د. هانى المصرى يكتب : انزل شارك بقوة ..في كل ورقة اقتراع... رصاصة في صدر المؤامرة


في لحظات مفصلية من تاريخ الأوطان، لا يكون الصمت حيادًا، بل خيانة للضمير، وتخاذل عن أداء الرسالة. ومصر، وطن الحضارة والتاريخ، لا تنادي إلا أبناءها الأوفياء، الذين يحملون همّها في قلوبهم، ويحمون مستقبلها بأصواتهم ومواقفهم.
الانتخابات والاستحقاقات الدستورية ليست إجراءات روتينية، بل ميادين للشرف الوطني، حيث يُثبت المواطن أنه لا يكتفي بالكلام، بل يتحرك، يختار، يصنع، ويُقرر. وحين تمتد يد الوطن لتضع أمامك ورقة الاقتراع، فهي لا تطلب منك معروفًا، بل تمنحك شرف المشاركة في كتابة التاريخ.
أما أولئك الذين يدعون إلى المقاطعة، فهم لا ينشدون مصلحة، ولا يحملون بديلًا، بل يسعون فقط لهدم الثقة، وبث السلبية، ودفعك للانسحاب من معركة لا يجوز فيها التخاذل. فإياك أن تكون الأداة التي يستخدمونها لهدم ما يُبنى، أو الكتف التي يتكئون عليها لإرباك الصف الوطني.
أيها المواطن المصري... لا تسمح لأحد بأن يستخدمك كسلاح ضد وطنك. لا تمنحهم صوتك بالصمت، ولا تدعهم يفرحون بانسحابك. مصر لا تطلب منك أن تهتف، بل أن تختار، أن تُصوّت، أن تقول: "أنا هنا... موجود... ومشارك."
في كل تصويت، مصر تناديك باسمها وتاريخها ومستقبل أولادك. فلبِّ النداء، واذهب إلى لجنتك الانتخابية كما يذهب الجندي إلى ميدان الشرف، رافع الرأس، ثابت الموقف، مؤمن بأن صوتك رصاصة في وجه الجهل والفوضى والتشكيك.
شارك... لأنك أنت الأمل.
شارك... لأنهم لا يريدونك أن تشارك.
شارك... لأن مصر تستحق.