مي السمان تكتب: مونودراما : مش كفاية عن قصة الصندوق للدكتور/ كمال يونس


يبدأ المشهد في ظلام تام ، ثم تفتح بؤرة إضاءة بيضاء على صندوق قديم ومجهول في منتصف وسط المسرح ...
تدخل فتاة في عمر الزهور تضع على ملابسها ورقة مطبوع عليها رقم
فتجد هذا الصندوق أمامها وتسأل:
إيه الصندوق دا ؟ شكله عجيب ... وإيه اللي جابه هنا؟ .... دي مسابقة تمثيل مش متحف للأثريات ، طيب وأنا مالي بيه... أما أجهز بقى ....
وتقف الفتاة أمام الصندوق و تفتح إضاءة كاملة على المسرح
صوت الحكم : المتسابقة رقم 3 فلتتفضل .... ها ؟ جاية تقديملنا إيه انهاردة ؟
الفتاة : جاية أقدم مونولوج
الصوت الحكم : طيب ... معاكِ وقت محدود اتفضلي ابدأي
الفتاة بصوت خافت : أكون أو لا أكون ...هي.....
إضاءة البؤرة البيضاء يقاطعها صوت خبط فتح وغلق غطاء الصندوق....
إضاءة كاملة خافتة ، تنزعج الفتاة ... وتبدأ بالتلعثم
الفتاة : أأأأكون أوأكون... لا ثانية ...أكون أو لا أكون هي المسألة ...لالالا...يوه بقا
وتحاول الفتاة للمرة الثانية ليقاطعها نفس الصوت بشدة أعلى و أكثر حدة .......
الفتاة في تردد : المسألة هي أن نكون أو لانكون .... لا غلط برضه
إضاءة كاملة خافتة وتنقطع عن استكمال حوارها وتقول : معلش هعمل مرة كمان اصبروا عليا دا أنا والله شاطرة...
صوت الحكم : آخر فرصة ليكِ
الفتاة : تبدأ : أكون أو لا أكون
وتعلو أصوات الخبط وفتح وغلق الصندوق بسرعة وشدة .. لتتوقف الفتاة عن الحديث منزعجة
إضاءة بؤرة بيضاء على منتصف وسط المسرح ....
الفتاة : ووووووووووووه أنا لازم أقفل الصندوق دا بالقفل وأسمره بالمسامير كمان مش ممكن كدة ....
وتذهب الفتاة نحو الصندوق لتغلقه ... إلا أنها ينتابها الفضول لمعرفة مابداخله وسبب فتحه وغلقه دون توقف
الفتاه : اللاه هو بيعمل كده ليه ؟ وياترى إيه اللي جواه اللي مسبب كل الدوشة دي واللي مخليني مش عارفة أكمل كلامي ومقاطعني علطول
وتبدأ الفتاة في فتحه .... لينفتح الصندوق فجأه بمجرد اقترابها منه ولمسه وتخرج منه أصوات بنبرات مختلفة وعبارات محبطة
الأصوات : أنتِ فاشلة ... مش هتعرفي .... لايمكن توصلي .... الناس هيقولوا عليكِ إيه ؟ أنتِ فاكرة نفسك مين ؟ عمرك ماهتبقي ناجحة ومشهورة...أنتِ مش شايفة شكلك ؟ أنتِ لسه صغيرة ..... روحي ذاكري ...أنتِ فاشلة.... ومش هتقدري أنتِ بتضيعي وقت ....عبيطة وموهومة ....أنتِ فاشلة ..
تبدأ الفتاة بسماع تلك العبارات وهي مستاءة ويبدو عليها ملامح الفزع والحزن والتألم من العبارات وتقول بعد غلق الصندوق وتركه : بس كفاية ... أنا مش كدة أنا كويسة .... أنا بحب التمثيل ونفسي أمثل ....
يفتح الصندوق مرة أخرى ويقول: تمثلي ؟ تمثلي إيه ياشاطرة ؟ أنتِ فاكرة نفسك مين عشان تمثلي ؟
الفتاة : أنا بحلم حلم بسيط ...وعندي رسالة عايزة أوصلها للناس والكل بيقولي إني موهوبة و أقدر أمثل ..
الصندوق : لا طبعا لا شكلك ولا طريقتك يخلوكي تمثلي ...أجري إلعبي بعيد أو أقولك روحي ذاكري أحسن..
الفتاة : ليه ؟ ليه كل حاجة حلوة بحس إنها مش ليا ؟ كل حاجة فيها حاجة ناقصة...كل أما أحاول... أقف وما أكملش؟ أنااا تعبت ... تعبت من إحساسي كل حاجة بعملها مش كفاية ..... دايما.... مش موهوبة كفاية مش شجاعة كفاية مش جميلة كفاية ....... هو أنا فعلا مش كفاية ؟
وتجلس على الأرض
أصوات الصندوق : أيوة مش كفاية ههههه طبعا مش كفاية هههههههه أنتِ ولا حاجة وتتوالى ضحكات الصندوق الساخرة.
تستفز الفتاة وتنهض وهي غاضبة متجهة نحو الصندوق وتغلقه بشدة متحديتا له:
لا أنا كفاية ......... غصب عن الكل عن أنا كفاية ........بالذوق والعافية أنا كفاية طب اتخلقت ليه لو أنا مش كفاية؟ .... أتوجدت هنا ليه لو أنا مش كفاية؟ ....بتعلم وبتعب واشتغل ليه لو أنا مش كفاية ؟ بحلم ليه و أنا مش كفاية ؟
لكن لا مش هستسلم وهكمل و هثبت للجميع إني استحق التقدير وإني كفاية...
إضاءة كاملة
صوت الحكم : يا أستاذة بفكرك دي آخر فرصة ليكِ والوقت قرب ينتهي.... هتقدمي إيه ؟
الفتاة : هقدملكم مونولوج أكون أو لا أكون
الحكم : يلا اتفضلي
الفتاة : أكون أو لا أكون ؟ تلك هي المسألة ، أي الحالتين أمثل بالنفس ؟ أتحمل الرجم بالمقاليع وتلقي سهام الحظ الأنكد ، أم النهوض لمكافحة المصائب ولو كانت بحرا عجاجا وبعد جهد الصراع إقامة حد دونها ، الموت نوم ، ثم لاشيء.
صوت تصفيق جماهير مستمر
إضاءة بؤرة بيضاء وتتحرك الفتاة لفتح الصندوق في ترقب
أصوات الصندوق
أنا عايز وشك ينور وترجع الضحكة لمكانها ....
حتى لوكنت انطفيت...حتى لوفترة اختفيت
لسه فيه في الروح معافرة تستحق تعيش عشانها
خلي قلبك يقوى بيك...هد يأس وخوف ماليك
بيع همومك وأشتريك
إنتفاضك آن أوانها .