جمال المتولى جمعة يكتب : رؤى وأفكار حول القضاء على الفقر

ان قضية الفقر فى مصر تمثل احد التحديات الرئيسية التى تواجه مسيرة التنمية , ان الارقام الرسمية تقول ان نسبة 32,5% من الشعب المصرى يعيشون تحت خط الفقر 00 وللعلم ان أكثر من 70% من الشعب المصرى يعيشون تحت خط الفقر بعد تداعيات الازمات الاقتصادية الراهنة والانفلات غير المسبوق فى اسعار السلع الغذائية والاستراتيجية - بل زحف الفقر الى اعداد كبيرة من الطبقة الوسطى التى تعتبر عماد المجتمع فزيادة الفقر يزيد العشوائيات ويزيد من ظاهرة اطفال الشوارع والجرائم الغريبه وهذا يشكل عائقا على التنمية والتوازن الاجتماعى .
برغم ان مصر لديها المقومات التى تجعلها من اغنى دول العالم ولكن لم تستغل الاستغلال الأمثل بسبب الفساد وانعدام وجود استراتجيات ورؤى مستقبلية قابلة للتحقيق والتنفيذ ,
فى برنامج عصير الكتب فى قناة دريم الفضائية "الحلقة الاولى" استضافنى الاعلامى بلال فضل بشأن مؤلفى " استراتيجية القضاء على الفقر فى مصر
تناولت فى كتابى سالف الذكر الكثير من الحلول لمشكلة الفقر فى مصر وركزت على تدعيم النمو الاقتصادى وذلك من خلال التوسع فى المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة وتحقيق التنمية الريفية والزراعية ويتطلب هذا الأمر تسهيل اجراءات منح التمويل اللازم لهذه المشروعات بسعر السوق وضرورة الإستفادة من تجارب الدول التى نجحت فى مكافحة الفقر
وكان السر وراء تقدم هذه الدول كما فى حالة ماليزيا وكوريا الجنوبية وسنغافورة والهند وتايوان والصين والبرازيل وتشيلى وجنوب افريقيا هو التعليم كمدخل اساسى لعملية التنمية لانه لا يمكن ان يحدث تقدم بدون انسان واع متعلم .والبحث عن استراتيجيات جديدة للوصول الى الفقراء والتنمية البشرية ومايرتبط بذلك من تطوير التعليم والتدريب والصحة .بالاضافة الى النهوض بمؤسسات المجتمع المدنى لتمارس دورها المنشود فى الإرتقاء بالمجتمع .. وأرى من المهم البدأ بالخطوات التالية لكى نخرج من عنق الزجاجة :-

1 – انشاء بنك مصرى لتمويل المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر فان التمويل الاصغر من اقوى الأليات للقضاء على الفقر
2 - الاهتمام بالبحوث الزراعية وإستدعاء علماءنا بالخارج للإسهام بعلمهم وخبراتهم في التنمية الزراعية والحيوانية والسمكية

3 – دعم الجمعيات الأهلية ولجان الزكاة من خلال تبسيط إجراءات انشاءها لانها تعتبر الضلع الثالث داخل مثلث التنمية لكى تعمل على إنقاذ مايمكن إنقاذه فى الصحة والتعليم والتنمية البشرية والصناعات الصغيرة والتكافل الاجتماعى بكافة اشكالة وتشجع الشباب على النهوض بأدوار فعالة فى مشروعات مكافحة الفقر وفقا لمعطيات البيئة المحلية 0
4 - انشاء مراكز تدريب للخريجين العاطلين وتحويلهم إلى عمالة ماهرة من خلال إكتسابهم مهنة مع الإستعانة بالمهنيين كبار السن حتى إذا كانوا غير متعلمين ويكون ذلك تحت اشراف إدارة المركز 0

5 – إن مصر لديها بحرين عظيمين وشواطى ألف كيلو متر ولدينا نهر النيل وبحيرات المنزلة والبردويل والبرلس وبحيرة ناصر فى السد العالى لو تم استغلالهم الاستغلال الامثل لوفرنا للمصريين اسماك بأسعار مناسبة تكفى الإستهلاك المحلى ويصدر الفائض إلى دول أخرى .

6 – الفلاحون الصغار يجمعون بين العمل وملكية او إستئجار الارض الزراعية التى تتراوح مابين فدانيين واقل من خمسة افدنة ويعمل هو واسرته فى الارض ويحتاج الى الدعم المادى والفنى لتربية صغار المواشى وعدم بيعها وذبحها حيث يمتلكون 90% من الثروة الحيوانية فلابد من تقديم قروض ميسرة لهؤلاء الفلاحين عن طريق بنوك القرى وشراء المواشى منهم بسعر السوق بهدف تنمية الثروة الحيوانية بما يسهم فى زيادة الدخل القومى للدولة 0

7 – وضع خطة لتنمية الساحل الشمالى الغربى كهدف قومى استراتيجى حيث يوجد مليون فدان من أجود الأراضى الزراعية ومعطلة بسبب وجود ألغام ويمكن إزالتها عن طريق قواتنا المسلحة 00 كا يوجد فى سيوة 3 ملايين فدان يمكن استخدامها كمراعى للمواشى لزيادة الثروة الحيوانية - ارض سيناء تبلغ مساحتها خمس مساحة مصر وتمتاز بموقع فريد وتزخر بكل مقومات النهضة الإقتصادية وتعميرها مسألة أمن طنى من خلال وضع خطة إستثمارية طموحة عن طريق الإستثمارات الزراعية والصناعية لان الخروج من الوادى حلم يداعب خيال وأحلام المصريين منذ سنوات عديدة والأرض الصالحة للزراعة تقدر بخمسة ملايين فدان في شمال سيناء وحدها , ومن ثم يتعين الاستفادة من هذه الاراضى بصورة بحثية وعلمية تحقق عائد كبير ماديا ومعنويا .

8 – الدكتور احمد مستجير له تجربة علمية ناجحة لمواجهة مشكلة القمح وازمة الرى ووصل فيها لقمح هجين يتم ريه بالماء المالح كما للدكتور/ جمال عزام العالم المصرى تجربة علمية حيث اكتشف مادة يتم رشها على رمال الصحراء فتصلح زراعتها قمحا ولكن هذه التجربيتن لم تهتم بهم الدولة سواء قبل الثورة أو بعدها 0
9- إحياء مشروع ممر التنمية الذي أقترحه الدكتور / فاروق الباز وهو يتلخص في مد الرقعة الزراعية المحاذية للوادي علي امتداده ومشروع منخفض القطارة
10 – انشاء مراكز للفكر الاستراتيجى تضم نخبة من العلماء من كافة الأطياف تحدد الخطط التى ترغب الدولة فى تحقيقها ولا تتغير بتغير الوزراء بل الكل يلتزم بهذه الخطة .

بالاخلاص والعزيمة والارادة والوفاء وبالتخطيط العلمى السليم يمكن ان نقضى على الفقر فى مصر خلال سنوات معدودة- والله ولى التوفيق .

#جمال المتولى جمعة
المحامى – مدير أحد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى سابقا