الخميس 7 أغسطس 2025 11:41 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

وجيه الصقار يكتب : عفوا .. الصحافة للحلاقة !

الكاتب الكبير وجيه الصقار
الكاتب الكبير وجيه الصقار

لفت انتباهى أن حلاقا سودانيا كتب على محله "الصحافة للأناقة" ووجدت لاشعوريا أن حال الصحافة فى مصر انحدر لدرجة الحلاق أحيانا، عندما لا نجد مكانا للصحفى صوت الشعب، محاصرا بين المنع والمنح وغلق كل أبواب أصوات النقد الإصلاحية، فالصحفى والإعلامى غالب عمله تزيين أعمال الحكومة وسيئاتها، وضاعت عمليا سلطة الصحافة بين الأغلال، وعتمت العيون فلا ترى صور الإصلاح وانطلقت الحكومة بلا رقيب أو عتيب تعمل على المزاج الذى أخذنا إلى كوارث مع الحلاق أو المزين بصيغة العامة، يزين للسلطة أعمالها ليطال لقمة العيش بشق الأنفس، لأفواه أولاده المفتوحة فى مجتمع مختنق ، مع حصار وسائل النشر والإعلام حتى انحسرت ابواب الاجتهاد والإبداع، فالمؤلم أن تكون مخلصا وطنيا ولا تستطيع قول الحق فى المسئول الفاسد أو المجرم لأن الثمن هو ضياعك وأسرتك، والمؤكد أن التاريخ سيكون قاسيا پالتأكيد، عندما يسجل فى صفحاته أننا قتلنا حرية الرأى والفكر، مما يعنى أنه لا نهضة محتملة، فلامعارضة أو رأى مخالف للحكومة، ولا رقابة حتى النواب أصحاب الحصانة لأنهم لا يمثلون الشعب، وأطل الفساد والخيانة، ونهبت المقدرات وتبددت مقدرات الشعب، ولا صوت مسموع يقول : حرام . وارتفع شأن المنافقين واللصوص والتافهين وهادمى القيم والمبادئ وحققوا مكاسب جنونية من دم الشعب، بينما الإعلامى والصحافى المخلص صار مزين لم يعد يعبر عن الشعب وآلامه وآماله فانصرف للقمة العيش، حتى النواب أهدروا مصلحة الشعب ومطالبه، فلم يجر استجواب واحد عن قضية حيوية مثل ارتفاع الأسعار وتفاقم الأحداث، بل موافقات عمياء على مشروعات الحكومة، فالبصمة جاهزة دائما، مما خيب رجاء المواطن فى نوابه، وسيسجل التاريخ أن الطبقة الوسطى أصبحت شديدة الفقر، وأننا نستورد معظم غذائنا، مع انخفاض الإنتاج والصادرات والدخل القومى. كماأهدرنا طاقة مصر العلمية وذخيرتها الكبرى من الخبراء والباحثين والعلماء وأساتذة الجامعات والمبدعين، ليكون ملاذهم الهروب من مصر، وليتصدر المشهد المنافقون من الجهلاء والأدعياء والمرتزقة، وأصبحت أمنية المواطن أن يهرب من بلده، بعد أن أهدرنا خيرة أبناء مصر ومستقبلها من خريجى الجامعات والحاصلين على تقديرات عالية فى تخصصاتهم، لنجد الحاصل على "امتياز" زخر الأمة، وخلاصة جهد الدولة وعنوانها، بائعا على ناصية شارع، أو يحطمه اليأس أو يعمل على توك توك، وتعتصره النقمة على المقاهى أو يتخلص من حياته، ويقفز الفاشلون فى المواقع المتميزة بسرعة، بينما مصر تستدين بالمليارات، سيسددها أطفالنا أو أحفادنا، يدفعون ثمن الغباء الحكومى ، وأن ميزانية التعليم منطلق التقدم لا تزيد على 1,7% بينما المفترض ألا تقل عن 20% فالنية لاتتجه للنهضة بالبلد، فالمدارس صارت خاوية من المعلمين والطلبة مع رفض الدولة تعيين نصف مليون معلم، وإقامة 50 ألف مدرسة، فانتعشت تجارة الكتب والدروس الخصوصية وانهارت الأخلاق، والهدم طال طلاب الثانوية الذين نجحوا فى امتحانات معدة للغش تماما دون أن يتعلموا شيئا، ونتائجهم بالجامعات كشفتهم. ونجد أن علامات هذا العصر أن الجهل عنوان القيادات يفهمون فى كل شئ إلا العلم !... نتيجة غياب سلطة الصحافة والصحفى الذى تحول إلى مزين لمسئولى الدولة ...اللهم ارفع عنا غضبك ..

وجيه الصقار عفوا .. الصحافة للحلاقة ! الجارديان المصرية