وجيه الصقار يكتب : النكبة اسمها الثانوية العامة


ما أصعب على الآباء تعرض الأبناء للظلم والقهر، يبيتون ليلهم مع اللعنات والدموع.. فالأولاد المتفوقون المجتهدون ضاعوا بتلاعب لصوص الثانوية وسماعات الشياطين. صعب أن تجد ابنك مذبوحا أمام عينيك فى معظم المواد التى قتل نفسه مذاكرة ودروسا فيها طوال عام كامل، توقفت فيها حياة وأنفاس الأسرة، لتجد ابنك خارج اللعبة بمساهمة الوزارة التى ابتكرت وسيلة الغش بنظام اختيار الإجابة، دون قياس قدراته العلمية والذكائية، مع ترك سوق سماعات الغش العلنية بمئات الآلاف، كما لو أنه تشجيع معلن لهدم هذا الوطن، ولم تكتف بأن نكون آخر شعوب العالم فى جودة التعليم، مع اختيار وزير لا علاقة له بالتعليم من حيث القدرات العلمية والثقافية، والذى ابتكر تخفيف المواد الدراسية ليتلقى الطالب قشورا لا تنهض بمستوى عالمى، والنتيجة الطبيعية هى انتكاسات للبلد على كل المستويات. اتخيل شعور الطلاب وأولياء الأمور بعد نكبة أبنائهم على مدى سنوات متتالية، ولايملك القضاء إنصافا لهم لأن الإجابات ليست بخط الطالب، وحتى الطلاب الذين اكتشفوا أن السؤال التحريري ليس بخطهم فى 15% من الدرجات، سيحتاح دراسة خبير خطوط وتمتد القضايا لتنسف العام الدراسى الجامعى ولن تحسم القضية، ويضيع عليهم عام دراسى، برغم الاستغاثات والاثباتات، والنتيجة أن الطالب يفقد الثقة فى مصداقية الدولة. وأسرته ربما تعمل على هدمها انتقاما للظلم الفادح الذى تعرضوا ..آه من ليل طويل أمام دموع مظلوم أعواما، والدولة مصممة على اغتيال التعليم والطلاب، باستفزاز المواطن المخلص وهو عتاد وعدة الوطن، ولن يجد الطالب أمامه سوى جامعة خاصة تنهب كل حياة الأسرة التى فقدت الثقة فى مسئولى الدولة، ولأن الفقر اشتد بين طبقات الشعب فلا مكان للطموح إلا المقبرة، ليقفز اللصوص والجهلاء أصحاب المال لتصدر المشهد الذى نشهده الآن، وتشهد انتخابات الشيوخ درجة قناعة المواطن بها، المسؤول السئ يأتى بأسوأ منه ولا حول ولا قوة إلا بالله .. اللهم ارفع عن مصر الغمة وسنين السواد القادمة فالموت ارحم منها ..آمين ..