الإثنين 28 يوليو 2025 04:31 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

المستشار أحمد النجار يكتب : نوبات من المزاج الجمعي الحاد التافه

 المستشار أحمد النجار
المستشار أحمد النجار

لم تكن أزمة المجتمعات العربية والإسلامية أزمة أنظمة حاكمة قدر كونها أزمة شعوب تلك الدول ..
هذه الشعوب بفعل تسييس الخطاب الديني وتوظيفه لصنع مواقف سياسية معينة ؛وبفعل التشويش الفكرى والثقافى؛
قد أصبحت من أصحاب المزاج الحاد المتقلب ...شان الأفراد ..
على سبيل المثال فى مصر..
عندما تحل ذكرى ثوره يونيو عام ٥٢ تنقلب مظاهر الاحتفال إلى جدل تاريخى لايحسم ؛؛
يتشتم خلاله عبد الناصر ورفاقه نفر نفر ..
وفى ذكرى حرب اكتوبر ٧٣ تنشط بورصة التحليل العسكرى لجنرالات الزوايا ومساجد (الضرار) فيحولون هذا النصر التاريخى إلى هزيمة وعمالة وخيانة ؛
مع تبرير قتل السادات طبعا ..
وعندما يعود بنا التاريخ الى ماقبل ثورة ٥٢؛
تنهال على مسامعنا لعنات سعد زغلول ومصطفى كامل وغيرهم ..
هذا المزاج الجمعى قد بلغ مداه من حيث التطرف والتعصب الأعمى..
فلم يكتف بإزاحة مبارك بل دفع بالاخوان إلى مقعد الحكم في مصر...
وهذا التشويش أفضى إلى انسياق الجميع نحو العند والمكابرة وتغيييب العقل تماما؛ فلاسبيل للمراجعة وانتقاء المعلومة الصحيحة ثم بناء موقف متوازن ومدروس ...
بل كان العكس على إطلاقه ..
ومن ثم فلاغضاصة حين يتصور الكثيرون أن الزجاجة المملوءة بالعدس والأرز؛ التى يلقى بها بالبحر داعما للشعب الفلسطيني في غزة ؛
لايمكن أن تتجاوز رمزية هذا التضامن بالتعبير عنه بهذه الطريقة بما تشمله من دلالة ...
أما أن تتحول المسألة على هذا النحو وتلك الصورة ؛
التى الفناها حاليا ؛فيتم بموجبها تحديد انسب الأماكن فى البحر لإلقاء الزجاجات؛ مصحوبة بأدعية محددة ؛مع ضرورة احكام التصويب نحو الشرق بزاوية كذا؛ اقترانا بافكار ؛مؤداها أن هناك من جنود الله من ينتظروصولها ؛ مكلفا بعبء التوصيل والتسليم ..
فنحن هنا أمام صورة غير معقولة تماما؛
بل وتحمل فى طياتها الكثير من الاستخفاف وتغييب المنطق والعقل؛ الذى استسلم بهذه المثابة للكسل والبلادة؛
منتظرا أن تأتيه الحلول من خارج القشرة الأرضية بكاملها ...
والسر يكمن دائما فى هذا المزاج العام ...

المستشار أحمد النجار نوبات من المزاج الجمعي الحاد التافه الجارديان المصرية