هيثم جويدة يكتب: الرقمنة في الإمارات... إنسانية الدولة وعقل المستقبل


كل أمة تكتب حاضرها بما تمتلكه من فكر، لكن القليل فقط من الأمم يكتبون مستقبلهم بالفعل.
وفي الإمارات، لا يترك المستقبل للمصادفة أو التوقع، بل يصنع خطوة بخطوة، بوعي الدولة وذكاء الإنسان
فالرقمنة هنا ليست رفاهية تقنية، بل رؤية وطنية شاملة، تحول الحياة إلى تجربة متصلة بالزمن والاحترام والكفاءة.
من المطار تبدأ القصة هناك، تضع جواز سفرك على الجهاز الذكي، فتتعرف الأنظمة على ملامح وجهك وبصمة عينك خلال لحظات،
لتعبر بسهولة وثقة دون أوراق أو انتظار.
ثم تأتي «السجادة الحمراء الذكية» التي أطلقها مطار دبي الدولي كأول تجربة في العالم،
باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لعبور الجوازات خلال ثوانٍ،
تتيح مرور عشرة مسافرين معا دون إبراز الوثائق، في نقلة نوعية لتجربة السفر،
تجعل من التكنولوجيا أداة راحة قبل أن تكون وسيلة سرعة.
لكن المشهد لا يتوقف عند المطار، بل يمتد ليشمل كل تفاصيل الدولة.
في الإمارات، الرقمنة تسكن الحياة اليومية.
من التعليم إلى الصحة، ومن الخدمات الحكومية إلى الأمن والسلامة، كل شيء يسير بانسيابية رقمية متقنة تجعل الإنسان في قلب المنظومة لا على هامشها.
تجديد الإقامة، دفع الفواتير، متابعة المعاملات، الخدمات الشرطية،
كلها متصلة بنظام واحد يختصر الزمن ويكرم المواطن والمقيم والضيف.
لقد استطاعت الإمارات أن تخلق نموذجا مختلفا للتحول الرقمي،
يجمع بين ذكاء الإدارة ورقي الفكرة،
ويجعل من الرقمنة فلسفة حياة تقوم على احترام الوقت وإعلاء قيمة الإنسان. ليست المسألة سرعة أداء فقط، بل وعي دولة قررت أن تجعل التكنولوجيا مرآة تعكس تحضرها وقيمها في هذا النموذج، تصبح الرقمنة جسرا بين الماضي والمستقبل،
وتتحول كل خدمة إلى تجربة إنسانية راقية تؤكد أن التطور الحقيقي ليس في الأدوات،
بل في الطريقة التي تدار بها لخدمة البشر.
رسالتنا:
أن التحول الرقمي ليس مجرد تحديث للخدمات، بل تجديد في الفكر.
وأن الإمارات تقدم للعالم درسا في كيف يمكن للتقنية أن تكون لغة الإنسان الجديد،
حين تدار بالعقل وتوجه بالقلب، لتبقى التنمية هنا فعلًا أخلاقيا بقدر ما هي إنجاز تقني.