الأحد 13 يوليو 2025 11:34 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

وجيه الصقار يكتب : البكالوريا نموذج لتخبط مصر !

الكاتب الكبير وجيه الصقار
الكاتب الكبير وجيه الصقار

التعليم صورة حقيقية لأداء الدولة، عندما توكل قضيته لمن لا علاقة له بالتعليم بالمجاملة، فتلك جريمة، وأرى أن واقعة اعتماد البكالوريا تدل على تخبط سياسة مصر فى التعليم، هى فكرة مجنونة لم تخضع للدراسة والتجربة والخبرات، وجميع من اعتمدوها إما جهلة أوأصحاب مصالح، بشعار التخفيف عن الطلاب، التساؤل الأولى إذا كانت البكالوريا غير معترف بها عالميا بل ومصريا أيضا، لأنها خارج المعايير العلمية، فكيف يقنع الوزير دول الغرب على اعتمادها ولم نسمع أن وزارة التعليم العالى تلقت المشروع، أو قالت رأيها فى مدى مناسبة مستوى المادة التعليمية لتأهيل الطالب للجامعة المصرية، فضلا عن كوارثها بإضاعة جيل كامل من خريجى البكالوريا فإن نسبة 80 % منهم لن يلتحقوا بالجامعة، ويكون مصيرهم الشارع بلا احتمال آخر, لأن قبول الطلاب بالجامعات الحكومية لن يتعدى 70 ألفا حسب نظام البكالوريا، من نحو مليون طالب وقتها، ونفس العدد سيلتحق بالتعليم الخاص والأهلية، والباقى مصيره التشرد لا أخذ دبلوم ولا شهادة، ثم كيف لمجلس النواب يوافق على مشروع وهمى، أليس فيهم ضمير حى واحد يقول لا لهذه الجريمة. التى ستدمر البلد والأجيال والبيوت دون أى فائدة، ألم يلفت نظرهم أن المناهج الشاذة وتوزيعها فى التراكمى كارثة حقيقية مثل منع دراسة اللغتين العربية والأجنبية الأولى من السنة الثالثة بالثانوية. والله العظيم إن من قدم ومن وافق على هذا المشروع غير أمين على البلد ويفتقد الضمير ..بل خائن.. أو يعيش فى حالة غيبوبة حقيقية، ثم نقول إننا سنعادلها دوليا بعد ذلك، ماذا لولم توافق هذه الدول على معادلتها وحتى الجامعات المصرية، فإن عقلية التخفيف عن الطالب تفقد مصداقية التعليم، فهناك أسس لا يعرفها الجاهل فى معادلة المواد بما يسمى الوزن النسبي.. ما مفهوم تخفيف المواد عن الطلاب والحصص وتوفير مدرسين.ماكل ذلك إلا تخريب واستخفاف بالمستقبل. هكذا بكل بساطة يعطى المجلس للوزير تفويضا مطلقا لعبث جاهل بالتعليم دون أسس علمية، ودون حتى تجربة موازية محليا أو عالميا ..لا اجد تفسيرا للواقعة سوى أنها فشل وتخريب للتعليم وبالتالى فشل مصر بجدارة ..