي تشبهله
كان وحده احكي معاه
وسري من سره
حلمي اكبر م الزمن
اوصل الليل بالنهار لاجل ما احقك طموحي
وكنت اقول ان القراية غذاء لروحي
وجيت كتير علي نفسي
لاجل ما اوصل والقي نفسي
وماهمنيش
اجري ورا الموضة واتباهى بفيونكات
قررت اكون مختلفة عن كل البنات
انا قولت من احلامي هوصل للسما
لحد ما الظلم ابتدا
وكله ضاع قدام عنيا
وحتي لما طلبت حقي
الكل قالي ماتنطقيش
الظلم دا اصلا شبح
كل اللي حاول يسترد الحق منه
راح هباء واندبح
والحق صوته بيتنبح
فبلاش نبوح
(يتكرر الصوت، يتردد كصدى، ثم يخفت تدريجيًا.)
الصوت (أضعف):
بلاش نبوح...
بلاش نبوح...
بلاش....بلاش
تتقدم الفتاة خطوتين
ثم تقع مغشي عليها
ستار