وجيه الصقار يكتب: الصحافة.. تدوير المخلفات !


يمكن القول إن الصحافة حاليا خرجت من الإنعاش إلى المقبرة ، بداية بالصياغة الصحفية والأخبار إلى كتابة لفظ( عاجل) على أى خبر لا تجد فيه عاجل أو قيمة أو جديد، مما يثير القرف أمام القارئ وضياع المصداقية، فإذا تابعت الأخبار تجدها صياغة واحدة وكلها قديمة أو عديمة القيمة، وغالبا فى موضوعات لاتهم المواطن أو مشاكله، أو نشرة فارغة للحكومة، اوقديمة وأعيد تدويرها، حتى فى المناسبات التقليدية، تنقل من دفاتر الوزارات فى الدراسة مثلا أو احتفالات بمناسبة متكررة دون حتى الرجوع للمصدر، وتجد المانشتات ميتة بلا حس جاذب. وبمستوى يثير الشفقة والحسرة على (السلطة الرابعة) وفى النهاية نادرا ما تجد شيئا مفيدا للمواطن أو أسرته، فكيف تكون نبض الأمة ؟! أصبحت كلها صورة وعدة عفاريت سواء الصحف الحكومية أو المعارضة صيغة واحدة ، حتى فى اختيارات الدولة لقيادات الصحافة فى معظمها غير موفقة، لأن معيارها هو الولاء والغباء وليس الكفاءة والخبرات، فتجد صاحبها بلا ملف أو تاريخ صحفى أو مهنى. نفس العقلية الميتة غير المبدعة المتطورة مع ظروف العصر المتلاحقة، فإذا انتهت مدتهم تعيد الدولة تدويرهم فى المجالس العليا للصحافة، دون البحث عن الأفضل والأكفأ، فى وقت انحدر فيه "سقف" حرية الصحافة حتى أطبق على الرؤوس التى ظلت تنخفض حتى قاربت الركوع تجاه الأرض، حتى إن مصر سجلت الترتيب 170 فى حرية الصحافة أى أنه لا توجد أى حرية على الإطلاق، والباقى تمثيل فى تمثيل، والمجنى عليه هو الشعب، رحم الله أيام كان الصحفى فى مؤسسته يهز وزارة كاملة بكلماته، بل ويستمر عطاؤه مدى الحياة، يتلقى راتبه وعلاواته السنوية حتى لو كان مريضا لايتحرك ، لأنه عقل وفكر وطموح البلد ورصيدها فى النهضة، فإن إحالته للمعاش دون دول العالم، هو قتله على قيد الحياة وقتل الفكر المتجدد لحل مشكلات الوطن. وكنز وطنى لا يمكن تعويضه، والنتيجة تخبط الدولة لأنها تسير على قدم واحدة، فى غياب القدم الأخرى ..هى حرية الصحافة. .