الأحد 14 سبتمبر 2025 12:30 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

د.هانى المصري يكتب : قوة عربية مشتركة… كابوس إسرائيلي جديد تقوده القاهرة

د.هانى المصرى
د.هانى المصرى

في الساعات الأخيرة، تصاعد الحديث في الصحف والمواقع الإسرائيلية حول تحركات مصرية مثيرة للجدل تمثّلت في السعي لتأسيس قوة عربية مشتركة قادرة على الردّة على أي اعتداء يمس دولة عربية، مما أثار مخاوف كبيرة في تل أبيب من أن يكون ذلك بداية لمرحلة جديدة تُعيد ترتيب موازين القوى في المنطقة.

من هو الطريق الذي تسلكه القاهرة؟

وفقاً للتقارير العبريّة، مصر – بقيادة الرئيس عبد الفتّاح السيسي – تعمل بجدٍ على تعظيم قدراتها العسكرية والتنسيق مع بعض الدول العربية لوضع إطار عملي لقوة ردع عربية. هذا الكلام يقترن مع تأكيدات مصر في الماضي بأنها ترفض الانضمام إلى ما يُعرف بـ "الناتو العربي" أو أي محاور عسكرية تُستهدف إيران، لكنها في المقابل تدفع باتجاه إيصال الفعل العربي المشترك إلى مرحلة أكثر جدية، لا سيما فيما يتعلق بحماية الأمن القومي العربي من أي تهديد خارجي.


ماذا تقول إسرائيل؟

الصحف العبرية والمحللون في تل أبيب يظهرون قلقًا واضحًا من هذه التحركات، بل يرون فيها تهديدًا وجوديًا محتملًا على المصالح الأمنية الإسرائيلية. العديد من هذه التقارير ترى أن مصر بهذا المسار ليست فقط تستعيد دورها كقطب عربي سياسي، بل إنها تحاول فرض معادلة أمنية جديدة تُلزم إسرائيل بالحذر والالتزام بأداء حدّ أدنى من التوازنات والاستقرار في معادلاتها الإقليمية.

كيف تقف القاهرة؟

مصر تؤكد باستمرار أنها لا تسعى للعدوان، بل للدفاع، وأن أي مشاركة في قوة عربية مشتركة ستكون ضمن إطارها الذي تحترم فيه السيادة العربية، حقوق الدول، والشرعية الدولية.

كما أن رفض مصر ومواقفها السابقة من "الناتو العربي" – الذي يُستخدم كمصطلح وصورة رمزية لدى بعض الأطراف – كانت واضحة وعلنية، مما يجعل أي تحوّل إلى قوة رد حقيقية أكثر مدروسة وتأنياً.


التهديد الإسرائيلي من منظور استراتيجي

التحولاّت الأخيرة تُظهر أن القاهرة لا تكتفي بالدفاع السلبي فحسب، بل تحاول بناء وضع استراتيجي فاعل:

تعظيم قدرة الجيش المصري: تحديثات مُستمرة، تدريبات، شراء أسلحة، وتحسين جاهزية القوات.

التحالفات العربية: التنسيق السياسي مع دول عربية، والمطالبة بمشاركة بعض الدول في مبادرات أمنية مشتركة.

الردع بالدبلوماسية والقوة: الإشارات الإعلامية لأن مصر لن تقف متفرجة إذا ما تعرضت إحدى الدول العربية لاعتداء، وهذا يُخفي خلفه رسالة واضحة لإسرائيل بأن أي تصعيد لن يكون بلا رد عربي جماعي محتمل.

وختاماً يا سادة

إن تحركات مصر نحو تشكيل قوة عربية مشتركة، مع ظروف إقليمية متوترة، تُشكّل أمرًا يُعيد رسم حدود التأثير في الشرق الأوسط. إسرائيل من جهتها تنظر لهذه الخطوة بعين القلق، خشية أن تغير المعادلة الأمنية في المنطقة بدرجة تجعلها أقل قدرة على التصرف أحاديًا دون أن تواجه رد فعل عربي موحّد.
مصر، بدورها، تواصل لعبتها بحذر: رفض مطلق للنماذج التي تُستهدف بها جانباً أو تُفرض بموجب تحالفات تخالف سيادتها، لكنها في الوقت نفسه تبني قدراتها وتطرح بدائل أكثر تماسكًا للمواجهة.

د هاني المصري قوة عربية مشتركة… كابوس إسرائيلي جديد تقوده القاهرة الجارديان المصرية