الجمعة 22 أغسطس 2025 02:15 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

طارق محمد حسين يكتب : نفحات من السيرةالنبوية( زواج عبدالله من آمنة بنت وهب)

الكاتب الكبير طارق محمد حسين
الكاتب الكبير طارق محمد حسين

لما فرحت قريش بفداء عبدالله ، أخذ عبد المطلب بيد إبنه عبدالله ، وسار به الى الكعبة ، والناس ينظرون ، وطاف به بالبيت سبعاً ، فنظرت قريش إليهم ، فرأت نور يخرج من عبدالله (نور يتهلل في وجهه ، تحرك نور النبوة المحمدي في وجهه لأنه يحمل نور نبينا وحبيبنا صلى الله عليه و سلم ، فدار نور النبوة في وجهه ) وجاءت قريش تهنئ عبد المطلب ، في نجاة ولده ، ومازال عبد المطلب يتذكر كلام ذلك الحبر اليهودي في اليمن ، عندما كان في رحلة الشتاء ودخل اليمن ،
ونزل عند حبر من اليهود ، فقال الحبر لعبد المطلب متعجباً ، رجل من أهل الديور ! (بمعنى يسأله متعجب أنت من أهل الكتاب) ، يا عبد المطلب أتأذن لي أن أنظر إلى بعضك (تأذن لي أتفحص جسدك ، وكأنه عنده علامات إذا وجدت فيه ، تدل على شيء) ، قال : نعم إذا لم يكن عورة ، فلما نظر الحبر لجسده وتفحصه ،
قال له : أشهد أنك تحمل بين يديك . ملكاً .. ونبوة ، قال الحبر : إذا رجعت تزوج من بني زهرة يا عبد المطلب ، سيخرج من ذريتك رجل ذو أمر عظيم ، يجمع بين الملك والنبوة ، وسيكون فخر ٌ لقبيلتين من العرب هم ( بني هاشم .. وبني زهرة)،
فلما رجع تزوج من ( هالة بنت وهب ) من بني زهرة ، وبقي هذا الكلام في رأس عبد المطلب ، فقرر أن يزوج عبدالله ويفرح به ، يزوجه من ( بني زهرة ) من آمنة ، آملاً بكلام ذلك الحبر اليهودي لعله يتحقق حلمه فعلمت قريش ، أن عبد المطلب قرر أن يزوج أبنه عبدالله من بني زهرة ، وانتشر الخبر في مكة ، حتى أن من فتيات مكة حزن ولزمن الديار ، عندما سمعن هذا الخبر تأسفاً وحسرة ،فكل فتاة كانت تتمنى أن تكون زوجة لهذا الرجل المبارك ، فذهب عبد المطلب إلى سيد بني زهرة أبو آمنة (آمنة بنت وهب ، أم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم) ، وخطب آمنة لإبنه عبدالله ، كان عمر (عبدالله) والدِ النبي صلى الله عليه وسلم « ١٨ » عام و قيل ٢٥ ، وكان عمر ( آمنة ) أم النبي صلى الله عليه وسلم « ١٤ » عام ويقال ١٦ ، وفي نفس اليوم تزوجها عبدالله ودخل بها ، (وكانت عادة العرب ، العريس يبقى في ديار أهل العروس ، ثلاثة أيام وبعدها يأخذ زوجته ، ويرجع إلى اهله) ،
فحملت آمنة بسيد ولد آدم ، حملت بالنور المهداة للعالمين ، حملت بخير خلق الله أجمعين ، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

نفحات من السيرةالنبوية( زواج عبدالله من آمنة بنت وهب) د.ط.ارق محمد حسين الجارديان المصرية