دكتورة هبة الله حجاج تكتب : ماذا لو افتقد العالم حنان المرأة؟


ماذا لو افتقد العالم حنان المرأة؟ سؤال يفتح أبواب الخيال على مشهد قاتم، حيث يخلو البيت من دفئه، وتغدو الأسرة بلا سند، والمجتمع بلا روح. فالمرأة ليست مجرد نصف المجتمع كما يقال، بل هي قلبه النابض، وملاذه الآمن، وسر استمراره.
إن حنانها هو الذي يروي النفوس، ويمنحها القدرة على مواجهة قسوة الحياة. ولذا أوصى النبي ﷺ بها قائلاً: "استوصوا بالنساء خيرًا"، وكأنها الوصية الخالدة التي تحفظ للعالم توازنه.
وقد خلد الشعراء أثرها في أبياتهم، فقال حافظ إبراهيم:
الأم مدرسة إذا أعددتها ** أعددت شعبًا طيب الأعراق
وهل تكون الأم مدرسة إلا بالحنان والرعاية والاحتواء؟
إن العالم بلا حنان المرأة عالم صاخب، يخلو من الرحمة والسكينة، ويتحول البشر فيه إلى آلات جامدة لا تعرف لغة القلب. فالمرأة حين تحتوي، تزرع الطمأنينة، وحين ترحم، تُحيي الإنسانية. وفي الحديث الشريف: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".
فإذا أردنا أن نحافظ على معنى الحياة، علينا أن نصون حنان المرأة، لأنه ليس رفاهية تُكتسب، بل ضرورة تُبقي للوجود إنسانيته، وللكون اتزانه