المحلل السياسي محمد الشافعى يكتب : التظاهر أمام سفارة مصر في إسرائيل مسرحية تكشف تحالف الإرهاب والصهيونية


في مشهد يندى له الجبين، شهدت الساحة السياسية مؤخراً تظاهرات غريبة أمام السفارة المصرية في تل أبيب، نظمتها جماعات تدعي الانتماء للقضية الفلسطينية، بينما تكشف الوقائع عن تحالف خفي بين ثلاثي الإرهاب ( جماعة الإخوان الإرهابية، وحركة حماس المزعومة مقاومة، والكيان الصهيوني المحتل ) .
هذا المشهد الاستفزازي يطرح أسئلة محيرة عن دوافع هذه التظاهرات المصنوعة، وعن طبيعة العلاقة المشبوهة بين هذه الأطراف التي تجتمع ضد مصر بينما تتجاهل الجرائم اليومية للاحتلال الإسرائيلي.
** المشهد المزيف: تظاهرات مدعومة إسرائيلياً ضد مصر
في خطوة تثير الاستغراب، سمحت السلطات الإسرائيلية لما يسمى "الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني" ، أحد أفرع جماعة الإخوان الإرهابية ، بالتظاهر أمام السفارة المصرية في تل أبيب، وذلك بحماية أمنية إسرائيلية كاملة ، الأكثر إثارة للاشمئزاز أن الصحف الإسرائيلية مثل "هآرتس" احتفت بهذه التظاهرات وتناولتها بتغطية إعلامية مكثفة، بينما تجاهلت المتظاهرون تماماً المؤسسات الإسرائيلية مثل مكتب رئيس الوزراء أو الكنيست أو وزارة الدفاع .
المتظاهرون رفعوا شعارات تهاجم مصر وتتهمها بالتواطؤ في حصار غزة، متجاهلين حقيقة أن المعبر المصري (رفح) هو الجانب الوحيد المفتوح، بينما الجانب الفلسطيني منه تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي الذي يعرقل دخول المساعدات .
اللافت أيضاً مشاركة "نشطاء يهود" في هذه التظاهرات، مما يؤكد طابعها المسرحي المزيف .
** تحالف ثلاثي مشبوه: الإخوان وحماس وإسرائيل
هذه التظاهرات لم تكن عفوية، بل جزء من حملة منظمة تشترك فيها ثلاث قوى ظاهرها التعارض وباطنها التواطؤ:
*جماعة الإخوان الإرهابية .. التي أطلقت دعوات لحصار السفارات المصرية في الخارج، مستغلة معاناة أهل غزة لتحقيق أجندتها السياسية المشبوهة .
*حركة حماس .. التي تتظاهر بالمقاومة بينما تنسق مع الإخوان في هذه الحملة، وتوجه اتهامات كاذبة لمصر بمنع المساعدات، رغم علمها أن المعبر المصري مفتوح وأن المعوق الحقيقي هو الاحتلال الإسرائيلي التى تتعاون معه .
* الكيان الصهيوني .. الذي سمح بهذه التظاهرات المشبوهة وحماها أمنياً، بينما يمنع أي احتجاجات حقيقية ضد مؤسساته بل قامت أجهزة الاعلام بدعم التظاهر وقامت بعض الحركات الصهيونية بالتظاهر مع الاخوان وحماس ورفع الاعلام بل والتصوير مع بعضهم البعض !
هذا التحالف الغريب يذكرنا بالمثل الشهير "عدو عدوي صديقي"، حيث تتوافق أجندة هذه الأطراف في الهجوم على مصر وتشويه دورها التاريخي في دعم القضية الفلسطينية.
** تناقضات صارخة تكشف الزيف
المفارقة الصارخة في هذا المشهد تكمن في عدة نقاط:
- كيف تتظاهر جماعات تدعي "المقاومة" تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي؟
- لماذا تتجاهل هذه الجماعات المؤسسات الإسرائيلية وتتجه للسفارة المصرية فقط؟
- كيف تنسق حماس مع الإخوان في هذه الحملة بينما تدعي أنها حركة مقاومة؟
- لماذا لم نسمع صوتاً للسلطة الفلسطينية تندد بهذه التظاهرات المشبوهة؟
الأكثر إثارة للاشمئزاز أن هذه الجماعات تتجاهل تماماً الجرائم اليومية للاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، ثم تتبجح بمطالبة مصر بالوقوف معهم حين تضيق بهم الأحوال .
هذا التناقض يكشف الزيف الأيديولوجي لهذه الجماعات التي تختار عدواً سهلاً (مصر) بدلاً من مواجهة العدو الحقيقي ( إسرائيل ).
** أسئلة تبحث عن إجابات
هذا المشهد المثير للاشمئزاز يطرح عدة أسئلة محيرة:
1- أين كانت "مقاومة" حماس عندما سمحت لإسرائيل باستخدامها ورقة ضغط ضد مصر؟
2- كيف تقف السلطة الفلسطينية صامتة أمام هذا التواطؤ الصارخ بين حماس والإخوان وإسرائيل؟
3- لماذا لا تتجه هذه الجماعات إلى مقر الكنيست أو مكتب نتنياهو إذا كانت جادة في مطالبها؟
4- كيف تقبل حماس أن تكون أداة في يد الإخوان وإسرائيل لتحقيق أجندتهم المشتركة ضد مصر؟
** الخيانة المزدوجة للقضية الفلسطينية
الخطر الأكبر في هذا التحالف المشبوه أنه لا يهدد مصر فحسب، بل يضرب القضية الفلسطينية في مقتل. فبدلاً من توحيد الصفوف لمواجهة الاحتلال، نجد هذه الجماعات:
- تشوه صورة أكبر داعم للقضية الفلسطينية (مصر)
- تبرئ إسرائيل من مسؤولية الحصار وتلقي باللوم على مصر
- تقدم خدمات مجانية للاحتلال بتشتيت الجهود العربية
- تعطي الذرائع لإسرائيل لمواصلة عدوانها تحت دعاوى كاذبة
** كفى تلاعباً بمصير الشعوب
لقد سئم الشعب المصري والعربي من هذه الألاعيب السياسية التي تتاجر بمعاناة أهل غزة.
كفى للجماعات الإرهابية أن تختزل القضية الفلسطينية في مطالب إقصائية ضد مصر.
كفى للسلطة الفلسطينية الصمت على هذه الخيانة المكشوفة.
وكفى لحماس أن تدعي المقاومة وهي تنسق مع الإخوان وإسرائيل ضد مصر .
المطلوب اليوم وقفة جادة من كل الغيورين على القضية الفلسطينية لكشف هذه الألاعيب وفضح هذا التحالف المشبوه. فالقضية الفلسطينية أكبر من أن تكون ورقة في أيدي الإرهابيين والصهاينة.
ومصر التي قدمت التضحيات الجسام لن تسمح لأحد أن يشوه دورها أو يقلل من تضحياتها .
السؤال الذي يبقى: إلى متى سيستمر الشعب الفلسطيني ضحية لهذه الأجندات المشبوهة؟ وإلى متى ستستمر حماس في لعبة الخيانة المزدوجة: يد مع الإخوان ويد مع الصهاينة ضد مصر؟ لقد آن الأوان للصحوة قبل فوات الأوان.