دكتور رضا محمد طه يكتب عادات يومية تحافظ على ذاكرة قوية طول العمر

مرض الخرف والزهايمر في تزايد يثير القلق، ففي الولايات المتحدة الأمريكية وحدها يعاني ما يقرب من ثمانية ملايين فوق 65 عاماً من الزهايمر، ويعتبر العامل الزمني هو اقوى عامل خطر معروف للتدهور المعرفي وأن فقدان الوظيفة الإدراكية ليس جزءًا لا مفر منه من الشيخوخة وذلك في الوقت الذي تشير فيه الأبحاث العلمية إلي أن اتباع نمط حياة صحي يؤدي إلى الحفاظ على ذاكرة قوية وإدراك معرفي جيد، مما يجعل من الوقاية ضرورة هامة لأنها المفتاح لتخفيف تنامي هذه الأمراض ومن ثم تتطلب نهجاً استراتيجياً واستباقيا لتقليل العبء العالمي الهائل الذي يترتب على علاجات الزهايمر والخرف.

باحثون من كلية تشارلز اي شميدت للطب بجامعة فلوريدا اتلانتك سلطوا الضوء على مسار قوي وغير مستغل بهدف الوقاية من الزهايمر والخرف، ولاحظوا انه في حين انخفضت الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية منذ عام 2000 إلا أن حالات الوفيات بسبب الزهايمر قد زادت بنسبة أكبر من 140% و45% جراء خطر الإصابة بالخرف وتعود إلى عوامل بيئية ونمط الحياة القابلة للتعديل.
ذكر الباحثون أن عوامل نمط الحياة التي تمثل خطورة للإصابة بالزهايمر والخرف تتمثل في الخمول البدني وسوء التغذية والسمنة وتعاطي الكحول وضغط الدم المرتفع ومرض السكر والاكتئاب والعزلة الاجتماعية أو الفكرية وجميعها تساهم في التدهور المعرفي، لذا فإن تغيير نمط الحياة هذا يترتب عليه الحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من الأمراض المزمنة مما يساعد في الحد من التدهور المعرفي، نشرت نتائج الدراسة مؤخرا في POINTER ، حيث أظهر المشاركون الذين اتبعوا نمط حياة صحي يعتمد على النشاط البدني المنتظم والدعم الاجتماعي ومزيج من الأنظمة الغذائية المتوسطية وحمية داش DASH مما أدى إلى تحسن كبير ذات دلالة إحصائية وهامة كلينيكال من حيث الإدراك الشامل علي مدار عامين، فقد تحسنت صحة الدماغ والوظائف التنفيذية مثل الذاكرة والتركيز أو الإنتباه والتخطيط واتخاذ القرارات.

أشارت الدراسة إلى أن النشاط البدني يزيد من نشاط ووظيفة الخلايا العصبية وعامل التغذية المشتق من الدماغ ويحسن تدفق الدم ويقلل الالتهابات، وتساعد حمية البحر الأبيض المتوسط حيث الكثير من الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات وقليل من اللحوم الحمراء في مقابل تناول الأسماك وزيت الزيتون والشاي الأخضر والجوز وحمية داش حيث الحبوب الكاملة والخضروات والزبادي والحليب قليل الدسم والدجاج والأسماك والمكسرات والبذور جميعا تساعد في التقليل من الإجهاد التأكسدي وتحسين حساسية الأنسولين وتقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما يساعد الاقلاع عن التدخين في الحفاظ على بنية الدماغ وسلامة المادة البيضاء، اما التفاعل والانخراط وسط المجتمع والنشاط المعرفي المنتظم جميعا تعزز المرونة العصبية والعقلية، وتلك أمور يسهل إتباعها وغير مكلفة مقارنة بأدوية الزهايمر عالية بالإضافة إلى آثارها الجانبية الشائعة مثل الغثيان والصداع والارهاق والارتباك ونزيف الجهاز الهضمي وغيرها.