جمال المتولى جمعة يكتب : دور الاحزاب فى تطوير الحياة السياسية وتعميق الديمقراطية

فى ضوء ما تشهده مصر من جهود للتطوير والتنمية الشاملة فى مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية, تعتبر الاحزاب السياسية ركيزة اساسية فى التنمية .. ان نجاح التجربة الحزبية فى مصر يتطلب من الاحزاب اعادة تشكيل نفسها بجدية والعمل على نشر الثقافة الحزبية بين فئات المجتمع وخصوصا الشباب من خلال الانفتاح على مؤسسات الدولة المعنية بالعمل الشبابى والجامعات. مازال فى يقينى ان وجود احزاب قوية وفاعلة بالمعنى الحقيقى تعتبر من اهم قواعد الديمقراطية حيث تعبر هذه القواعد عن الوجود الشرعى للاحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدنى حيث تقوم الاحزاب بممارسة مهمة الرقابة على اعمال الحكومة وهى خارج الحكم كما تعمل على افساح المجال للاحزاب المختلفة للتعبير عن رغباتها ومطالبها بأطر منظمة وفعالة وتلعب دورا فى تنشيط الحياة السياسية البرلمانية .
يوجد فى مصر 104 حزب سياسى معتمد من قبل لجنة شؤؤن الاحزاب . منهم 84 حزبا رسميا واكثر من 20 حزبا تحت التأسيس واكثر من 95% منها بلا فاعلية والعضوية الفعلية فيها لا تزيد على رئيس الحزب وزوجته واولاده كوجاهه اجتماعية .ونأمل فى المرحلة المقبلة دمج الاحزاب السياسية الصغيرة التى لا تحصل على حد ادنى من المقاعد البرلمانية فى الانتخابات. للاسف ان احزابا سياسية كثيرة نسيت وظيفتها الاساسية واستسلمت للامر الواقع ولم تستطع الوصول للجماهير واقناعها ببرامجها واهدافها فأتجهت الى ممارسة انشطة الجمعيات الخيرية كتوزيع البطاطين وكراتين المواد الغذائية .
من المقرر ان تجرى الانتخابات البرلمانية فى شهر اكتوبر 2025 وتعد مرحلة مهمة فى تعزيز المشاركة السياسية وتعميق الديمقراطية. وتعتبر الانتخابات احدى الوسائل الديمقراطية التى تعبرعن ارادة الشعب فى ظل الحرص على تعزيز التعددية السياسية والحزبية التى نصت عليها المادة 5 من الدستور المصرى 2014 حيث تنص على ان يقوم النظام السياسى على اساس التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمى للسلطة ومن ثم باتت الاحزاب هى الطريق الامثل للمشاركة السياسية الفعالة فان من ضرورى ان يكون لدى كل حزب برنامج واضح وخطة فاعله للتحرك على اساسها خلال الفترة المقبلة وان تسعى الاحزاب الى تكثيف تحركاتها فى الشارع والنواصل مع الموطنيين وان يكون لديها القدرة على اقناع المواطنيين ببرامجها وطرح الحلول والرؤى لمختلف المشكلات والقضايا التى يواجهها المجتمع . يجب على الاحزاب ان تعمل على قدم وساق من اجل تعزيز دورها فى اثراء الحياة السياسية والحزبية والتفاعل مع الشارع من خلال وسائل الاعلام المختلفة عبرالانترنت ومنصات التواصل الاجتماعى وتنظيم العديد من الفعاليات المباشرة مع الجماهير فى القرى والنجوع والمدن بهدف تعزيز التواصل مع المواطنين وان تتناول القضايا التى تهم الشارع المصرى منها الوضع الاقتصادى وتقديم حلول مبتكرة لحل مشاكل المواطنيين مثل البطالة والتضخم وارتفاع الاسعار وزيادة الانتاجية وتعزيز دور القطاع الخاص ودعم الطبقات الفقيرة وتوفير الخدمات الاساسية للمواطنيين والتركيز على قضايا التعليم والصحة بطرح افكار لتحسين التعليم وتحقيق اصلاحات فى المجال الصحى وتعمل الاحزاب على التطبيق الفعلى للحريات السياسية وحقوق الانسان
ان برامج الاحزاب المصرية لم تصل بالشكل المطلوب الى الشارع وتطلعاته متسائلين عن الفائدة التى قد تضيفها احزاب اخرى اذا لم تقدم افكارا وبرامج جديدة وفعالة ..تظل الاحزاب المصرية على رغم من كثرتها اما موالية للنظام او غير فاعلة ولا يوحد حزب يقدم معارضة حقيقية او مشروعا مختلفا مما جعل المشهد السياسى فى مصر يتحول بشكل تدريجى الى منابر للوجاهة الاجتماعية.
من قراءة المشهد العالمى سنجد ان الدول المتقدمة تمتلك مؤسسات حزبية تتمتع بالعديد من القيادات السياسية والتنفيذية التى تؤهل هذه المؤسسات الحزبية فى ادارة هذه الدول وتحقيق تنمية فى كل المجالات وتعتبر المؤسسات الحزبية هى المدرسة الحقيقية لبناء القيادات السياسية فى جميع المجالات حيث يحتوى الحزب على العديد من اللجان المتخصصة فى جميع المجالات الصناعية والزراعية والثقافية والتعليمية والصحية بهدف تقديم حلول لكل المشاكل التى تواجه الدول فى اى مجال من مجالات حياة المواطنين ونشر ثقافة العمل الحزبى فى كل المراحل التعليمية واظهار العمل الحزبى كعمل وطنى لبناء دولة متقدمة.

#جمال المتولى جمعة
المحامى ــ مدير احد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى سابقا