جمال المتولى جمعة يكتب: العربدة الصهيونية...والصمت العربى


ان الهجوم الغادر التى شنته اسرائيل عصر الثلاثاء الماضى على دولة قطرالشقيقة هجوما ارهابيا ضد قادة حماس . ليس مجرد وصف عابر بل هوعلامة لغوية كاشفة عن ازمة اوسع أزمة دولة صغبرة راهنت اكثر مما ينبغى على صداقة االولايات المتحدة الامريكية فوجدت نفسها وجها لوجه مع حقيقة ان واشنطن لن تضحى بتحالفها مع الكيان الصهيونى من اجلها . فى النهاية ماجرى لم يكن غدرا بقدر ما كان تذكيرا قاسيا بأن الشرعية الدولية لا تحمى من الصواريخ وان التحالفات لا تبنى على العواطف بل على موازين القوة وحدها هذه رسالة الى الحكام العرب اى حاكم عربى لا يتماشى مع سياسات الصهاينة سوف يتم اصطياده وهو فى غرفة نومه.
الكل يتسأءل اليس من الغريب ان قطر تسقط صواريخ ايران التى كانت متوجهه الى القاعدة الامريكية ولم تسقط الطائرات الاسرائيلية التى قامت بالهجوم عليها . اليس من الغريب ان يكون رد فعل قطر الشجب والاستنكار والتصريحات الفارغة على انتهاك سيادتها بالاعتداء عليها هذا استكمال لنهج الغطرسة المطلقة والعربدة الصهونية خارج حدودها .
فى النهاية نقول لولا الضوء الاخضر الامريكى يستحيل ان تتجرأ اسرائيل على شن هجوم على قادة حماس فى الدوحة فى انتهاك صارخ للقوانين والاعراف الدولية ولسيادة دولة مستقلة ومن دون التواطؤ الامريكى يستحيل أن تشن اسرائيل اى هجمات على دولة قطر نحن امام تكامل امريكى اسرائيلى لامثيل له لكنه تكامل فى الشر والغدر والتأسيس لمستقبل حافل بالموت والاضطرابات وهذا بشكل تهديد كبير لآمن المنطقة بأسرها وهو ما يمثل ضرب الحائط بكل المعايير والاعراف الدولية .
كل الدول العربية المطبعة مع الكيان الصهيونى اصبحت فى وضع لاتحسد عليه الان فهى ابتداءا بدأت تشعر بأنها غير امنه على نفسها وانها مهما فعلت فأنها لا يمكن ان تأمن شر كيان مارق يقوده شحص نازى معتوه
يجب على الدول العربية التى ابرمت معاهدات واتفاقات وبها قواعد امريكية على اراضيها ان تعى جيدا . ماذا افادت هذه القواعد والمعاهدات الامنية التى تربط بلدهم بواشنطن ولا تستطيع حماية اراضيهم ومواطنيهم من عدوان صهيونى مارق فما فائدة هذه القواعد فالكثير من الدول العربية ترتبط ارتباطا شديدا بالسياسات الامريكية التى تضمن لها الدعم السياسى والبقاء فى السلطة مما يجعل اى تحرك ضد الكيان الصهيونى او فى دعم المقاومة الفلسطينية يخفيها من فقدان هذا الدعم خاصة مع وجود تعاون امنى عسكرى مع الكيان الصهيونى .
بعض الدول جعلت الانظمة العربية عاجزة عن اتخاذ موقف حاسم يؤثر فى الصراع مع اسرائيل هذه الازمة تعود الى الاستبداد السياسى وانعدام الديمقراطية الحقيقية والاحتكار والاستئثار بالسلطة مما ادى الى فقدان شرعية هذه الانظمة ومصداقيتها داخليا وخارجيا ..
قطر دولة حليفة لامريكا قدمت مئات المليارات لها كأستثمارات وعقود وشراء اسلحة وبادرت منذ بداية الازمة فى غزة لفعل كل مافى وسعها لكى تنهى الحرب . ساهمت كوسيط بين حماس وبين الكيان الصهيونى وان معظم الاسرى الصهاينة قد تم اطلاق سراحهم بالوساطة القطرية وجمعت المفاوضين من كل الاطراف ومن ضمنهم اسرائيليين على أراضيها ولم تشكل يوما ما تهديدا للامن الاسرائيلى وهذا يقودنا الى استنتاج خطير لم تعد اسرائيل ترى فى دول الخليج شركاء فى الاستقرار بل ساحات مفتوحه للرسائل النارية وواشنطن تبارك بالصمت وتشارك بالتواطؤ وتسخر من العرب لا يكفى اصدار بيانات شجب واستنكار انما يجب ان تكون افعال جادة اولها انهاء حالة التطبيع وسحب السفراء وقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع اسرائيل.
يجب على الدول العربية دعم المقاومة بشتى الطرق والوسائل سواء بالمقاطعة الاقتصادية او بدعم المقاومة بكل اشاكلها لانها هى خط الدفاع الاول والاخيرعن كيان هذه الامة.
#جمال المتولى جمعة
المحامى – مدير أحد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى سابقا