الخميس 14 أغسطس 2025 04:40 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

د .هاني المصري يكتب : حماس… خنجر إسرائيل في قلب فلسطين

د .هاني المصري
د .هاني المصري

منذ أكثر من ثلاثة عقود، برزت حركة "حماس" في المشهد الفلسطيني تحت لافتة "المقاومة" ضد الاحتلال الإسرائيلي، لكن الوثائق والشهادات التاريخية تكشف وجهاً آخر لهذه الحركة، إذ تؤكد مصادر استخباراتية غربية وعربية أن "حماس" استفادت في بداياتها من دعم إسرائيلي غير مباشر، استُخدم حينها لإضعاف نفوذ منظمة التحرير الفلسطينية وكسر وحدة الموقف الوطني.
اليوم، وبعد سنوات من الانقسام الدموي الذي أعقب سيطرة الحركة على قطاع غزة عام 2007، يبدو واضحاً أن المشروع الذي تخدمه "حماس" تجاوز حدود فلسطين، ليضرب العمق العربي. فقد تسببت في شلّ العمل الوطني الموحد، وافتعلت أزمات مع منظمة التحرير على المستويات السياسية والأمنية، ما أدى إلى إضعاف قدرة الفلسطينيين على مواجهة الاحتلال.
الأخطر من ذلك، ما تشير إليه تقارير أمنية عن تورط عناصر مرتبطة بـ"حماس" في تهريب السلاح والمقاتلين عبر الحدود إلى سيناء، وتوفير دعم لوجستي لجماعات متطرفة استهدفت الأمن القومي المصري. هذه الأنشطة لم تضر فقط بالعلاقات التاريخية بين مصر وفلسطين، بل ساعدت على فتح جبهة إرهاب خطيرة في المنطقة.
واليوم، تتحول "حماس" – وفق مراقبين – إلى أداة في يد أجندات إقليمية ودولية، تُستَخدم في شن هجمات إعلامية ضد مصر، بهدف النيل من دورها المحوري في القضية الفلسطينية وإضعاف تأثيرها السياسي. هذه الحملات، مهما تلونت شعاراتها، تصب في نهاية المطاف في خدمة إسرائيل، التي طالما استفادت من شق الصف العربي وإشغال أطرافه بصراعات جانبية.
إن فهم حقيقة الدور الذي تلعبه "حماس" اليوم، يتطلب قراءة تاريخية دقيقة لمراحل نشأتها، ومراجعة للضرر الذي ألحقته بالقضية الفلسطينية، وبأمن المنطقة ككل. فالمقاومة الحقيقية لا تكون بتقسيم الشعب الفلسطيني أو استهداف العمق العربي، بل بتوحيد الصفوف خلف مشروع وطني جامع، يقوده ممثله الشرعي، منظمة التحرير الفلسطينية.

د .هاني المصري حماس… خنجر إسرائيل في قلب فلسطين الجارديان المصرية